عبس / خالد مسعد
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولـكـن لا حـيـاة لمــن تـنـادي أنات وحسرات..وقصص وصرخات..يطلقها النازحون على العدوان السعودي الهمجي الغاشم، الذي كانت بدايته نهاية لأحلام الآلاف من المواطنني التي رسموها منذ طفولتهم.
كان مشروعا فاسدا،أطــاح بمشاريع شعب بأكمله،دمر مقدارته ومكتسبته،فضلا عن نسف آلاف المشاريع الصغيرة للمواطنني البسطــاء الذين كانوا قبل هذا العدوان يعملون ليل نهار لتأمني مستقبلهم والعيش بشرف ومن عرق جبينهم من خلال تكوين بعض المشاريع البسيطــة التي تكفل لهم مصاريفهم،قبل أن تضيع تحويشــة عمرهم في لحظة من الزمن بسبب هذا العدوان، ويصبحوا في العراء هم وأسرهم يعيشون وضعا إنسانيا كارثيا.
سنتاول مــن هؤلاء ناصر هادي “الملقب عطور، في العقد الثالث من عمره، أحد أبناء مديرية حرض قرية الكدف،،الذين نكل بهم العدوان السعودي وشردهم.
كان يعمل ناصر بائعا للثلج ومن ثم موزعا، وبرغم إصابته في يده اليمنى التي لا يستعملها، إلا أنه تغلب على هذا التحدي، وواصل حياته واستطاع بعزيمة المواطن اليمني المثابر أن يكون لمستقبله مشروعا صغيرا مثله مثل الآلاف من أبناء مديرية حرض, هذه المديرية ذات الحركة التجارجية, من خلال توزيع الثلج داخل المدينة وخارجها.قبل أن يتلاشى مشروعه البسيط في لحظة من الزمن بسبب هذا العدوان الذي استهدف المواطن اليمني.
يقول “ لـ(قضايــا ونــاس) “ناصر هادي: أكرث من خمسة عشر عاما كنت أعمل في حرض كبائع للثلج ومن تم كموزع للثلج،كونت أسرة وتزوجت،واشتريت أرضية وعمرتها، وبتعاون إخوتي وأقاربي اشتريت ثلاث دينات لتوزيع الثلج في حرض،وكانت حياتي بفضل الله ماشية والحمد لله.
وأضــاف :كان حلمي منذ طفولتي أن أكون مستقبلي مثل الآخرين،والحمــد للــه ربي وفقني في ً هذا العمل الذي كان كفيــلا بتوفير أساسيات الحياة لأسرتي وتابع ناصر هادي حديثه وبنبرة فيها الكثير من الألم: لم نكن يخطر في بالنا يوما مآ، أننــا نترك أعمالنا ونتشرد وتدمر بيوتنا ونصبح في لحظة من الزمن في العراء نلتحف السماء،نكابد الوجع والجرمان.
وأشار” ناصر هادي “ ما يقارب العام ونحن ومعنا المئات من الأسر المجاورة نازحون في مديرية “عبس” نعاني من أوضاع إنسانية لا استطيع وصفها، بعدما كنا طالبني الله قبل هذا العدوان.
وأضــاف :وين نروح وين؟ تعبنا !تبهذلنا! أشتــي أزور منزلي وأنقل ما تبقى فيه من محتويات،كنت قد وفرتها طيلة خمسة عشر عاما وبصوت حزين وقلب مفجوع وفؤاد مكلوم يدعو” ناصر هادي “ربه،ان ينتقم له ولكل المشردين،من آل سلول الذين دمروا مصدر رزقه وقصفوا بيته وشردوه مع أسرته في العراء.
واختتم،ناصر هادي،بمناشدة لقيــادة السلطــة المحلية واللجنة الثورية،بالسمــاح له بزيارة منزله ونقل ما تبقى من محتويته،التي أضحــى في أمس الحاجة لها. مأساة “ناصر هادي “ هي أنموذج واحد من آلاف الماسي التي خلفها العدوان السعودي بحق أبنــاء مديرية حرض الحدودية،بعد أن دمر مشاريعهم الصغيرة والكبيرة،ورمى بهم في العراء مشردين،دون وازع من دين واكتراث لإنسانيتهم.