شعب عريق وعدوان غريق
عبدالفتاح علي البنوس
في مشهد مهيب وفي لحظات مفعمة بالوطنية وصدق الإنتماء للهوية والأرض اليمنية، خرج اليمانيون واليمانيات صبيحة وعصر السبت الماضي في طوفان بشري بميدان السبعين وشارع الستين لإحياء مرور عام على العدوان الأمريكوسعودي على الوطن تدفقت الجماهير من مختلف المحافظات ذكورا وإناثا كبارا وصغارا ليقولوا للصهاينة العرب آل سعود: نحن هنا صامدون بعد عام من صلفكم وإرهابكم لن ترهبنا طائراتكم ولا بوارجكم ولا صواريخكم نحن ثابتون في مواقع الصمود والبطولة واثقون بنصر الله وتأييده، وهانحن بعد عام نجدد العهد للوطن المعطاء ولأرواح الشهداء الأبرار ولدماء الجرحى الأفذاذ ولأسر الشهداء بأن نذود عن حمى وطننا وندافع عن أرضنا وعرضنا وندوس الغزاة والمحتلين تحت أقدامنا وهيهات منا أن نذل أو نهون أو نتخاذل .
لقد وحد العدوان أبناء الشعب اليمني في جبهة واحدة في 26مارس2015م وهاهو العدوان يوحدهم في 26مارس 2016م بعد أن حاول النيل من هذا التلاحم وهذا الاصطفاف ولكنه فشل وجر أذيال الهزيمة والخسران، وكم هي رائعة تلكم الصورة البديعة التي رسمها أحرار اليمن في ساحتي السبعين والستين وهم يجتمعون لهدف واحد وغاية واحدة وهي التنديد بالعدوان بعد عام من الصمود والثبات والتضحية والفداء والتأكيد على المضي في خيار المواجهة والصمود حتى يرعوي قادة التحالف العبري ويوقفوا عدوانهم الهمجي على شعب الإيمان والحكمة .
خرج الجميع تلبية لنداء الوطن وتحت رايته يهتفون بصوت ضجت له العاصمة خاصة واليمن والعالم قاطبة بالروح بالدم نفديك يا يمن نفديك يا صنعاء نفديك يا عدن ,خرجوا تحت أصوات الطائرات التي كانت تحاول إرعابهم ونشر الخوف في أوساطهم ولكن ذلك زاد من حماسهم واندفاعهم للمشاركة في الواجب الوطني الذي يفاخر ويشمخ ويعتز به كل يمني شريف غيور على أرضه وعرضه ,وكم هو رائع ذلكم الحضور النسائي الكبير الذي عكس أصالة وشموخ وعنفوان ووطنية حفيدات بلقيس وسبأ اللواتي أردن إيصال رسالة قوية للأعداء مفادها ستقاتلكم حتى النساء في اليمن إذا انتهى الرجال ولن يكون لكم موطأ قدم على أرضنا مهما بلغت التضحيات، وها أنتم بعد عام من العدوان غارقون في المياه والرمال والجبال والسواحل اليمنية وسيستمر إغراق تحالفكم القذر على اليمن وستكون اليمن مقبرة لكم لأنكم تواجهون شعبا مؤمنا واثقا بالله ومعتمدا عليه ,شعب قطع العهد على نفسه بأن لن ترى الدنيا على أرضه وصيا . وحتى الملتقى. …دمتم سالمين.