لجنة توثيق جرائم العدوان: قصف سوق مستبا استمرار لمسلسل شبه يومي لاستهداف المدنيين في اليمن

صنعاء/سبأ
اكد تقرير صادر عن اللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الإغاثة أن جريمة استهداف سوق الخميس في مديرية مستبا بمحافظة حجة لم تكن الجريمة الأولى من نوعها، وإنما هي استمرار لمسلسل شبه يومي لمئات الجرائم المماثلة التي ترتكب بحق المدنيين في اليمن .
واستعرض التقرير تفاصيل ما حدث في السوق بناء على روايات لشهود عيان أثناء استهداف السوق بغارتين من قبل طيران العدوان السعودي الأمريكي الذي تسبب في قتل المئات من المواطنين .
كما تضمن التقرير بيانات الإدانة لمنظمات دولية ومحلية وحقوقية وإنسانية حول الجريمة البشعة التي تخالف كل المواثيق والقوانين الدولية التي تكفل للإنسان العيش بأمن .
وحسب التقرير شكلت تلك الإدانات عوامل ضغط على تحالف العدوان مما أجبر المتحدث باسم تحالف العدوان ( عسيري ) على الإقرار بارتكاب الجريمة مع الإصرار أن الهدف كان عسكرياً في السوق, محملا الجيش الموالي لهادي المسؤولية في تزويد قوات التحالف بالمعلومات وإحداثيات المواقع التي تستهدفها قوات التحالف.

في مايلي نص التقرير :

لم يكن يعلم المواطنون الذين تدفقوا منذُ الصباح الباكر إلى سوق الخميس في مديرية مستبا بمحافظة حجة إن ذلك اليوم وتلك الساعات هي الأخيرة من حياتهم, ولو علموا لكانوا ودّعوا أهاليهم وأطفالهم بما تستحقه مناسبة كهذه من جلال ومشاعر ومعاني إنسانيه الأطفال أيضاُ لم يكونوا على إدراك بأن أجسادهم ستتفحّم وتتمزق لتضيع معها معالمهم وملامحهم ويصعب على أمهاتهم معانقة واحتضان أرواحهم وأجسادهم التي ضاعت بين الأشلاء واختلطت بالتراب والحطب ودماء وأشلاء رفاق لهم وأصدقاء.
لم يكن يعلم المواطنون الذين تدفقوا منذُ الصباح الباكر إلى سوق الخميس في مديرية مستبأ، إن ذلك اليوم والساعات هي الأخيرة من حياتهم. ولو علموا لكانوا ودّعوا أهاليهم وأطفالهم بما تستحقه مناسبة كهذه من جلال ومشاعر ومعاني إنسانيه الأطفال أيضاُ لم يكونوا على إدراك بأن أجسادهم ستتفحّم وتتمزق لتضيع معها معالمهم وملامحهم ويصعب على أمهاتهم معانقة واحتضان أرواحهم وأجسادهم التي ضاعت بين الأشلاء واختلطت بالتراب والحطب ودماء وأشلاء رفاق لهم وأصدقاء.
لم تكن هذه الجريمة هي الأولى من نوعها، وإنما هي استمرار لمسلسل شبه يومي لمئات الجرائم المماثلة التي ترتكب بحق المدنيين في اليمن. والأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء تستمتع بمشاهدة ما يحدث وكأن حياة اليمنيين لا تعنيهم وكل تلك العهود والمواثيق الدولية التي تعنى بالحفاظ على حياة البشر لا مجال لتطبيقها في بلد اسمه اليمن.

جريمة مروعة تتعارض مع كافة القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية وتكشف همجية وعشوائية أهداف التحالف.

الثانية عشرة ظهراً  في سوق الخميس المركزي لـ “15 قرية” المكتظ بالبشر في ساعة الذروة ، الرجال والأطفال والنساء رواد السوق والباعة أيضاً. كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية لم يكن أحد منهم يدرك أن هذه اللحظات هي آخر لحظات العمر وفجأة أصبح الكثير منهم أشلاء متناثرة في أرجاء السوق . عم الهلع والرعب من كانوا في الجوار وهرعوا للبحث عن ذويهم فنال بعض منهم نفس المصير.
تنوع المتواجدون في السوق بين باعة القات والخضروات والفواكه ومحلات صغيره لبيع السلع الاستهلاكية وآخرون يفترشون الأرض لعرض ما لديهم من سلع بسيطة أو كما يسمى باللهجة العامية (أصحاب البسطات) وعمال الأجر اليومي الذين يتوافدون على السوق ويقومون بمساعدة بعض الباعة وخاصة باعة القات، كما يتوافد على السوق بعض الباعة المتجولين وهم ممن لا يستقرون في مكان بعينة بل يعتمدون على التنقل من مكان إلى آخر وهناك المتسولون الذين غالباً ما يكونون من أبناء قرى ومناطق بعيدة، يعتبر السوق مكاناً ملائماً لتوفير لقمة العيش مما قد يحصلون عليه من النقود أو قليل من الأطعمة.
سوق الخميس في مستبا أشبه بسوق مركزي يتوافد اليه أبناء 15 قرية من قرى مديرية مستبا وهو ما يجعله مزدحما بشكل يومي.
عاقل السوق أحمد بكيلي عبدالله بكيلي قال لنا : لم يكن أحد يتوقع أن يحدث ما حدث في السوق ومهما وصفت لكم ما شاهدت عقب الغارة فإنكم لن تستطيعوا تخيل ذلك المشهد كان السوق مزدحماً بالناس والباعة، بالرجال والنساء والأطفال والمتسولين ، الساعة الثانية عشرة ظهرا ساعة الذروة في السوق لأنها تصادف وصول بائعين القات .
حلقت الطائرة واستهدفت السوق بصاروخين في نفس اللحظة ، بعض الأشلاء تطايرت خارج السوق ووصلت إلى الشارع العام بمسافة (30-50م تقريبا)
وأصاف : إن الغارة الأولى استهدفت من في السوق والغارة الثانية استهدفت المسعفين. بكيلي قال أيضاً: أن 107 من الضحايا الذين قتلوا هو يعرفهم شخصيا لأنهم من أبناء منطقته ، وهناك 30 جثة كانت مجهولة الهوية لم يتعرف عليها أحد قاموا بدفنها في مقبرة جماعية بالقرب من السوق.
عملية جمع الأشلاء ودفن الضحايا استمرت لليوم التالي ووثق فريق النزول الميداني باللجنة بعض منها، وكيف تمت عملية دفن تلك الأشلاء باستخدام الغرافة (الشيول).

16 شهيداً من قرية واحدة

• لم يكن حسين هليلي 30 عاماً يتوقع أنه سيفقد يوماً واحداً من أقاربه، هو نجا من الموت بأعجوبة، صدفة الأقدار اخرجته من السوق قبل الغارة بـ5 دقائق كان يمارس عمله في السوق كالعادة برفقة أمة وأخيه.
بعد أن خرج حسين ابتعد عدة أمتار من السوق ، سمع الانفجار فعاد مسرعاً نحو السوق حاول الدخول فحدثت الغارة الثانية، ابتعد ثم عاد مرة أخرى ودخل للبحث عن أفراد أسرته وحمد الله أن الأقدار كانت لطيفة بأخيه وأمه فلم يكونا ضمن الضحايا لكن 16 شابا من أقربائه وأبناء القرية قتلوا .
يقول حسين : بعد الضربة الثانية دخلت السوق كنت أركض وأصرخ كالمجنون وأنا أبحث عن أمي وأخي الذين تركتهم في السوق والحمد لله كانوا بخير لم يصابوا، بعدها بحثت عن أقاربي كان بعضهم يعملون في المحلات كنا 20 شخصاً أبناء عم وأبناء خال ومن قرية واحده كنا نعيش سوياً. ندخل السوق سوياً ونعود منه سوياً. ولا نفترق إلا وقت النوم قبل خروجي من السوق كنت جالساً معهم وكنا قد اتفقنا أن نلعب اليوم مباراة كرة قدم واتفقنا على الموعد وعلى كل شيء لكن الآن قتلوا. لم نبقى سوى 4 فقط .
ويضيف : استمررنا نبحث عن الأشلاء والجثث من الساعة 1 بعد الظهر حتى الساعة الـ 6 مساء وبعدها بحثنا عمن يساعدنا في الحفر ووجدنا شيول (غرافة) تبرع صاحبه مشكوراً بذلك ودفناهم بقبر جماعي. ”

دفناهم هنا في هذه الحفرة

النساء يتعرضن بشكل خاص وغير متناسب لآثار النزاعات المسلحة فهنالك تأثير واضح عليهن لأن أي تغيير اجتماعي في معظم حالات الحروب تعاني منه النساء بشكل مباشر أو غير مباشر. رغم أنهن لا يشتركن مباشرة في القنال لكن يتعرضن للموت والإصابة والاغتصاب والخطف والاعتداءات الجنسية والتفكك الأسري والنزوح وفقدان الملكية. ويعانين من الخوف والاضطرابات النفسية والإحساس بفقدان الأمل ويعشن كنازحات في أوضاع تغيب عنها الحاجات والخدمات الأساسية.
تروي بسمة حسين 40 عام مشاهد مؤلمة عن مجزرة سوق الخميس، وكيف كان الناس يمارسون حياتهم الطبيعية وفجأة انقلبت إلى جحيم.
قالت: كنا نعيش بأمن وسلام وفرح بعد أن قالوا هدنة، وكنا نجهز حفلة لصديقتي وفجأة حصلت هذه المجزرة أكثر من 113 قتلوا وغيرهم جرحوا منهم أقارب وجيران ، تحولت حياتنا عشية القصف إلى جحيم الصراخ والبكاء والعويل في كل بيت في القرية، عيشونا في مأساة وخوف ورعب وقلق، واستبدلوا أفراحنا بالأحزان، ”
وتابعت: جارنا قتل وأبنه الطفل الصغير الذي لم يكن قد عرف الحياة بعد ولا يدرك ما هي الحرب، لم يحمل رشاشاً ولم يشارك في جبهة، كان يلعب بالجوار فعاد إليهم أشلاء مقطعة. لن يعد باستطاعتنا البقاء الآن ، صرنا نشعر بالخوف هنا. أطفالي كان معهم امتحان في المدرسة اليوم لكن بعد ما حدث بالأمس لم أسمح لهم بالخروج وحرموا من المدرسة وتفكر بسمة بالنزوح لكن أطفالها ومواشيها منعتها من ذلك.“
أما أمينة يحيى مسلم 35 عاماً أم لـ3 بنات فقد أصيبت بشظايا قذيفة وفقدت زوجها وأربعة من أقاربها.
تسكن في أحد المنازل المجاورة للسوق قالت : كنت أعد وجبة الغداء وبجانبي بناتي الصغيرات وكنا نسمع صوت الطائرة وفجأة سمعنا الضربة في السوق. عم الخوف والرعب المكان واهتز المنزل من قوة الانفجار أغلقت على بناتي الغرفة، وخرجت مسرعة نحو السوق. فقد كان أخي هناك واصطحب معه إحدى بناتي، زوجي أيضا بعد أن عاد من العمل توجه إلى السوق.
خرجت وحماتي مباشرة عقب الغارة للبحث عنهم وعند وصولنا حدثت الغارة الأخرى فسقطت أرضاً. وأصبت بشظايا في يدي اليسرى ووجهي.

أمينة فقدت زوجها وأربعة من أقاربها

وتضيف: أخي وابنتي كانوا قد خرجوا من السوق قبل الغارة فلم يصابوا بأذى ، أما زوجي فقد قتل.
وقتل أخي وأبن أخي وعمي وابنه كانوا يعملون في السوق قتلوا أيضاُ.“
تشعر أمينة بالحزن والظلم لفقدان زوجها وأقاربها بدون أي ذنب فقد كانوا من البسطاء ولم يكونوا يحملون السلاح وتتمنى العدالة فيمن ارتكبوا هذه الجريمة.
تعرض السوق لغارتين متتاليتين بحسب ما رواه شهود العيان الذين التقينا بهم. ولم يتجاوز الزمن 10 دقائق فيما بين الغارة الأولى والثانية, وجدنا حفرتين في السوق ، الأولى بيضاوية الشكل بعمق 5 أمتار وبقطر 10 أمتار من الجهة الشرقية والغربية، وبقطر 15 متراً من الجهة الشمالية والجنوبية وتبعد عن الخط العام حوالي 10 أمتار وعلى بعد 20 متراً الحفرة الأخرى وهي دائرية الشكل بعمق 3 أمتار وبقطر دائري يبلغ 6 أمتار.
محلات السوق بعض منها كانت من الصفيح أو كما يطلق عليها بالعامية (صندقة) دمرت معظمها، والبعض الآخر كانت مبنية من الأحجار أو الطوب 16 منها تم تدميرها كليا وسوت بالأرض.
يروي شهود العيان مشاهد مروعة مما أحدثته تلك الغارات في السوق ليس فقط في عدد الضحايا الذين سقطوا وإنما كيف تناثرت أشلاء الضحايا في كل مكان، وأن بعض منها تطايرت إلى مسافات بعيدة داخل وخارج السوق ووصلت إلى الشارع العام . وبعض من تلك الأشلاء وجدت على أسطح بعض مباني المحلات في السوق.
كان نزول فريق الرصد والتوثيق باللجنة الوطنية في اليوم التالي وعند وصول الفريق فوجئ أن هناك 3 جثث تم العثور عليها يوم الأربعاء.
كان المشهد مؤثراً جدا لما بدت عليه تلك الجثث وقد اختلطت الأشلاء فيما بينها وبات من الصعب التمييز فيما بين أعضاء تلك الجثث الثلاث .
تم دفن هذه الجثث أيضا بمقبرة جماعية باستخدام الغرافات بالقرب من السوق.
فائز عبده قائد 25 عاماً عامل متجر مواد غذائية قال إنه كان متواجداً في البقالة (المتجر) وشاهد الضربة عندما وقعت في السوق شعر بالرعب من شده الانفجار وخرج هاربُ من السوق وحدثت الغارة الثانية أخذ وقت كي يستوعب ما حدث. ثم عاد يقول : وحين عدت شاهدت الجثث والأشلاء متناثرة في كل مكان .
حاول الكثيرون بعد الغارة الأولى الدخول إلى السوق لكن تحليق الطيران سبب لهم حالة من الخوف والرعب منعهم من ذلك. والبعض تجرأ على الدخول لإنقاض الجرحى وإسعاف المصابين لكن الغارة التالية استهدفتهم .
يقول يحيى محمد ناصر مؤنس, 18عاماً ” كنا في سوق القات قبل الضربة وبعد خروجنا سمعنا صوت الطائرة، وبعد دقائق سمعنا صوت الانفجار في السوق جرينا اتجاه السوق و كنا نريد الدخول لإسعاف الجرحى لكن الطائرة كانت تحلق فوق رؤوسنا ونحن نهرب كان يسبب لنا الخوف الإرباك وكان الدخول والطائرات تحلق مغامرة لان بعض من دخلوا استشهدوا في الغارة الثانية أما أنا دخلت بعد الغارة الثانية وساعدت الناس بجمع الضحايا ، كنا نجمع قطع وأشلاء ودفناهم في مقبرة جماعية هناك.
هادي حسن, 28 عاماً, أحد الباعة كان داخل السوق على بعد أمتار من مكان سقوط القذيفة لذلك أصابته بعض الجروح الخفيفة فقط ويقول ” أصبت ببعض الجروح ووقع وغطى جسدي الغبار لم أفقد الوعي خرجت من السوق مباشرة، وليست سوى 5 دقائق حتى حدثت الغارة الثانية وعدت إلى السوق كي أطمئن على أصدقائي شاهدت منظر يندى له الجبين شاهدت أناساً وأشلاء وجثث مقطعة، بعض منهم مقطعة أيديهم والبعض مقطعة أرجلهم وهناك من قطع إلى نصفين والبعض رمى به الانفجار إلى بعد مسافات خارج السوق.
مستشفيات محافظة حجة كانت قد وجهت نداءً عاجلاً لتقديم المساعدات الإنسانية لضحايا جريمة العدوان في مستبأ . كما وجه مصدر صحي بالمحافظة نداء عاجلاً لوزارة الصحة لتحرك الطواقم الطبية والإسعافية إلى مستشفيات مديريات عبس ومستبا.
من جانبه مدير مستشفى عبس في حجة انه تم استقبال 24 جريحا بينهم امرأتان واستشهد جريحان من ضحايا جريمة سوق الخميس.
وأفاد المنسق الميداني التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في عبس ” ألبيرت ستيرن ” بأنهم استقبلوا 44 حالة توفي 2 وتمت إحالة 8 حالات لمستشفيات حجه والحديدة.
بعض الحالات كانت جروحها بسيطة تم خروجها من المستشفى وبقيت 12 حاله في المستشفى تحت العناية الطبية.
القتل الممنهج المنظم، والهجمات العشوائية واسعة النطاق السمة الحقيقية للعدوان على اليمن .
دول التحالف كانت قد سارعت في 15 مارس 2016م إلى نفي استهداف سوق الخميس عبر الناطق الرسمي لها العميد أحمد عسيري لها الذي قال ” إن العمليات التي تنفذها طائرات التحالف تتم بدقة عالية وتستهدف في المقام الأول الأسلحة الثقيلة وأن القصف بالدلائل قد استهدف عسكريين حوثيين كانوا مجتمعين في السوق.
وبوتيرة متسارعة حظيت المجزرة المروعة التي تعرض لها سوق الخميس باهتمام وتغطية قنوات إعلامية دولية فقناة الحرة تناولت المجزرة بعنوان قصف للتحالف يودي بعشرات اليمنيين“ وأكد تقرير مراسل “راديو سوا” في صنعاء المجزرة البشعة التي حدثت بسبب غارة طائرات التحالف ، ترافق ذلك مع تضليلات إعلامية لقنوات يمنية فقناة سهيل قالت” إن الغارة استهدفت أطقم عسكرية للحوثيين داخل السوق .
موظفو مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في اليمن قاموا بزيارة موقع الهجوم في شمال حجة يوم الأربعاء 16مارس وأجروا مقابلات مع عدد من شهود العيان الذين أكدوا أن الغارات الجوية دمرت 16 محلا تدميرا كليا في سوق آل خميس وهو منطقة التسوق الرئيسية عن بعض 15 القرى المحيطة بها.
وأشاروا الى الهجوم على المكان تم خلال ساعة الذروة بعد ظهر نفس اليوم عندما كان السوق مزدحما للغاية وقتل فيه مالا يقل عن 106 وأصيب 47 مدنيا بينهم نساء وأطفال .
منظمة أطباء بلا حدود أدانت الجريمة وقالت في بيان لها” : ”إن هذا الهجوم هو آخر الأمثلة على الطريقة التي تُدار بها الحرب في اليمن دون أي اعتبار لحياة المدنيين .. مجددة الدعوة لكافة الأطراف إلى توفير الحماية للمدنيين. ”
الأمين العام للإمام المتحدة وفي بيان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام بشأن اليمن أكد على إدانة تلك المجزرة وأكد بالقول” إن أي هجوم المتعمد ضد المدنيين أو الأهداف المدنية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي. ومن الأهمية بمكان إجراء تحقيقات فورية وفعالة ومستقلة وحيادية في جميع مزاعم الانتهاكات الخطيرة”
من جهته عبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين عن الفشل المتكرر لقوات التحالف في اتخاذ إجراءات فعالة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث،
وأضاف: إن “المجازر الناجمة عن غارتين جويتين على سوق الخميس، في شمال غرب اليمن يوم الثلاثاء واحدة من أعنف الحوادث منذ بداية الصراع قبل عام” مشيرا إلى أنه كان ثاني حادث من نوعه في الأسابيع الثلاثة الماضية. وفي هذا الشأن، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضية في جنيف: “إن المجزرة الناجمة عن غارتين جويتين على سوق الخميس، شمال غرب اليمن تعد واحدة من أعنف الحوادث منذ بداية الصراع قبل عام.
من جهته عبر مكتب منظمة اليونيسف للطفولة التابع للأمم المتحدة بصنعاء أمس عن ارتفاع ضحايا الغارات على سوق الخميس في مديرية مستبا بمحافظة حجة الحدودية إلى 119 شهيداً وإصابة 47 مدنيا بجروح بينهم 22 طفلا .
وقد شكلت تلك الإدانات الدولية للمجزرة عوامل ضغط على تحالف العدوان مما أجبر المتحدث باسم التحالف أحمد عسيري الإقرار بارتكاب الجريمة مع الإصرار  على أن الهدف كان عسكرياً في السوق وحمل الجيش الموالي لهادي المسؤولية في تزويد قوات التحالف بالمعلومات وإحداثيات المواقع التي تتبنى قوات التحالف استهدافها وقال ” أننا استهدفنا الموقع لأنه هدف عسكري وأن المعلومات التي نشرت كون السوق مدنياً معلومات مغلوطة وما يتم تناقله عبر مختلف الوسائل الإعلامية لا يؤكد بالضرورة مصداقية طبيعة السوق الشعبي وضحاياه المدنيين

ملخص ختامي :المعايير الدولية للجريمة

مما سبق نستطيع التأكيد على أن قوات التحالف قد أقدمت قوات خلال عمليتها العسكرية التي استهدفت سوق الخميس بمديرية مستبا محافظة حجة اليمنية بارتكاب ما يخالف أحكام الاتفاقيات الدولية وقوانين الحرب.
وبالعودة إلى أحكام اتفاقية جنيف الأولى والثالثة والرابعة المتعلقة بأعمال اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتحسين حال الجرحى والمرض وبالبروتوكولات الملحقة يتبين أنه قد انتهك بشكل خاص أحكام الملحق البروتوكول الإضافي إلى اتفاقية جنيف في 12 آب سنة 1949م وقد تجلى هذا الانتهاك في أحد صوره بقتل المدنيين. حيث, “تنص المادة (51) الفقرة (2) من هذه المادة على أنه لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بوضعهم هذا محلاً للهجوم وتحظر أعمال العنف أو التهديد به والرامية أساساً إلى بث الرعب والذعر بين السكان المدنيين.
كما أن الفقرة (4) من المادة المذكورة “تحظر الهجمات والعشوائية وتعتبر الهجمات العشوائية تلك التي لا توجه إلى هدف عسكري محدد”.
والفقرة (5) تنص على أنه تعتبر بمثابة هجمات عشوائية أيضاً الهجوم قصفاً بالقنابل أياً كانت الطرق والوسائل الذي يعالج عدداً من الأهداف العسكرية الواضحة التباعد والتمييز بعضها عن البعض الآخر والواقعة في مدينة أو بلدة أو قرية أو منطقة أخرى تضم تركزاً من المدنيين أو الأعيان المدنية على أنها هدف عسكري واحد. كما يعتبر الهجوم الذي يمكن أن يتوقع منه أن يسبب خسارة في المدنيين أو إصابة منهم أو أضرارا بالأعيان المدنية، هجوماً عشوائياً.
كما تحظر الفقرة (6) من المادة المذكورة هجمات الردع ضد السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين.
وعلى هذا الأساس فإن التحالف الذي قتل المدنيين ومارس الهجمات العسكرية العشوائية وكما هو ثابت بالمشاهد التي وبثتها وسائل الإعلام وتقارير المراسلين وتوثيق المنظمات الحقوقية التي عاينت الموقع المستهدف وأكدتها إدانات منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة كما أدانها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون .
كما قام التحالف بانتهاك القواعد العرفية التالية في القانون الدولي الإنساني:

مبدأ التمييز
• التمييز بين المدنيين والمقاتلين

– القاعدة 1: يميّز أطراف النزاع في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين. وتوجّه الهجمات إلى المقاتلين فحسب، ولا يجوز أن توجّه إلى المدنيين.
– القاعدة2 : تُحظر أعمال العنف أو التهديد بأعمال العنف التي تستهدف بصورة رئيسية بث الذعر بين السكان المدنيين.
القاعدة 5: المدنيون أشخاص لا ينتمون إلى القوات المسلحة. ويشمل مصطلح “السكان المدنيون” جميع الأشخاص المدنيين.
– القاعدة 6: يتمتع المدنيون بالحماية من الهجوم ما لم يقوموا بدور مباشر في الأعمال العدائية.
– القاعدة 7: يُميز أطراف النزاع في جميع الأوقات بين الأعيان المدنية والأهداف العسكري ولا توجّه الهجمات إلا إلى الأهداف العسكرية فحسب ولا يجوز أن توجهّ إلى الأعيان المدنيين.

الهجمات العشوائية

– القاعدة 11: تُحظر الهجمات العشوائية.
– القاعدة 12: الهجمات العشوائية هي:
أ‌- التي لا توجه إلى هدف عسكري محدد،
ب‌- التي تستخدم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن توجيهها إلى هدف عسكري محدد،
ت‌- التي تستخدم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن تحديد أثارها على النحو الذي يقتضي القانون الدولي الإنساني،
وبالتالي فإن من شأنها في كل حالة كهذه أن تصيب أهدافا عسكرية ومدنيين أو أعياناً مدنية دون تمييز.
– القاعدة 13: تُحظر الهجمات بالقصف بأية طريقة أو وسيلة تتعامل مع عدد من الأهداف العسكرية المتباعدة والمتمايزة بوضوح والتي تقع في مدينة أو بلدة أو قرية أو منطقة أخرى تضم تركيزا مشابها لمدنيين أو لأعيان مدنية، على أنها هدف عسكري واحد.

الاحتياطات في الهجوم

– القاعدة 15: يتوخى الحرص الدائم في إدارة العمليات العسكرية على تفادي إصابة السكان المدنيين، والأشخاص المدنيين، والأعيان المدنية. وتتخذ جميع الاحتياطات العملية لتجنب إيقاع خسائر في أرواح المدنيين، أ وإصابتهم، أو الإضرار بالأعيان المدنية بصورة عارضة.
– القاعدة 19: يفعل كل طرف في النزاع كل ما يمكن عمله لإلغاء أو تعليق هجوم إذا تبين أن الهدف ليس هدفا عسكريا أو إذا كان يتوقع أن يسبب الهجوم عرضيا خسائر أرواح المدنيين أو إصابات بينهم أو إضراراً بالأعيان المدنية أو مجموعة خسائر والأضرار ويكون مفرطا في تجاوز ما ينتظر أن يسفر عنه من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة.
– القاعدة 20: يوجه كل طرف في النزاع إنذارا مسبقا ومجديا في حالة الهجمات التي قد تمس السكان المدنيين، ما لم تحل الظروف دون ذلك.

قد يعجبك ايضا