حوار / محمد محمد إبراهيم
“الحضور الجماهيري الذي سجلته المرأة اليمنية في ساحات الصمود والفداء بمناسبة الذكرى الأولى للعدوان السعودي على اليمن 26 مارس، خير دليل على دورها البطولي وإصرارها على مواجهة العدوان والغزو وكل أشكال الوصاية ماضياً وحاضرا ومستقبلاً..” هذا لما لفتت إليه عضو اللجنة الثورية العليا الاستاذة علياء الشعبي – نجلة المناضل الوطني المعروف في مسار الحركة الوطنية وثورة 14 أكتوبر 1964م الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي – مؤكدة أن العدوان السعودي رغم مرور عام كامل من الحصار والقصف البربري على اليمن، إلا أنه لم ولن يحقق أهدافه في إخضاع اليمن واليمنيين.
الناشطة السياسية علياء الشعبي أوضحت في حوار صحفي لـ “الثورة” أن المرأة اليمنية، طيلة فترة العدوان كانت في المقدمّة، وإن لم تكن بالجبهات، فهي الثكلى، والعائلة لأسرتها بعد استشهاد عائلها، وهي الشهيدة والجريحة والأم والإبنة والزوجة والأخت التي لولا صمودها لما صمد الرجل في معارك الدفاع عن الوطن..
وتطرقَّت الشعبي في حديثها الصحفي إلى القضايا ذات الصلة بمشاهد العدوان منذ الليلة الأولى وحتى هذا اللحظات التي صارت عتبات عام ثانٍ من العدوان السعودي الغاشم، وقضية ما يجري في عدن وحضرموت، ومسار ومستقبل المفاوضات.. وقضايا أخرى… إلى التفاصيل:
عام ينقضي من العدوان السعودي على اليمن وبنفس الوتيرة من الهمجية.. ما هي خلاصة قراءتكم لمجريات هذا العام..؟!
– بالرغم من مرور عام كامل على العدوان السعودي وحلفائه على اليمن، عام من العدوان الهمجي شهد استخدام جميع أنواع الأسلحة، ومنها الأسلحة المحرمة دولياً.. وبرغم القصف اليومي الأغلب لمحافظات الجمهورية بأحدث الطائرات الحربية، إلاّ أنه لم يستطع أن يحقق النصر الذي كان يعتقد أنه سيحققه.. أن يستمر عدوان أكثر من (10) دول على دولة مثل اليمن لا تملك من السلاح والمال ما تملكه أصغر دولة من حلفاء العدو السعودي، ولمدة عام كامل، تلك هي الهزيمة بعينها..
برأيكم ما سر صمود اليمنيين وتماسك جبهتهم الداخلية..؟!
– سر صمود اليمنيين، وتماسك جبهتهم الداخلية أمام أكبر عدوان في تاريخ البلاد، يكمن في أن اليمن لا تقبل أن تُغْزَى أرضه، ولنا بالتاريخ عبر واضحة وجلية، لكل من حاول أن يعتدي أو يغزو أي جزء من أراضي اليمن. ولكن كِبْر وغرور العدو السعودي وحلفائه أعمى بصائرهم عن حقائق التاريخ، وأنساهم تاريخ اليمن العريض والعميق في مواجهة الغزاة والاستبسال للتحرر من كل أشكال التبعية عبر العصور..
لحظة العدوان الأولى
بالعودة إلى ليلة العدوان.. أين كنتم لحظتها ليلة 26 مارس2015م..؟
– لحظة بداية العدوان بتاريخ 26 مارس كنت في بيتي في صنعاء.. أمام التلفزيون أتابع الأخبار، وبالصدفة فتحت قناة الحدث التابعة للعدوان السعودي، ولن أننسى فرحة المذيعة وهي تعلن الخبر وتقول: أنا من أعلن عن ساعة الصفر.. أنا من أعلن قبل دقيقة من الآن –كانت الساعة حينها تشير إلى الثانية عشرة ودقيقة واحدة في منتصف- أعلنتُ عن بدء عملية عاصفة الحزم.. لحظتها وقفت مذهولة مما سمعته ولاحظته من فرحة المذيعة.. لم أكن أتوقع أن الحقد والخروج من المهنية تصل بإعلام العدو السعودي إلى هذه الدرجة، ولن أنسى هذه اللحظات التي طبعت بذهني ما حييت..
وماذا تسترجعون بعد تلك اللحظة من مشاهد في ليلته الأولى..؟ وكيف حال اليمن بعد عام كامل من العدوان..؟
– بعد تلك اللحظة سمعنا أصوات الطائرات، وهي تقصف وتشكلت صور ومشاهد النيران الانفجارات في أرجاء العاصمة وفي أرجاء اليمن، والتي لم تتوقف منذ تلك اللحظة إلى هذه اللحظات وهذه الأيام التي دخلت في حساب العام الثاني عدوان..
وما نسترجعه من ليلة العدوان الأولى .. هو إدراكنا على سبيل المفاجأة أن دولة جارة تدّعي أنها مسلمة، وأنها رافعة راية الإسلام تعتدي على دولة هي جارتها.. وأنها تحشد إلى جنبها دول العالم بما لديها من مال لكي تعتدي علينا.. دون مبرر أو حجة أو سبب.. ولكن ما قامت به السعودية ومن معها من دول عربية وإسلامية وغربية، ليس سوى جرم، أخرجهم من قيم الجوار والإسلام، لن يرحمهم التاريخ على ما فعلوه باليمن، ولن تشفع لهم شعوبهم بما قاموا به من عدوان على الشعب اليمني، وأنا على ثقة من ذلك.. أو الشعوب العربية ليست راضية عن مواقف حكامها المؤيدة لهذا العدوان..
الحوار الوطني والعدوان
وأنتِ ممن شاركوا في مجريات الحوار الوطني قبل العدوان.. ولاحظتم الاهتمام الخليجي وبالذات السعودي في مسار التسوية السياسية اليمنية.. هل كنتم أيامها تتوقعون هذا التدخل وبهذه العدوانية..؟
– لم يتوقع أحد هذا العدوان الظالم.. لكن كان جميعنا يلمس مؤشرات ضغط خارجية تحاول إفشال الحوار الوطني.. فقط..
ما هي المؤشرات الملموسة لمساعي الخارج في إفشال الحوار الوطني..؟ ومن كان وراء ذلك..؟
– المؤشرات المتصلة بإفشال الحوار الوطني، بدأت من الغرفة رقم (1)، أي في فريق القضية الجنوبية.. أما من كان وراء ذلك، فهو كل من لا يريد لليمن الاستقرار ولا يريد أن تعيش اليمن بأمان.. والأيام فضَحت الكثيرين، سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي وكذلك الداخلي..
ومتى بدأت الإرهاصات الأهم، برأيكم لهذا العدوان..؟!
– بدأت الإرهاصات الأهم لهذا العدوان عندما أرادت السعودية أن تفرض هيمنتها على اليمنيين، وقامت بإيقاف المفاوضات في “موفمبيك”.. بعد أن اتفقت الأحزاب على تشكيل المجلس الرئاسي.. وقتها شَعرَتْ المملكة أن عليها أن تدمر كل شيء حتى لا تستطيع اليمن امتلاك قرارها.. ويظل قرارها مرهوناً بالإرادة السعودية..
ما هي الأضرار الكارثية لهذا العدوان بالمقارنة بالأهداف التي أعلنها للعالم..؟
– الأضرار كارثية فعلاً، مقدرات بلد كاملة من بنية تحتية وآثار ومتستشفيات ومدارس ومطارات وموانئ دمرت أرصفتها.. ومعامل ومصانع، وغيرها من خارطة البناء المدني للوطن.. هذا مقارنة بالأهداف العسكرية التي أعلنها العدوان زيفاً ومغالطة.. فبالنسبة للأهداف، إذا سألت قائدهم عن الأهداف، لن يستطيع الإجابة على هذا السؤال لأنه لا يعلم شيء غير تدمير اليمن، ولا هدف لهذا العدوان سوى اليمن.. أرضا وإنساناً.
صمود المرأة اليمنية
ماذا عن إسهام المرأة اليمنية في مواجهة العدوان.. في مختلف المجالات؟!
– المرأة اليمنية طيلة فترة العدوان كانت في المقدمة، وإن لم تكن بالجبهات، فهي الثكلى، والعائلة لأسرتها بعد استشهاد عائل الأسرة، وهي الشهيدة والجريحة، حيث قصفت الطائرات المنازل على رؤوس ساكنيها.. ولعل ما يمكن أن نقوله عن المرأة اليمنية في مواجهة هذا لعدوان هو أن ما يقرب الـ(2000) استشهدن، في القصف، وآلاف الجرحى من النساء حسب إحصاءات المنظمات الحقوقية.. المرأة اليمنية هي الأم والابنة والزوجة والأخت والزميلة والرفيقة, لو لا صمودها وإيمانها بقضية وطنها لما صمد الرجل.. المرأة صمدت في الجانب الإعلامي والإداري والوظيفي والحقوقي والسياسي.. لم ولن تتراجع عن مواقفها ولم يتراجع دورها..
وما حضورها الجماهيري الكبير في الساحات الذي سجلته المرأة اليمنية في يوم الصمود المتمثل في الذكرى الأولى للعدوان يوم الـ26 مارس، إلا خير دليل على دورها البطولي وإصرارها على مواجهة العدوان الغزو ومواجهة كل أشكال الوصاية، وهذا دورها الوطني المعروف ماضياً وحاضراً ومستقبلاً..
مستقبل المفاوضات
وأنتِ عضو في اللجنة الثورية العليا.. يجري الآن الحديث عن مفاوضات مباشرة بين اليمن والسعودية..؟ برأيكم ما هو مستقبل العلاقات اليمنية السعودية واليمنية اليمنية..؟ هل من أفق جديد..؟
– صحيح هناك مفاوضات يمنية سعودية مباشرة يخوضها أنصار الله.. وعلمنا أنها مفاوضات إيقاف العدوان.. وهذه خطوة جيدة.. بل وأعلن مؤخراً الممثل الأممي إسماعيل ولد الشيخ عن قرب المفاوضات اليمنية اليمنية التي ستعقد بإذن الله بالكويت.. وبالتالي نحن متفائلون جداً بمستقبل المفاوضات اليمنية اليمنية، وأن هناك أفقاً واسعاً للخروج بحلول سياسية..
ما الذي يجري في عدن وحضرموت برأيكم..؟! وإلى أي مدى سيؤثر في المسار السياسي اليمني تجاه الانفراج او التعقيد خصوصا والقاعدة وداعش يسيطران على معظم الجنوب..؟
– ما يجري في عدن وحضرموت لا نستطيع الحديث عنه بمعزل عما هو حاصل في اليمن عموماً من عدوان وحصار ودعم للتطرف والإرهاب على الساحة اليمنية.. وما تشهده اليمن وخصوصاً حضرموت وعدن هو نتيجة طبيعية لحجم العدوان الذي يشنه النظام السعودي وحلفاؤه على كل المحافظات اليمنية، وهذا العدوان هو من سلم عدن وحضرموت للقاعدة وداعش ليفرضوا تلك التعقيدات على المشهد اليمني، بغية التأثير في على المسار السياسي اليمني.. والتي طالت جميع المحافظات ومنها عدن وحضرموت..
هل صار جنوب الوطن محتلا ويحتاج إلى ثورة استقلال جديدة..؟
– لقد صار الجنوب حزيناً ومعزولاً أكثر مما قبل.. لكن الشعب اليمني في الجنوب، أو في الشمال سيظل ثائراً وحراً.. لن يقبل أن تفرض عليه وصاية أو تبعية، بعد هذه التضحيات الجسام التي قدمها في مواجهة العدوان..