مع استمرار العدوان الغاشم على بلادنا :

دوي الانفجارات ..مشكلة تؤرق الكبار وتؤذي الصغار ..!!
تحقيق/ نجلاء الشيباني

مئات الأطفال سقطوا شهداء باستهداف مباشر من غارات العدوان الغاشم على بلادنا وقد يزيد عدد الجرحى منهم على  آلاف الأطفال منذ أن بدأ العدوان في الـ26من مارس ومن لم يصب من الأطفال مباشرة فذلك لا يعني أنه نجا من المخاطر والتداعيات فالآلاف من الأطفال أصبحوا أيتاما بدون أب أو أم  ومنهم من يعانون يوميا بسماعهم دوي الانفجارات وخصوصا أولئك القريبين من المناطق المستهدفة .. فما هي الآثار والأعراض التي يسببها هذا الوضع على الناس خصوصاً الأطفال منهم كيف يتعامل أولياء الأمور مع هذه المشكلة .

أطفالي الثلاثة لا يمكنهم النوم من دوي الانفجارات وأصوات الصواريخ والمضادات وأصوات الطائرات التي تزداد أصواتها يوماً بعد يوم هذا ما قالته أم أيمن وأضافت : قمت أنا ووالدهم بعدد من المحاولات حتى لا يسمع أطفالنا أصوات تلك الانفجارات التي تخيفنا نحن أيضاً.
فتارة نرفع صوت التلفاز وتارة أخرى نلعب معهم ونرفع أصواتنا, جميعاً حتى لا يتمكنوا من سماع أصوات القذائف ومضادات الطيران والانفجارات القريبة لكن دون فائدة فأطفالنا أذكياء ويكشفون خططنا للتغطية عن تلك الأصوات في الغالب وخوفهم منها يزداد يوماً بعد يوم لهذا قررنا أنا وزوجي التوجه للصيدلية لشراء دواء يقلل من حدة الخوف لدى أبنائنا فأعطانا الصيدلي فيتامين حديد والآن نحن نستخدمه لعل ذلك يخفف من حدة نوبات الخوف التي بدأت بالظهور على أبنائنا في الفترة الأخيرة .
أمه السلام / أم لخمسة أطفال / تسكن في منطقة نقم تشكو بمرارة حالها وحال أبنائها الذين يصرخون طوال الليل من أصوات المضادات والقذائف وهي لا تعرف وسيلة لإسكات تلك الأصوات ووصفت حالها بالقول : بت لا أعرف ليلي من نهاري .
تجارب سابقة
الحاجة تقوى ذات السبعين عاماً والتي عاصرت عدداً من الحروب في بلادنا تقدم لنا خبراتها وتجاربها لتفادي الخوف والقلق لدى الأطفال والكبار وتقول : من المهم أن يأكل الجميع كميات من التمر في الصباح والمساء .. إضافة إلى وجبة المطيط المتعارف عليها في الوسط اليمني لأنها تخفف من نسبة الخوف لدى الإنسان وهي وصفة مجربة منذُ القدم لهذا فهي وأسرتها يتناولون وجبة المطيط والتمر بصورة شبه دائمة والنتائج مضمونة كما تقول للحد من الخوف لدى الأنباء .
أدوية مهدئة
فيما تشكو كثيراً من الأمهات من إصابة أبنائهن بالتبول اللا أرادي من شدة الخوف وأصوات الانفجارات والضربات التي تستمر طوال الليل خصوصاً هذه الأيام ..الدكتور الصيدلي /زياد غبش / مجموعة صيدليات ومراكز عبش الطبية / يؤكد بأن الحالة التي تعيشها بلادنا هذه الأيام من خوف وهلع لدى أبنائنا بسبب الضربات والانفجارات والطائرات الحربية المحلقة ليل نهار على سماء بلادنا بأصواتها القوية خاصة في المناطق التي يكون سكانها أمام المناطق المستهدفة فإن نسبة الخوف تزداد لديهم وبصورة مخيفة ويوضح عبش أن ما يقارب من 9-10 أشخاص يعانون من الهلع الشديد يأتون إلى صيدلية لشراء أدوية مسكنة تخفف من نسبة الخوف لدى أطفالهم ومنهم من يحضر بوصفة من الطبيب المختص ومنهم من يأتي الينا بنفسه ولمجرد إشارة من صديق .. ويفيد غبش : عند ما يصاب الطفل بالتبول اللا إرادي أو الخوف البسيط تعطينه فيتامين حديد وهو عبارة عن شراب للأطفال يعطى مرة واحدة في اليوم وهو بدوره يعطى مناعة للأطفال من الخوف وفي حالة ما نلاحظ بأن الشخص القادم إلينا أكثر تخوفا فإننا ننصحه  بالتوجه واخذ طفله للطبيب المختص ليصف له أدوية مهدئة ومسكنة ومخففة من الهلع والخوف لكننا لا يمكن أن نعطيها له دون روشتة من طيب فهو الوحيد الذي يملك أن يحدد مدى تحمل المريض وتقبله للدواء .
اضطرابات
وبدورنا توجهنا للدكتورة سلوى حمود/ أخصائية طب عام / مركز التوحيد حيث أفادت أنه هذه الأيام ومع الأوضاع المتردية في البلاد فإن كثيراً من الناس يعانون من عدم الاستقرار النفسي والذهني ولا يعرفون متى سوف تنتهي هذه المأساة ولهذا فأهم يلجأون ألينا بحثاً عن حل لأولادهم الصغار الذين يكثرون من الصراخ وتظهر لديهم حالات فقدان الشهية للأكل ولهذا واجب تهدئة الأطفال نفسياً أولا وإذا لزم الأمر فإننا نصف لهم feriuoأو multrit sgrps   كما نوهت الطبية سلوى بأن كثرة استخدم الأدوية يضر بالمناعة لدى الأطفال .
أضرار صحية
وشاطرها الرأي الدكتور/عبدالله الذبحاني / طب عام / بأن كثرة الأدوية المهدئة والمسكنة للأطفال تفقدهم المناعة وتولد لديهم التبول اللا إرادي وقد تسبب لدى بعض الأطفال الفشل الكلوي من كثرة استخدام الأدوية المهدئة فهذه الأدوية المسكنة والمهدئة للقلق والتوتر تسبب لديهم الادمان مستقبلا ولا يمكنهم الاستغناء عنها .
حتى بعدا نتهاء دواعي الاستعمال لها وقد توثر على الكلى والكبد بصورة مباشرة. أما الادوية التي يفضل صرفها وليس لها أضرار على الأطفال (Tofranil 2 )  و         )  newhem ) الحديد ( hepp forle) مع مجموعة من الفتيامينات التي يصرفها الطبيب بحسب تقبل جسم الطفل له. أما بقية الأدوية المهدئة والمسكنة وهي لا تخلو من إصابة الشخص بالأضرار الخطرة التي تؤدي إلى الوفاة مستقبلاً ولا ينصح الطبيب الذبحاني بشرائها إلا عن طريق طبيب متخصص .
مشكلات نفسية
يرى علماء النفس أن الحرب تخيف الأطفال بنسبة أكبر من غيرهم وتظهر معالم الصدمة فيهم سريعاً بالقلق وكثرة البكاء وغيرها من الأعراض لذلك نلاحظ أن الأعراض النفسية الناتجة عن الخوف والقلق لا تظهر عند الكثيرين إلا حين زوال تهديد الحرب وتتخذ هذه الأعراض عدة أشكال من بينها الحركة الزائدة والقلق الحاد والانحلال الجسدي والكوابيس الليلية والهلوسات الناتجة عن استعادة مخاوف النهار في أثناء النوم كذلك يمكن أن تظهر الأعراض عبر مشاكل جسدية – نفسية كتساقط الشعر والتأتاة والتبول الليلي لصغار سبق أن تخطوا هذه المرحلة إضافة إلى الاضطرابات المعوية التي تنتج عنها التقيؤ والإسهال وعسر الهضم وتظهر الامراض النفسية أيضاً عبر الاضطرابات العاطفية بما فيها الشعور بالحزن العميق أو الطلب المرضي للعاطفة إضافة إلى ردود فعل شبيهة بالتوحد مع كل ما يرافقه من مشاكل في التواصل .

قد يعجبك ايضا