القتل في الأعراس
حسن الوريث
بالأمس قتل شاباً برصاصة راجعة اطلقت في أحد الأعراس وقبلها قتل طفل في التاسعة من عمره بنفس الطريقة كما كانت الأعراس سبباً في فقدان الكثير لحياتهم أو أن بعضهم تحول إلى معاق بسبب رصاصات طائشة تطلق في الأعراس من اناس لا يقدرون المسؤولية ولا يعرفون فداحة ما يقومون به وكان العبد لله كاتب هذه السطور سيكون احد ضحايا الرصاص الراجع لولا لطف الله وعنايته فقد تحركت من مكاني قليلاً لتصل الرصاصة بعدي مباشرة وتضرب في باب المحل والفرق اقل من ثانية وهناك الكثير من الناس الذين سقطوا ضحايا لإطلاق النار في الأعراس في عموم محافظات ومناطق البلاد ولابد من اجراءات للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تؤرق المجتمع.
لقد تحدث الكثير عن هذه الظاهرة الخطيرة التي تحصد ارواح الكثير من المواطنين والأجهزة المعنية لم تحرك ساكناً ولم تتجه للعمل على منع هذه الظاهرة التي تستفحل كل يوم وتزيد رغم خطورتها على حياة الناس وتحتاج إلى جهود متكاملة من الأجهزة الحكومية والمحلية والإعلام والخطباء والمرشدين والمثقفين والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والمشايخ والشخصيات الاجتماعية للقضاء عليها وليس كما يقال الحد منها والتخفيف من وجودها لأنها لا بد أن تنتهي بحلول جذرية تقضي عليها تماماً فلو بقيت ولو بنسبة بسيطة فإنها ستعود وأحيانا تكون عودتها أقوى مما كانت ولذا لابد من إنهائها.
وبالطبع فهناك ظاهرة تترافق مع إطلاق النار في الأعراس ويجب التنبه لها والقضاء عليها معها وهي قطع الشوارع بالخيام التي تجبرك على تغيير طريقك إلى مكان آخر ومن يحاول أن يتعرض لما لا يحمد عقباه من إهانات وقد يصل الأمر إلى الضرب وربما إطلاق النار عليه وهذه الأمور زادت بشكل كبير وتحولت إلى ثقافة عامة لدى المجتمع وهذه مشكلة وربما تصل إلى الحد الذي لا يمكن السيطرة عليه.
لقد سمعنا عن حملة تنفذها الأجهزة الأمنية هذه الأيام للتوعية بمخاطر إطلاق النار في الأعراس والمناسبات لإبراز الأضرار السلبية لإطلاق النار والألعاب والمفرقعات النارية في الأعراس والمناسبات وما تخلفه من وفيات وإصابات بين المواطنين ومما لاشك فيه أن هذا لا يكفي فالأمر يتطلب جهوداً توعوية وإجراءات أمنية تترافق معها وفق خطة واستراتيجية يتم الإعداد لها جيداً حتى نضمن نجاحها والأهم في هذا كله أن يكون هناك قرار من السلطات العليا يدعم هذا الموضوع لأن العمل يحتاج إلى قرار سياسي باعتبار ان الظاهرة اصبحت متغولة ومخيفة في نفس الوقت وعندما يتم اتخاذ القرار يجب العمل على تنفيذه بكل الطرق والوسائل ابتداء من وضع الخطة والاستراتيجية العملية وتحديد الأدوار وبالتالي بدء التنفيذ وفي اعتقادي ان ما يحصل الآن مجرد عمل انفرادي لا يمكن أن يحقق النجاح للعمل وربما يؤدي إلى انتكاسة لأنك حينما تقوم بعمل غير مخطط له يكون مصيره الفشل والأكيد أن هذه الظاهرة ليست بسيطة وتحتاج إلى دراسة معمقة للأسباب والجذور وبالتالي اقتراح المعالجات والحلول المناسبة للقضاء عليها حتى لا تبقى الأعراس مناسبات للقتل وتتحول إلى مآتم .