أنظمة الحقد والجنون..
عادل عبدالإله العصار
ذبحتنا سياسات الحقد والجنون الخليجي من الوريد إلى الوريد.. دمرت علاقاتنا بإخواننا في بلدانهم التي طالما رأيناها شقيقة، وبلغوا بنا حدودا لم نكن نتخيلها من الكراهية..
أي مسميات يمكننا إطلاقها على مثل هذه الأنظمة التي أباحت دم الشعب اليمني ودفعت شعوبها لتأييد سياساتها في إبادة وتجويع شعب شقيق وتدمير كيان سياسي وخارطة وهوية..
لا ننكر أننا في اليمن كنا قد ابتلعنا مرارات الأمس وجراحاته وبدأنا تشييد جسور محبة لم تكن لها أساسات لكننا اختلقنا لها من الاساسات ما يؤهلها لتصبح صلبة البنيان، أساسات نستند عليها لبناء واقع جديد يمنح إخواننا في الخليج -وتحديدا السعودية- قوة الحب وصدق المودة، لكننا ورغم كل ما كنا نعتبره إنجازا إنسانيا نفاجأ بنظام آل سعود يدمر كل ذلك في غمضة عين ودونما سابق أخطاء وبمبررات لا ترقى ليصدقها عقل المجنون..
ما أقبح مثل هكذا سياسات تتعمد تمزيق العلاقات بين الشعوب وتزرع كراهية شعوبها في قلوب الشعوب التي لم تكن تجيد غير الحب..
أعترف بأن لا علاقة ولا ذنب للشعوب بما تفعله أنظمتها وحكوماتها لكن مثل هذه التبريرات لم تعد تجدي نفعا وبعد عام من الدماء والدمار لا أعتقد بأن عشرات السنين ستكون كافية ليتقبل المواطن اليمني رؤية أحد مواطني هذه الأنظمة يسير في شوارع المدن اليمنية..
اليوم وبعد عام من الدم والدمار لم يعد لدينا من الخيارات ما نقدمه لمن كنا نتوقعهم يبادلونا الحب لأننا لم نعد نجيد الحب ولم يعد الحب في قلوبنا ما يكفي لنمنحه للغرباء