صادق خنافر
عدوان وحشي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، بلغ عدد غاراته الجوية أَكثر من ستين ألف غارة، متجاوزة ما تم تنفيذه في الحرب العالمية الثانية بنسبة أَكثر من 30 %، مستخدما كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ومنها العنقودية والانشطارية وقنابل الدخان الخانق، ليجعلوا من اليمن حقل تجارب لأسلحتهم حديثة الصنع.
الاعتقاد السائد لدى قوى العدوان كان في البداية، أن الشعب اليمني سيستسلم خلال أيام أو ربما أسابيع على أبعد تقدير، لكن الشعب اليمني سجل صموداً أُسطُورياً استراتيجيا أذهل أهل العدوان والدول التي تقف خلفه وتدعمه.
انطلق الصمود اليمني من قوة ارتباط الشعب بالله ووقوفه على مرّ الزمن إلى جانب الحق، ومن إيمانه بقضيته وعدالتها، والدور الفعلي للشعوب، فلعب دوره بفعالية لمواجهة أخطار العدوان، مقدما التضحيات الجسام في سبيل الوطن وكرامته وعزته.
كما مثل التماسك المذهل للجيش واللجان الشعبية ومقاتلي القبائل في الجبهات الداخلية، أحد أبرز عوامل الصمود اليمني، خاصة مع وجود القيادة الحكيمة لإدارة المعركة، واستعدادها لمعركة طويلة الأمد ضمن خيارات استراتيجية مرتبة ومدروسة استنزفت العدو طيلة العام الأول للعدوان.
عوامل الصمود طوعها اليمني لخدمته، فأحسن استخدامها، واتخذ قرار عدم التعجل في الرد بداية، ليس من باب الضعف وإنما لإعطاء النظام السعودي فرصة للتراجع، صمد لمدة 40 يوماً دون ردّ، وبعد هذه المرحلة بدأ اليمني يكيف ردّه صعوداً وهبوطاً بمستويات وبطريقة منظمة تتيح الفرصة مرة أخرى للمعتدين بمراجعة حساباتهم.
وعلى الرغم من قوة ودعم هذه الوسائل المتعددة والمتنوعة إلانه وبعد عام كام استطاع الجيش واللجان الشعبية إفشال العدوان من خلال منعه من تحقيق أي من أهدافه المعلنة ونقلو مسار المعركة ‘لى العمق السعودي ضمن خطوات استراتيجية مرتبة ومتدحرجة .
وخلال عام على العدوان , لم يحقق العدوان أي من أهدافه وباعتراف من وكالات ووسائل إعلام غربية فالجيش واللجان الشعبية يسيطرون على المحافظات الشمالية ويتقدمون داخل الأراضي السعودية , والمحافظات الجنوبية تتقاسم القادعدة وداعش السيطرة عليها, فأين “الشرعية” المزعومة واستعدادها , وأين أهداف العدوان؟
الشعب اليمني, وباختبار عام من العدوان, أثبت أنه شعب عزيز وصامد يستمد قوته , وعزمه وإباءه من اعتماده على الله , وأنه يمن الانصار والأوس والخزرج يمن الحكمة والإيمان , والحضارة والقيم والشموخ, لا ينكسر في أي حال من الأحوال , مهما كان حجم التضحيات التي يقدمها والصعوبات , والتحديات التي يوجهاا ,حول التهديد إلى , فرصة , وجعل من فشل مرفقاً للسعودية, ووضعها أمام معضلة النزول عن الشجرة اليمنية , والحيرة في كيفية إعلانها نهاية الحرب.
الاخبار اللبنانية
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا