علي محمد الجمالي –
رحلتي إلى شاطئ البحر الأحمر الحديدة كانت رائعة بالمشي على الشاطئ قبل الشروق وقبل الغروب ومن متعتي في الرحلة تلك مع الأصدقاء وسعادتي فيها وحسن المكان والزمان والسكن الفندقي الذي سكنا فيه بفخامته ونظافته وحسن أخلاق إدارته والعاملين فيه اقتنعت أن أعود في الأسبوع التالي مع أسرتي لأقضي وقتا جميلا ورحلة مشوقة.. وفي الأسبوع الثاني توجهت وأسرتي إلى شاطئ البحر الأحمر مدينة الحديدة التي تستقبلك من باجل مطبات قليلة نتمنى إزالتها وشوارع وسيعة وبعضها مشجرة والنظافة على جانبي الطريق ملحوظة ما عدا الفروع التي تدهشك بكثرة أكياسها البلاستيكية ابتداء من مدينة الشرق أنس التي تغرق خطوطها ومداخلها الاسفلتية بالأكياس البلاستيكية والقمامة دون اهتمام برفعها من أحد. كما أن ابتسامات وحسن خلق رجال المرور بمحافظة الحديدة بالذات والتزام سائقي الدراجات النارية رغم كثرتها بأنظمة المرور والتوقف عند الإشارات تجعلك تلقي التحية على المسؤولين في محافظة الحديدة إلا أن مغصات كثيرة لا بد أن تعترض طريقك فشواطئ البحر الأحمر في الحديدة وغيرها تشكو عدم المبالاة من مرتاديها الذين يلقون بنفايات مشروباتهم ومخلفات أكلهم وتساليهم إلى البحر دونما اكتراث أو رادع يردعهم.. لا أخلاق ولا شعور بنظافة البيئة ولا جهة رسمية تعاقبهم بغرامات مالية لردع اعتداءاتهم العبثية على البحر وصفائه وحلاوة شواطئه وتذكرت حينها وأنا أشاهد هذا العبث وعدم المسؤولية حتى من أصحاب المنتزهات والعشش والمحلات التي تطل على هذا الساحل الجميل والتي ترى فيها أعداداٍ من أكياس البلاستيك والعلب الفارغة بل إن بعض مرتادي هذه الأماكن يلقون بالعلب الفارغة دون اكتراث.. هذا العبث وعدم المسؤولية من أحد ذكرني بزيارتي لمدينة حلب السورية التي تم التقاط صور لي على أحد مرجاتها وهو منتزه وسطي بين الشوارع وعليه لوحات مكتوب عليها »ممنوع الجلوس على المرج« فالغرامة خمسمائة ليرة حرصا على هذه الأماكن.. هذه المسؤولية وهذا الشعور بالمسؤولية جعلني أطالب محافظ الحديدة ومجلسها المحلي وجميع الجهات الحكومية بعمل مراقبين دوريين يقومون بمسؤولية منع وتأديب هؤلاء العابثين من خلال فرض غرامات عليهم تأتي للمجلس المحلي كرسوم مقررة وغرامات مالية يتم صرفها لنظافة هذه الشواطئ الجميلة التي نظافتها مسؤولية الناس جميعا مسؤولين ومواطنين لأن البنية مسؤولية المجتمع كبارا أو صغارا.. الجميل في الموضوع أن »منتزه نانا« المطل على الشاطئ يقيم مسابقات ليلية خاصة بالأسر والأطفال وبحق فإن بطلها الأستاذ التربوي أكرم الحرازي الذي يتحاور مع رواد المنتزه من الأسر والأطفال بأسلوبه الشيق للتوعية وأبدع في توعيات وتمثيليات مشوقة ومعه عدد من الشباب للتوعية بنظافة البيئة.. وأطالب الجهات الحكومية ومجلسها المحلي ضرورة عمل ملصقات ورسومات وإرشادات بالنظافة ويتم نصبها في الشواطئ والشوارع والمتنزهات وضرورة أن يتكرم محافظ محافظة الحديدة بإعلان حملة للنظافة في محافظة الحديدة يشارك فيها فئات المجتمع والمدارس وموظفي الدولة لتنظيف مدينة الحديدة وتلك الشواطئ الجميلة على أن تتكرر بين الحين والآخر وصدقوني أن برنامج رحلتي إلى الحديدة كانت ليومين فقط لكن سعادة أسرتي وأولادي بحلاوة الزمان والمكان شجعني على زيادة أيام الرحلة التي كانت رائعة وممتعة لأني ارتحت براحتهم وانسجامهم.. تصوروا أن ابني أحمد أصغر أولادي انسجم مع عدد من أطفال الحديدة وانسجم مع الحديدة وهوائها وبحرها وشواطئها رغم سنه الذي يقل عن أربع سنوات فوعدته على أمل أن نعود إن شاء الله إلى الحديدة مرة ثانية.
وعلى هامش رحلتي هذه زرت فرع صحيفة الثورة بالحديدة والتقيت بمدير الفرع الأخ علي سالم وعدد من العاملين في الصحيفة وأعجبت بنشاطهم.
كما عرض علينا الأخ طه الربع وعرض عليِ الكثير من صور المذكرات التي تفيد بمطالبة تشجيعه ودعمه لتجميعه جهاز لإعادة تصنيع المخلفات البلاستيكية وبعض المعادن التي تباع إلى الخارج بمبالغ تافهة وتعود إلينا بقيمة تزيد آلاف المرات على ما بيعت.. ومن هنا أتقدم لوزير الصناعة والتجارة ووزير التدريب المهني وكل جهات قادرة لدعم جهود كل مخترع فجميع البلدان الصناعية لم ينهضوا ولم ينهض مجتمعهم واقتصادهم إلا بدعم المخترعين.. أما ما أريد طرحه من مقترح إلى قيادة محافظ محافظة الحديدة ضرورة الاهتمام بشارع الكرنيش بالحديدة وعمل خطط بناء وإعمار هذا الشارع ففيه مبانُ أثرية ومساحات فارغة وأحواش ومساحات حكومية مهجورة ومخربة ولو تم وضع تصاميم لها وتوسعة مواقف للسيارات وإعداد تصاميم وإعمار في هذا الشارع وأمثاله كل ذلك سيجعل مدينة الحديدة مدينة سياحية جميلة تستقطب إليها الزائرين والمتنزهين فمستقبل الحديدة قادم وبتوسيع هذه الخدمات والمنشآت السياحية وإعداد الفنادق سوف تقدم خدمة للمواطنين وإيرادات للمجالس المحلية لتكون الحديدة عروس البحر بحق وحقيقة.
أما المباني التاريخية والأثرية والسياحية التابعة للدولة كالمبنى الأثري المهجور المجاور لمبنى المحكمة التجارية بالحديدة على الكرنيش فجمال المبنى يدل على أهميته وضرورة ترميمه وجعله متحفا أو مكانا يهتم بالتراث والمباني الأثرية.
كما أن الاستراحة التي في الكلية البحرية والتي يطلق عليها أبناء الحديدة استراحة الحمدي فجدير أن يعاد ترميمها لأنها ملك للدولة وهي ستحكي تاريخها والرئيس الحمدي جدير بهذا الذكر فله شارع في الحديدة وله في قلوب الشعب مكان محفور وفي التاريخ صفحات من نور.
إننا كيمنيين يجب أن نتحرر من الأفكار الظلامية التي تدعو إلى طمس تاريخ الزعماء أيا كانوا وفي أي زمن عاشوا فلا أحد يستطيع طمس تاريخ أحد أو تغييره ولنا في مصر أبلغ الأثر فهي حافظت على كل بنايات وقصور وآثار ومخلفات العصور الملكية السابقة ابتداءٍ من الفراعنة وحتى اليوم وكل تاريخ يعبر عن نفسه ومن فضل الله أن الأهرامات لا زالت شامخة في مصر لأنها لو كانت عندنا في اليمن لتم هدمها لأنها تعود إلى عهد الفراعنة والحكم البائد.
Alim 6060@ yahoo. com