تعليق وتصوير /عبدالباسط محمد
زبيد مدينة العلم والعلماء وقبلة السياح والزوار وملتقى الشعر والأدب وموطن التاريخ والرجال العظماء ، زبيد مرتع البناء وحديقة الزخارف والفن ، إنها مدينة كانت تشع منازلها إبداعا ورسما من الخارج والداخل ومن يزر مبانيها القديمة التي اكتظت حولها البنايات الاسمنتية المستحدثة يقف منبهرا من جمال المعمار وعظمة البناء والزخرفة لوحة متكاملة رسمت على الجدران الطينية القديمة ، كم ياترى من الوقت كان يستغرقه ذالك الفنان في رسم وزخرفة تلك الجدران وكم من الوقت لإكمال الجمال ورسم الجدران من الداخل ولكن في هذه المرة لابد وأن تزخرف الجدران بألوان مختلفة ومتناسقة تمثل بحق واحات آسرة للأفئدة والقلوب العاشقة للجمال .
لما تيح لنا المجال للغوص إلى أعماق المكان اكتشفنا ذلك الكنز الذي طمر بين أوساخ الاسمنت وقمامات البناء الحديث الذي بات يسطو على واحدة من أعرق وأجمل المدن التاريخية اليمنية ، وفي وسط هذا الوباء من الاسمنت والخرسانة أوشكت مدينة من الكنوز المعمارية القديمة الأكثر زخرفة وفناً أن تضيع وتندثر أمام أعيننا جميعا وبعجز واضح من الدولة وأجهزتها المختلفة .
فمن العيب ومن الخزي أن نخسر هذه القيمة وهذا المعمار وتلك اللوحات البديعة من المعمار الطيني الفريد في زبيد ونظل متفرجين لنهاياتها.
المعمار الطيني في زبيد يتميز بأنه غير متعدد الطبقات كما في المدن التاريخية اليمنية المبنية من الطين ، وهي أيضا أي زبيد الأكثر زخارف ونقوشا لمبانيها ذات الطابق الواحد والساحة والملحقات التي يحتويها سور واحد يجمع الجميع لكن أهم بناء هي تلك الديوانية التي في العادة يستقبل فيها الضيوف فهي مبنية بطريقة يراعى فيها عناصر الجمال والزخارف والنقوش الفريدة.