د. الجنيد …..لا غيًبك !!!

ن ……..والقلم                                              
عبد الرحمن بجاش
سألت أخي : وأين يرقد الوالد ؟ قال: بمستشفى الحكمة , والحكمة مستشفى خاص بتعز للدكتور الكفؤ والقدير محمد عبدالودود , احد اثنين تخرجا بعد سبتمبر 62 , الثاني كان المرحوم د. عبدالله الحريبي ,  وزير الصحة كان المرحوم الأستاذ حسين المقدمي , قرر لكل منهما ألفا ريال كمرتب . يومها تعرض والدي رحمه الله لجلطة أولى . عدت أسأل : من يُشرف على علاجه ؟ قال أخي : د. عبدالقادر الجنيد طبيب الباطنية , أين هو ؟ سألت , دلوني على مكانه : هناك , كان بين مجموعة من الأطباء , بعد أن قدمني أخي إليه , علًق : أنت الذي تشغلنحنا كل يوم أحد وتخسرنا حق الجريدة ؟ قالها بتهكم محبب لا يخلو من ود , جلست أمامه , قلت : كيف الوالد ؟ , ابتسم قائلا : سأشرح لك وان لم تفهم مثل الأولين شا…….., قلت : ولا يهمك, وراح يشرح لي الحالة, في آخر شرحه , قال : سأعيده إلى حيث كان, ثم سأُ(( بننه)) , لفتت نظري كلمة (( أبننه )) , تستخدم عادة مع الطفل , لكنني تبينت فيما بعد أنه تعبير دقيق بعد شرح جميل ,  أحسست معه بطمأنينة غريبة  , مرت الأيام فإذا بما شرحه لي يتحقق أمام عيني يوم وراء يوم , من لحظتها , وما جربته مع مرضى آخرين بينهم عمي رحمه الله ثبت لدي أن د. عبدالقادر الجنيد طبيب استثنائي , فهو قارئ جيد , مثقف جيد , يقرأ , يتابع , يترجم , يرسل إليَّ في الصحيفة ما يرى أنه جدير بالقراءة , محب لمدينته حتى الثمالة , المدينة التي يراها ضمن اليمن كله , مسقط رأس , محبوبة , معشوقة , لا أحد يستطيع أن يقول له : لماذا ؟ فالوطن مدينه , مسقط رأس , وطن عام شامل بإنسان مواطن كامل الحقوق , محمل كل الواجبات , لا فرق بينه وبين من يليه إلا بما يقدمه للخدمة الوطنية . اشهد عن تجربة إنني رأيت كل تلك الصفات في شخص د . عبدالقادر الجنيد الطبيب المثقف , الملم بمهنته جيدا , ولذلك طالما نصحت أي كان , وخاصة ممن يعبث بهم أطباء عجلين أن يذهب إليه , وكل من استمع إلى نصيحتي عاد إليَّ شاكرا :(( الجنيد رائع )) , الآن وبكل هدوء أقول : حرية التعبير مصانة , حرية القول مكفولة , حرية الرأي مقدسة , والرجل أعرفه لا يخرج عن هذه المسلمات , وأي جهة تدري أين هو , عليها أن تعيده إلى مرضاه , مدينته , محبيه , تعيده لحرفه , للكلمة التي افتقدت قارئا جيدا , يدري ما يقرأ , وكيف ؟ ومتى ؟ ويعرف كيف ينعكس حرفه المقروء كفاءة ومقدرة على المهنة , وبالتالي على المرضى , بالله عليكم أعيدوا لنا الطبيب المثقف طبيب الباطنية المتميز عبدالقادر الجنيد , رجاء , والأمر لله من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا