هِسْتِيْرِيَا الْحَزْم

كريم الحنكي

عَامٌ يَمُرُّ، ولا تَزالُ الْعَاصِفةْ
حَيرَى مُعَلّقةً على هِسْتِيْرِيَا الْعَجْزِ المُكابِرِ، قاصِفَةْ
تنقَضُّ مُطلَقَةَ السَّراحِ، كأنَّ هذا الكونَ ألقى حبلَها
من كُلِّ صَوبٍ في الصَّنائِعِ، جارفَةْ
وَالْحَزْمُ يوشكُ أنْ يُجَنَّ على المدائنِ، والمَرَابِعِ، والخُبوتْ
وعلى الأهالي في محطَّاتِ الْحياةِ، وفي الشوارِعِ، في
المدارسِ، في البيوتْ
وهُناكَ في الأسواقِ،
في مشفَى، مَحَطَّةِ كَهْرَباءٍ، دارِ مكفوفِينَ،
أعَرَاسٍ بها تستبدِلُ الحِنَّاءَ في أيدِي الصَّبايا مأتَمَاً مِلْءَ البلادِ
تُهِيلُ أشلاءَ النِّسَاءِ بِهِ على أطفالِهِنَّ.. ولا تُلَوِّحُ آسِفَةْ
وكُلِّ حَيٍّ للآمنينَ على الجسورِ في الطريقِ…
يَمُرُّ هذا اليومَ عامٌ، والحقيقةُ نازِفةْ
لم يُوْهَ حاميها؛ ولكنْ ثَمَّ عامٌ يستَحِثُّ بقيَّةَ الساعاتِ منهُ،
ولا تزالُ العاصِفَةْ

تستكمِلُ الأهدافَ مِنْ وَطَني سُدَى
وتُعيدُ ما بَدأتَهُ من سَنةِ الخرابِ عليهِ دائرةً من الشُّبُهاتِ مُفْرَغَةُ
وتعتَقِلُ المَدَى
وتعودُ مِلْءَ لُهاثِها العَرَبيِّ حانِقَةً عليهِ، ومُسْرِفَةْ
فَكأنَّها المَجْنِيْ عَلَيهِ،
كأنَّهُ الْجاني على عُدْوانِها
بِوُقُوفِهِ سَنَةً إزاءَ سِنانِها وبَيَانِها..
وتكادُ تَخْرُجُ زاحِفَةْ
مِنْ جَنَّةِ الأعرابِ مُلقِيَةً على سَوْءَاتِها وَرَقَ الذَّرَائِعِ،
خاصِفَةْ.

عامٌ يَمُرُّ،
وبعضُ عامٍ بَعْدُ يا وطني يَمُرُّ، عليكَ حتى
تستجيرَ الْعَاصِفَةْ.
عدن، 26 مارس 2016 م.

قد يعجبك ايضا