تحليل
اسكندر المريسي
لا خلاف على حقيقة أن تحالف العدوان بقيادة مملكة آل سعود لم يقم بشن عدوانه على اليمن قبل عام إلا لكي يحقق أهدافاً معينة كان أبرزها تدمير الترسانة العسكرية والقدرة الدفاعية للجيش اليمني وكذا بنيته التحتية والاقتصادية قبل أن يوقف عدوانه الغاشم في نهاية المطاف لتحقيق أهداف أخرى على الصعيد السياسي .
ولاشك أن المبعوث الاممي ولد الشيخ جاء من الدول المتحالفة وخصوصاً الرياض ولديه مطالب تنص على إجراء مباحثات جديدة أو ما يمكن وصفه بالتفاوض على غرار ما كان يقوم به اليهود أثناء عدوانهم على غزة حيث كانوا يدعون إلى مفاوضات في القاهرة ويرسلون وفوداً وتحدث لقاءات غير مباشرة الهدف منها جس النبض وقياس الموقف الفلسطيني يعقب ذلك تصعيد الأعمال العسكرية .
وهذه العملية سبق وان كررتها دول ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة المملكة في المفاوضات السابقة وبعد عام بالتأكيد منذ بدء عدوانها تريد الرياض تكرار ما تقوم به تل أبيب مع الأشقاء الفلسطينيين لجهة اليمنيين ، حيث أن التهدئة ووقف العدوان على أساس إجراء مفاوضات لجس النبض ومعرفة إلى أي مدى يمكن ترويض وتطويع اليمنيين بالآلة العسكرية التي دمرت إمكانيات ومقدرات الجيش وما نتجت عنها من أضرار بشرية ومادية لكي تقيس من خلال التفاوض حجم قد التنازلات التي قد تحصل عليها وبالتالي تحرز أهدافا لجهة المباحثات السياسية .
وإعادة إنتاج الصراع وفقاً للأبعاد الداخلية تحت مسمى حكومة وحدة وطنية تعيد إنتاج الأزمة إلى الماضي على غرار ما كان قد تم من تشكيل مسمى حكومة الوفاق الوطني ولا فرق بين المسميين .
خصوصاً والخطاب الإعلامي في السعودية يعارض أن تكون رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة وقيادة الثورة الشعبية من جهة يمنية واحدة لا تراعي كما أشارت الصحافة السعودية الأحزاب والتنظيمات السياسية ،
ومعنى ذلك ان المفاوضات المرتقبة تقوم على شروط مسبقة بينما الرؤية الرسمية اليمنية تقوم على أساس المباحثات مقابل وقف العدوان دون وعي وإدراك لما حصل من أضرار جراء ذلك العدوان ولا يتم المطالبة من قبل الأمم المتحدة أو مبعوثها الاممي ألزام الدول المعتدية بدفع التعويضات الكاملة جراء الأضرار التي نتجت عن الحرب والعدوان طيلة سنة ماضية ودون التطرق للضمانات الدولية لكي لا يتم تكرار مثل ذلك العدوان .
إضافة إلى ذلك أن عاصمة العدوان باعتبارها الطرف المعتدي لديها مجموعة من الاشتراطات بينما الطرف الرسمي اليمني لا يشترط في المفاوضات الأراضي التي جرت السيطرة عليها وإنما وجهة نظر متطابقة مع وجهة نظر الرياض, المباحثات مقابل وقف العدوان ، إذ ينبغي معرفة الأسس والمنطلقات التي تفهم من خلالها ما يسمى بالمباحثات أو المفاوضات التي يجري طرحها وترديدها من قبل تحالف العدوان أي أن ذلك التحالف وليس الأمم المتحدة من قرر الحرب والعدوان باسم المنظمة الأممية وهي من يقرر المفاوضات باسم الأمم المتحدة .