بـسطات “الحصبة” رفعت ومخالفات ضبطت
(محلي الثورة) : وعينا أصحاب البسطات وأوجدنا لهم بديلاً مؤقتاً
“أشغال شعوب”:
الحملة شملت ضبط 45 ورشة ومحلاً مخالفاً
المواطنون يأملون في إعادة منافسات أفضل مديرية وأفضل حي
تحقيق/ محمد الفائق
رغم العدوان والقتل والتدمير والخراب.. ثمة أياد بيضاء وسواعد سمراء تعمل بتفان وإخلاص لتعزيز الاستقرار والسكينة العامة وإرساء النظام والقانون وتوفير بيئة نظيفة قدر الإمكان.. جهود حثيثة تتحدى وحشية العدوان السعودي وغاراته المتواصلة منذ عام.. البسطات في الشوارع الرئيسة المشكلة القديمة المتجددة سبب رئيس في ازدحام شديد لحركة السير وإعاقة حركة المواطنين وزادت الأوضاع سوءا وشوهت المنظر الجمالي للشوارع والطرقات حين استغل البساطون الطرقات والأرصفة لعرض تجارتهم المختلفة والمتنوعة بطريقة عشوائية تخالف اللوائح والأنظمة ولعل منطقة الحصبة خير دليل.
حملة مشتركة
مكاتب الأشغال والنظافة وشرطة السير والمناطق الأمنية في مديريتي شعوب والثورة بأمانة العاصمة اشتركوا جميعهم في حملة وطنية لرفع البسطات من شوارع المديريتين كل حسب اختصاصه ومهامه المحددة وبإشراف قيادات السلطات المحلية في المديرتين وأمانة العاصمة.
حلول بديلة
استمرت الحملة ما يقارب الأسبوعين وتكللت بالنجاح في خطواتها الأولى برفع البسطات من الشارع الرئيس في منطقة الحصبة مع إيجاد بدائل مناسبة للبساطين.
يقول مدير مديرية الثورة يحيى القطيش إن السلطة المحلية في المديرية وضعت البدائل المناسبة للبساطين بحيث لا يتم قطع أرزاقهم ويكونوا عالة على المجتمع من خلال السماح لهم باستخدام الشوارع الفرعية كحل مؤقت إلى جانب بعض الأسواق القريبة بما يضمن عدم عودتهم إلى استخدام الأرصفة والشوارع الرئيسة.
القطيش أكد “ضرورة التزام الجميع باللوائح والأنظمة والعمل بمسؤولية ووطنية خالصة من أجل الوطن وتقدمه وعزته خصوصا مع محاولات العدوان شل الحركة والحياة في العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات”.
تراجع الزحام
(قضايا وناس) قام بزيارة ميدانية إلى شارع الحصبة ووجد بصمات واضحة لتلك الجهود التي بذلها المشاركون في الحملة.. تجلت في تراجع ازدحام حركة مرور السيارات، ما ترك أثرا إيجابيا وانطباعا جيدا لدى المواطنين.
مدير شرطة السير في مديرية شعوب العقيد حسين العرشي وصف حركة السير بعد رفع البسطات بأنها “أصبحت اعتيادية وكما يجب أن تكون من دون عوائق أو ازدحام “.. مؤكدا أن شرطة السير ستعمل بكل طاقتها وجهودها في تنظيم السير في شوارع العاصمة وتقديم التوعية اللازمة للمواطنين والسائقين لإعطاء الطريق حقه وأيضا من اجل الحد من الحوادث.
45 مخالفة
العبء الكبير والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق مكاتب الأشغال فهذه الحملات من صميم أعمالها بجانب تنظيم الأسواق ومنع المظاهر العشوائية وإزالة المخلفات.
يقول مدير مكتب الأشغال في مديرية شعوب إبراهيم الغفاري أنه “تم إلى جانب رفع البسطات إغلاق محلات التشليح وورش اللحام المخالفة والتي بلغت أكثر من خمس وأربعين ورشة ومحلا مخالفا”.
الغفاري أكد أن العمل سيستمر بوتيرة عالية من أجل تحسين المظهر العام للعاصمة.. مشيدا بمكتب أشغال أمانة العاصمة وتفاعله الدائم مع الأعمال الميدانية لكوادر الأشغال في مختلف المديريات العشر.
دعم مطلوب
بدوره نائب مدير مكتب الأشغال بشعوب يحيى القديمي يشير إلى ضرورة تكاتف الجميع والعمل بروح الفريق الواحد سلطة محلية ومجتمع لإنجاح مثل هذه الحملات التي تخدم المواطن والوطن.. وتحد من العشوائية والمظاهر المسيئة للعاصمة.
داعيا وسائل الإعلام المختلفة إلى دعم الجهود الحكومية خصوصا الجهود الخدمية في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد جراء العدوان الذي دمر وسفك الدماء وأنهى الحرث والنسل.
من جانبها مديرة التوعية في مكتب نظافة شعوب تؤكد أن الحملة رافقها منشورات وأوراق ورسائل توعية للمواطنين وأصحاب البسطات تتضمن ضرورة الحفاظ على الطرقات وعدم استغلالها لصالحهم الشخصي باعتبار هذه الشوارع حقا عاما ومصلحة عامة.. مشيرة إلى أن عملة التوعية شملت أيضا المدارس والمساجد.
تكريم مستحق
جهود حملة رفع البسطات والمظهر الذي بدت عليه منطقة الحصبة اليوم كانت محل ثناء وتقدير من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني.. ما دفع بالمبادرة الشبابية (سواء نبنيها) إلى تكريم جميع المشاركين في الحملة ومنحهم لهم العلم الوطني.
التكريم يعد جزءا بسيطا من ما يستحقه كل من شارك في الحملة كما يقول عبدالله الحرازي المسئول الإعلامي للمبادرة الذي يؤكد أن الجهود الكبيرة التي قدمها مكاتب الأشغال والنظافة والمناطق الأمنية وشرطة السير في مديريتي الثورة وشعوب تستحق التقدير والتكريم.. مع ذلك يدعو الحرازي إلى بذل المزيد من هذه الجهود حتى تشمل كل الشوارع الرئيسية وجعل العاصمة أنموذجا في النظافة والنظام.
دعوات عامة
كل الرسائل التي تم تلقيها من المواطنين أو المسئولين المحليين في المديريتين خلال نزولنا الميداني إلى منطقة الحصبة تجتمع في أن أي جهود رسمية لن تنجح ما دام هناك غياب للدور المجتمعي و شراكة حقيقة مع الموطنين.
المواطنون ذكروا قيادة أمانة العاصمة بضرورة “إعادة المنافسة بين المديريات في اختيار أفضل حي ومنطقة من حيث النظافة والمظهر الجمالي للشوارع”.
الرسائل جلها أكدت أن العدوان لن يثني الشعب اليمني عن ممارسة حياته الطبيعية ولن ينجح في شل حركة المواطنين مهما بلغت وحشية العدوان وزادت قوته.
تصوير: مازن رشاد