إرادة اليمنيين.. من شرعية الصندوق إلى شرعية العدوان..!!
عادل عبدالاله العصار
باسم الشعب استهدفوا الشعب وباسم الوطن دمروا الوطن..!! فماذا تبقى بعد كل هذا الانحطاط السياسي والأخلاقي..؟!!
..هادي وتحت شعار حماية الشعب استعدى على الشعب أمم الأرض وجيوشها ومرتزقتها ومنح اخواننا الأعداء مشروعية ذبح الشعب اليمني من الوريد إلى الوريد..!!
وتحت شعار تحرير الوطن -لا ندري ممن- والدفاع عن أمنه واستقراره واستقلال قراره السياسي منح -هادي- للغرباء حق الوصاية على اليمن واليمنيين وأجاز للمتربصين والحاقدين تدمير الوطن واستباحة أرضه وسمائه، ليقف بعدها على جبال من الجثث والجروح والآلام والخراب مشيدا ومتغنيا بما حققه العدوان من انتصارات..
اليوم وفي حسابات وأجندات الساسة اليمنيين تتجسد كل المتناقضات وتتعدد الخنادق لدرجة أن الكل يتغنى بليلى، ولأن الجميع ينظر إلى ليلى -السلطة- كمعشوقة وليس كوطن أصبح لكل منهم طريقته واسلوبه الخاص به في التعبير عن حبه وتجسيد مودته لها..
ولأنهم كذلك فلا عجب إن وجدنا هادي وكل الذين فروا معه واختاروا الرياض وطنا وخندقا يساندون العدوان ويباركون تدمير الوطن والكيان السياسي ويبحثون في دهاليز قصر اليمامة عن كيان سياسي ووطن يدار من خارج الوطن..
..وفي الداخل الرافض للعدوان احزاب وكيانات سياسية تدعو اليمنيين لتوحيد الصف ومواجهة العدوان بالمزيد من الصمود والتلاحم في الوقت الذي يعمل كل منها منفردا بل ويسعى كل منها لإلغاء الآخر والانفراد بامتلاك الانتصارات السياسية والعسكرية والاستحواذ على الإرادة الشعبية واستثمارها وتوجيهها لخدمة مصالحه والتأسيس لمستقبله السياسي..
تناقضات السياسية وما لانهاية من المفارقات يمكننا قراءتها في سفر السياسية اليمنية الجديد والذي إذا ما قمنا بقراءة سريعة لأحداثه فسنجد الكثير مما يدمي القلب والضمير..
.. قبل عام وتحت مبرر إعادة الشرعية وحماية الشعب اليمني وتحرير اليمن أفرط هادي في الغباء لدرجة إباحة دماء اليمنيين الذين منحوه شرعية الجلوس على رأس السلطة..
وقبل ست سنوات وتحت شعار “..الشعب يريد إسقاط النظام“ تم اسقاط المبادئ والقيم التي يقف عليها الكيان السياسي للدولة وبمبرر الانتصار للإرادة الشعبية صادروا إرادة الشعب وحرموه حقه في منح الشرعية لمن يستحقها وأجبروه على قبول شرعية الشارع وشرعية البندقية وشرعية العدوان، وفرضوا عليه إرادتهم وأنفسهم كحكام لا يجوز الاعتراض على قراراتهم أو التفكير بتغييرهم..
.. ست سنوات من الغموض والانهيار السياسي والعسكري والاخلاقي، صمد فيها الشعب المذبوح بسكاكين ساسته واحزابه التي صادرت إرادته وحقه في تجسيد الديمقراطية كاستحقاق انتزعه قبل ربع قرن من الزمن، وبديكتاتورية لم يسبق لها مثيل فوجئ بوأدها حية والإبقاء على التعددية السياسية.. بمعنى آخر تم تدمير الديمقراطية وبقيت الأحزاب..!!
الأمر الذي يدعو أغبى أغبياء السياسة لأن يتساءل مستغربا: ما الغاية من وجود الأحزاب والمكونات السياسية في ظل غياب الديمقراطية..؟؟!!!!!!!
… ست سنوات مليئة بالأحداث والمتغيرات والمتناقضات صمد فيها الشعب اليمني وأثبت لأعدائه المحليين والاقليميين أن خمس سنوات من العدوان السياسي تلاها عام من العدوان العسكري الهمجي لا تساوي شيئا اذا ما قيست بما في مخزونه من صبر وصمود وتحدٍ وإذا ما قيست بعمر الشعوب..
ست سنوات مليئة بالاحداث، صمد فيها الشعب وسقط فيها عملاء ومرتزقة الخارج وها هي تنتهي بسقوط ساسة الداخل الذين أساءوا الظن بالله وبالشعب فاستسلموا وتخلوا عن الشعب اليمني واتجهوا إلى طاولة التقاسم يستجدون المعتدي منحهم شرعية الوجود عند رسم مستقبل اليمن السياسي..
.. أخيرا.. ليس إلا الشعب يبقى وليس إلا الشعب يظل هنا ووحدها إرادته من تمنح الشرعية، وسواء ذهبتم للبحث عنها في الرياض أو في جنيف أو في مسقط أو في الكويت أو في واق الواق فقد سقطتم جميعا وصمد الشعب..
لستم في حاجة للسفر بعيدا لتبحثوا عن الشرعية والسلطة وتأمين مستقبلكم السياسي فالشرعية هنا بيد الشعب اليمني الذي اختار الديمقراطية والتعددية السياسية اسلوبا ونهجا سياسيا ووسيلة لترجمة وتجسيد مفهوم التبادل السلمي للسلطة التي تتناوبون اليوم على اغتصابها وتقاسمها..
يكفي أن تعيدوا لهذا الشعب إرادته وأن تؤمنوا بأنه مالكها الحقيقي وهو وحده الذي سيهبها كاستحقاق لمن يراه جديرا بها، وإن لم تفعلوا ذلك فاذهبوا جميعاإلى الجحيم..