واشنطن/ أ. ف. ب.
قال أوباما خلال لقائه مع أردوغان في واشنطن “ليس هناك أي شك في أن الرئيس أردوغان انتخب مرات عدة وفق عملية ديموقراطية، ولكن أعتقد أن النهج الذي اعتمدوه حيال الصحافة يمكن أن يودي بتركيا إلى مسار من شأنه أن يكون مقلقا جدا”.
وتتهم السلطات التركية بالاستبداد وتكميم أفواه الصحافيين المعارضين، وخصوصا بعد وضع صحيفة “زمان” اليومية تحت الوصاية مؤخرا.
وأضاف أوباما في ختام قمة الأمن النووي في واشنطن “أؤمن بشدة في حرية الصحافة. وأؤمن بشدة في حرية الدين، ودولة القانون والديموقراطية”.
وأشار أوباما إلى أنه “ليس سرا أن هناك بعض الديناميات التي تثير قلقي في تركيا”، مشيرا إلى أنه أبدى مخاوفه هذه “مباشرة” لنظيره التركي.
وتوترت في الأشهر الأخيرة العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، الحليفتين في حلف شمال الأطلسي، بسبب قضايا عدة بينها حرية التعبير والصحافة، ولكن أيضا حيال الملف السوري، وخصوصا منذ بدأت أنقرة بشن حملة على التنظيمات الكردية فيما تعتبر واشنطن ان المقاتلين الاكراد هم الاجدى في مكافحة المتطرفين على الارض.
وأوضح الرئيس الأمريكي أنه “كما هو الحال مع العديد من الأصدقاء والشركاء، ونحن نعمل معهم (الأتراك)، ونتعاون معهم ونقدر جهودهم، وستكون هناك خلافات. وحيثما تكون الخلافات سنعبر عنها، وهذا ما حاولت القيام به هنا”.
ووقعت الخميس الماضي اشتباكات أمام معهد “بروكينغز” الامريكي على هامش كلمة لاردوغان هناك.
وقبل وصول الرئيس التركي، اشتبك مسؤولون في جهاز امنه مع متظاهرين مؤيدين للاكراد كانوا يحتجون على وجوده في واشنطن.
ودعا أوباما المجتمع الدولي إلى تنفيذ التزاماته في إطار الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في يوليو الماضي، والمساعدة على اندماج طهران في الاقتصاد العالمي, وإنه “طالما تنفذ إيران التزاماتها بحسب الاتفاق، فنحن نعتقد أنه من المهم أن ينفذ المجتمع الدولي التزاماته”دوره من الاتفاق”.
ويسمح الاتفاق التاريخي الذي أبرمته القوى الكبرى وبينها الولايات المتحدة مع إيران حيال برنامجها النووي في يوليو 2015م، برفع جزء كبير من العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وأشاد أرباما بالنهج الذي تقدم به إيراق قائلاً إن “ما هو مهم بالنسبة لي، هو أن سلوك إيران نفسها يولد الثقة حول حقيقة أن إيران مكان آمن للتجارة”.
وبحسب الرئيس الأمريكي، فإن وزير الخزانة جيكوب ليو ونظراؤه في مجموعة الخمسة زائد واحد للدول التي فاوضت بشأن الاتفاق حول النووي الإيراني “سيقدمون توضيحات للشركات في شأن التعاملات التجارية المسموح بها عمليا”.
وأضاف إن الأمر “سيستغرق وقتا خلال الأشهر المقبلة للشركات لتتأكد منها”.
وتابع الرئيس الأمريكي “لكن روحية الاتفاق تشمل أيضا أن تبعث إيران بإشارات إلى مجتمع الأعمال الدولي (لتؤكد لهم) أنها لن تشارك في سلسلة أعمال استفزازية يمكن أن تخيفهم”.
وأشار إلى أنه عندما “تطلق (طهران) صواريخ باليستية مع شعارات تدعو إلى تدمير إسرائيل، فإن هذا يثير ذعر الشركات”.
ويأمل الرئيس الأمريكي في ختام قمة الأمن النووي في واشنطن، مواصلة تقليص الترسانة النووية للولايات المتحدة.
وأفاد أوباما بأنه “منذ معاهدة ستارت 2 التي وقعناها مع روسيا، قمنا بتخفيض كبير في عدد الأسلحة الفعالة”.
وأضاف : أفضل تقليص ترسانتنا النووي بشكل أكبر”، إلا أنه شدد على وجوب “ضمان استمرار عمل منظومتنا الردعية”.
وأكد الرئيس الأمريكي “على أن تقليص عدد الأسلحة التي يمتلكوها لا بد منه قبل المحافظة على مسؤوليات، معينة”.
مضيفا”يجب ألا يكون هناك أي خطر من خرق الكتروني، ومن أن الثقة كافية في النظام لعدم خلق أنشطة مزعزعة للاستقرار”.
وأشار أوباما إلى أنه بعد إبرام معاهدة “ستارت 2” “اقتربت من الروس لمناقشة المرحلة المقبلة لتقليص الأسلحة”. ولكن بسبب عودة فلاديمير بوتين “الذي يسعى إلى تعزيز قدرات الجيش في روسيا وتنويع الاقتصاد”، إلى السلطة، “لم نلحظ التقدم الذي كنت آمله”.
مشيراً إلى أن “الخبر السار هو أن فرص التقدم لا تزال قائمة”، لافتا إلى أن “أملي هو أن نتمكن من بناء الآليات وأنظمة التحقق التي من شأنها أن تسمح لنا بمواصلة التقليص مستقبلا”.