محمد الشميري
إذا ما غبتَ غابَ الأنسُ عني
وأوقدَ نارَهُ حولي البلاءُ
أفتشُ عنكَ في أعماقِ روحي
فيمنعُني عن البحثِ البكاءُ
يمرُ بخاطري في كلِّ حينٍ
بأنَّكَ في دمي نبضٌ وماءُ
ذرفتُ على فراقِكَ لحنَ حبي
فأنتَ لنبضيَ الثوري لواءُ
أنادي باسمِكَ الإحساسَ يصحو
ويأخذني أيا روحي النداءُ
إلى علياك تأخذُني حروفي
عروجًا صاغَ نغمتَهُ الوفاءُ
على نجوى إبائِكَ حاكَ دمعي
أنينًا فيكَ يعزفني العناءُ
نحرتُ على مقامِكَ قلبَ حبي
ليأتيني مع الذكرى الدواءُ
إليكَ مودتي ما دمتُ أحيا
أتوقُ إليكَ يأخذني الحِداءُ
كتبتُ على ضريحِكَ نبضَ عشقي
ويكتبني بآهاتي الشقاءُ
لكَ الأشواقُ تركضُ في فؤادي
ويأخذُ مهجتي حاءٌ وباءُ
إلى علياءِ نورِكَ يا كريمُ
رقى يسمو بقلبي ذا البهاءُ
إليكِ شهيدنا طارتْ شجوني
وفيكَ هنا يلملمُني الإباءُ
إليكَ إليكَ تأخذُنِي القوافي
ومنكَ هنا يباركُني السناءُ
تطيرُ إليكَ أشواقي وحبي
ويحبسُ لوعةَ المعنى الرجاءُ
بدونِكَ كلُّ أجوائي ظلامٌ
يفهرسُ عتمةَ الليلِ الوباءُ
بدونِكَ كعبةَ الأحرارِ أنّى
يحلُّ بجوفِ أوردتي الضياءُ