قالت صحيفة المونيتور الأمريكية، إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أعلنتا في 8 فبراير الماضي أنهما على استعداد لإرسال قوات برية إلى سوريا للقتال بجانب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، موضحة أن هذه النقطة أشعلت شرارة الخلاف الدبلوماسي بين القاهرة والرياض.
وتوضح الصحيفة، أن رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، ألغى فجأة زيارته إلى السعودية، التي كانت مقررة في 10 فبراير الماضي، بهدف وضع اللمسات الأخيرة للمجلس السعودي المصري الخاص بتنسيق استثمار 30 مليار ريال في مصر، حسب تصريحات العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، في ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أن الاتفاقية تضمنت سد احتياجات النفط في مصر لمدة خمس سنوات، مقابل دعم مرور السفن السعودية في قناة السويس، وجاءت هذه المساعدات بعد نقاشات بشأن التعاون العسكري وإنشاء قوة عربية مشتركة.
وقال مسؤول بالحكومة المصرية للمونيتور، طلب عدم الكشف عن هويته: تم تأجيل اجتماع التنسيق السعودي المصري؛ نتيجة عدم التوصل لاتفاق نهائي بشأن طبيعة المشاريع المقدمة من القاهرة، والقيمة المالية المقترحة لتنفيذ هذه المشاريع، ولم يتم تحديد موعد جديد للاجتماع.
وتلفت الصحيفة، إلى أنه وفقا للمراقبين، فإن المساعدات السعودية حاليا تخضع للوضع الإقليمي المتفجر في اليمن وسوريا، فضلا عن انخفاض أسعار النفط.
وتوضح الصحيفة، أن وزير الخارجية المفصري، سامح شكري أعلن في 16 فبراير، أن القرار السعودي الإماراتي بشأن إرسال قوات برية إلى سوريا لا يقع ضمن نطاق التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أن مصر تدعم الحل السياسي وليس العسكري في سوريا.
وتشير الصحيفة، إلى أن المسؤولين السعوديين والمصريين ينكرون أن هذا الخلاف يؤثر على العلاقات القوية بين البلدين، ولكن يبدو أن الحقائق تشير إلى خلاف ذلك، حيث أن السعودية تتحسس أي موقف سياسي لا يتناسب مع رؤيتها بشأن القضايا الإقليمية، وقطعت مساعداتها عن الجيش اللبناني؛ لأنها لم تتفق مع رؤيتها بشأن حزب الله.
وتضيف الصحيفة، :إن القاهرة حتى الآن تسعى إلى أن تكون شريكا في التحالفات العسكرية العربية، وهذا الموقف يخضع لقرار مصر لتصبح لاعبا رئيسيا كما كانت في حرب الخليج خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وتلفت الصحيفة، إلى أن القاهرة أرسلت رسالة غير مباشرة في عام 2015م، بأنها لن تتدخل عسكريا خارج أراضيها، ففي شهر إبريل 2015م، سمحت قوات الأمن المصرية بوقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية في القاهرة تندد بالتدخل السعودي في اليمن، كما وافقت مصر على استقبال وفد يمثل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وبعدها استبعدت الرياض مصر في حوار الفصائل اليمنية قبل مفاوضات جنيف يونيو الماضي.
وتختم الصحيفة بقولها: تبقى الأسئلة مطروحة حول مدى استخدام السعودية المساعدات كورقة ضغط على مصر، مقابل أن تتبنى مصر رؤية واضحة تتماشى مع رؤية المملكة، خاصة فيما يتعلق بالحل العسكري في اليمن وسوريا، ولعل زيارة الملك سلمان إلى القاهرة مطلع الشهر المقبل، ستوضح أجوبة هذه الأسئلة.