الثورة نت/
تعرض الكاتب البريطاني بيل لو إلى وضع دولة الإمارات المشاركة في العدوان على اليمن وتعمق في خفايا وحيثيات مشاركتها والتي جعلتها وفق توصيف الكاتب” في مأزق من دون إستراتجية للخروج من ذلك المستنقع” .
وتساءل الكاتب في مقالة المنشور قبل أسبوع في صحيفة ” ديل ايست أي” البريطانية عن مالذي تريده الإمارات حقا من حربها في اليمن.. وكان التساؤل عنوانا لمقالته.
بدأ الكاتب في عرض خلفيات طفيفة لحدث مثل سقوط طائرة مقاتلة نفاثة إماراتية في الـ 14 من الشهر الجاري قرب مدينة عدن ومات الطياران اللذان كان عليها ليرتفع عدد قتلى الجنود الإماراتيين في الحرب على اليمن إلى 48 قتيلا وهذا هو الرقم الذي وقع بين يدي الكاتب وعرج بيل لو على خلفية الانتماء الإماراتي لدول مجلس التعاون الخليجي وقال أنه بصرف النظر عن ولائها لدول المجلس من الصعب أن ندرك لماذا دخلت الإمارات الحرب في اليمن.
ويقول الكاتب أن حرب اليمن كلفت الإمارات غاليا خاصة في سبتمبر من العام الماضي عندما قتل العشرات من جنودها وضباطها بصاروخ بالسيتي في مارب ووصف ذلك اليوم بأنه الأسوء في تاريخ الإمارات العسكري.
ونوه الكاتب البريطاني إلى خسارة السعودية أيضا والتي وصل المعترف بها إلى 300 شخص والذي يشكك الكاتب في صحته حيث يقول أن البعض يؤمن أن الرقم الحقيقي للخسائر أعلى من ذلك بكثير وقد يصل إلى 3000 طبقا لمصدر رفيع واستدرك لو قائلا: لكن بالطبع دفع اليمنيين الثمن الأكبر حيث راح الآلاف من المدنيين ضحية الحرب الدائرة ودمرت معظم البنية التحتية للبلاد.
يعود بيل لو إلى مشاركة الإمارات في العدوان والتي تتطلب وفق قوله” نظرة عميقة تتجاوز البروباجندا المحيطة بعاصفة الحزم.
وينطلق لو في سرد قراءته كالتالي: لدى الإمارات علاقات اقتصادية وطيدة بايران صمدت أمام أحداث كبيرة كالثورة الإيرانية والعقوبات الدولية وحتى الأزمة السعودية الأخيرة.
لا تتفق الإمارات مع السعودية في نظرتها المعادية لإيران، لذلك كان رد الفعل الإماراتي خافتا إذا ما استطعنا المقارنة بالسعودية التي أغلقت سفارتها بطهران بعد الاعتداء عليها من قبل المتظاهرين الغاضبين عقب إعدام الشيخ نمر النمر.
لكن عين الإمارات لطالما كانت على عدن كونها امتدادا طبيعيا لموانئ دبي ويمثل طريقا سهلا للمحيط الهندي وبديلا لمضيق هرمز الذي تتشاركه دول الخليج على مضض مع إيران.
الإمارات هي التي قادت الهجوم البحري على عدن صيف 2015، على الرغم من رفض الولايات المتحدة لطلبها الدعم من القوات الخاصة. لكنها جازفت ودخلت عدن.
رغم ذلك ومنذ ذلك الحين، تعرضت المدينة لهجمات عنيفة من قبل تنظيم القاعدة وداعش. يزعم التحالف أن عدن قد تحررت، لكن الشوارع ليست آمنة بالمرة، حتى أن الإمارات أبعدت قواتها عن مهام الجبهة الأمامية ودوريات الشوارع المنتظمة لتقليص الخسائر في صفوف جنودها.
لكن عدن تظل هدفا يستحق التضحية. فشركة موانئ دبي العالمية DP World، واحدة من أكبر شركات الموانئ في العالم، كانت قد وقعت اتفاقية مع عدن والرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولكنها انسحبت منها في 2012، بعدما حاول الرئيس عبد ربه منصور هادي تعديل شروط الاتفاقية.
لكن في أكتوبر من العام الماضي كشفت شركة موانئ دبي العالمية DP World عن خطتها لإعادة إحياء الاتفاقية، حيث قال رئيس مجلس الإدارة، سلطان بن سليم إننا نستكشف المجالات التي يمكن أن نساعد فيها جيراننا في مبادراتهم لاستعادة البنية التحتية البحرية والتجارية في عدن، ونتطلع إلى تطور مناقشاتنا في المستقبل القريب.
لكن قبل أن يحدث ذلك تحتاج الإمارات إلى ترتيب يسهل الأمور، والسيناريو الأفضل للإمارات هو أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 1990 وقبل الوحدة – أن تنقسم اليمن إلى دولتين في الشمال والجنوب – سيقع الجنوب وعاصمته عدن تحت دائرة النفوذ الإماراتي، بينما يرزح الشمال تحت سيطرة السعوديين.
لكن مثل هذه النتيجة تظل بعيدة المنال خاصة مع تصاعد قوة تنظيم القاعدة وسيطرته الهادئة على إقليم حضرموت الغني بالبترول، بلدة وراء بلدة، بالتنسيق مع القبائل المحلية. ناهيك عن داعش، التهديد المحتمل الذي يلوح في الخلفية، والحوثيين وقوات صالح التي لن توافق بهذه السهولة على تقسيم البلاد ولن ترحل في هدوء.
مثل الكثيرين قبلهم دخلوا اليمن، الإماراتيون دخلوا حربا ولم يعدوا استراتيجية للخروج منها. وبينما تتصاعد خسائرهم، يجب عليهم التفكير جيدا في طريقة لتقليل هذه الخسائر.