تبًاً لكم.. أي شعبٍ تناصبون العداء!

حمدي دوبلة
سموُ في الحياة وفي المماتِ  لعمري أنت إحدى المعجزاتِ
هذا البيت الشعري الذي قيل في أحد عظماء التاريخ العربي قديما  يحمل في هذا الزمان أصدق توصيف للشعب اليمني الذي لاتزيده المحن والشدائد إلاَّ عظمة وشموخا وكبرياء.
بعد عام كامل من ظلم وغدر أشقائنا الأعراب وجرائمهم المروعة بحق الإنسان والأرض اليمنية ورغم جراح الأبدان والمشاعر رأينا صنعاء كما رآها العالم تغرق وسط السيول الجماهيرية الهادرة التي تدفقت إلى ميادينها وساحاتها بالملايين في زخم جماهيري غير مسبوق في تاريخ اليمن والمنطقة رافعة شعارات التحدي والصمود ورايات العزة والإباء بعزيمة وإرادة لاتلين من أجل الانتصار لقيم الخير والحرية والسلام على قوى العدوان وترسانات القتل والدمار.
بدت عاصمة اليمن في اليوم الأخير للعام الأول من العدوان السعودي وكأنها في كرنفال احتفالي فريد طغت فيه الآمال على الآلام والفرح على الحزن وعشق الحياة ودروب النصر على الاستسلام ومشاهد البكاء على الأطلال والخسائر الفادحة التي خلفتها طائرات الحقد الأعمى بالرغم من فداحتها.
وفي مقابل هذا العنفوان اليماني الوثًاب توارت في هذا اليوم المشهود الرياض ومعها كل عواصم العدوان صامتة ذليلة خلف خيبات الخزي والانكسار وخيمت أجواء الفزع والرعب على قصور وأبراج الحكام والسلاطين هناك والذين لم تستوعب عقولهم الصغيرة مشاهدة الحشود المهيبة للشعب اليمني المُحتفي بجراحه وأحزانه واذا بأولئك الأقزام الحمقى يواصلون غيًهم وضلالتهم في مناصبة هذا الشعب العظيم العداء الفاجر لتقودهم «بسالتهم» المعهودة إلى ارسال طائرة أجيرة لتزمجر على رؤوس الملايين في تصرف صبياني طائش لم يثمر عن شئ غير إضافة المزيد الى قائمتهم الحافلة بالإفلاس والسقوط الأخلاقي الشامل.
هذا هو الشعب اليمني وهذه هي سجاياه وأخلاقه وطبائعه ..لاتهزه محن الزمان ولاينحني لصروف الليالي وليس في ثقافته شيئا اسمه الانكسار والاستسلام والخنوع.
هذا هو الشعب الأصيل الذي كان يعد نفسه درعا واقيا لأشقاء العروبة والاسلام إلى وقت قريب قبل أن توجهوا سهام طيشكم وغدركم إلى صدره المُحب وتوغلون في استباحة دمه وماله ومقومات حياته.. كيف سمحتم لأنفسكم ادعاء حماية عروبة وأصالة هذا الشعب الأبي الكريم؟.. من أنتم أيها الأوغاد حتى تنصبون أنفسكم حماة لقوم هم أصل العرب ومهد التاريخ ومنبع الحضارة ؟
إن محاولات تبرير جرائمكم بحقه من خلال هذه الترهات والأراجيف ستبقى لعنات تطاردكم أبد الدهر..هل أدركتم فداحة زلتكم بمعاداة هذا الشعب ؟..فلماذا تصرون على مواصلة العداء والقطيعة اذن؟
لقد خسرتم شعبا كريما يأبى الضيم والمذلة وجعلتم منه بحماقاتكم عدوا مبينا وهو ذو القوة والبأس الشديد فماذا أنتم فاعلون وقد اقترفتم بحقه كل هذه المجازر والجرائم ؟
هل ستغني عنكم أموالكم شيئا وستمنعكم من غضبة هذا المارد اليمني الجريح ؟..لا تلوموا أحدا ولوموا أنفسكم وتحملوا نتائج حماقاتكم الرعناء وطيشكم المجنون..» ذلك بماقدمت أيديكم وأن الله ليس بظلامٍ للعبيد».

قد يعجبك ايضا