الكاتب، ذلك “الرمز المشعّ”
إبراهيم طلحة
كلّ من كتب له سطرين أو ثلاثة سطور شتيمة عدّ نفسه ناقدًا وكاتبًا وأحد العناصر الأكثر إشعاعًا ولمعانا.. نتشابه في محاولات الظهور ونختلف في وسائل الخبث..
بالتأكيد أنّ بين النّاس حالاتٍ من التّشابه الدّاخلي في المعنى النّفسي.. نحن ـ أغلب الظن ـ نصدر في تصرفاتنا عن التفكير النّفسي لا عن التفكير العقلي.. معظم أفعالنا ناتجة عن انفعالاتنا.. السلوكيات غير المتوازنة من وجهة نظرنا هي تقابلات نفسيّة متراكمة في وعي الانتماء الفئوي الذي يتعقب الحقيقة لكن تعاقُبيًّا، بمعنًى آخر: الذي لا يتعقبها عن قصدٍ ورغبةٍ حقيقيّين، كاشفًا عن سرّ ضعف الوعي الجمعي (خاصّتنا)، ولا سيما لدى النظر إلى ازدواجية علاقاتنا المعنوية وصرف النظر عن التماثلات البديهية الإنسانية المشتركة فيما بيننا..
نحن ـ في الأعمّ ـ نعرف ما حقّه الإثبات وما حقّه النَّفي في مسائل الخلاف بيننا، غير أنّنا نعود إلى تسجيل خواطرنا ونوايانا على هيئة جُمَل ومقالات كتابيّة ـ على أساس ـ بطريقة موظَّفي الأجهزة الرقابية من كُتَّاب التَّقارير المرتَهَنين للمهنة الممتهنين لأهمّ أخلاقياتها وقيمها.
نحن نجسّد التَّدابير الصّوتيّة التي تطابق الشّخصية العربيّة بالتزامن مع تحفُّظاتنا غير الموضوعية على المسائل الموضوعية..
هذا يبيّن أنّ انعطافًا واقعيًّا حدث في المجال الافتراضي، وشطحاتٍ نقديّةً فسَّرَتْ فكرة الكتابة الرمزيَّة لأحد العناصر التواقة للإشعاع، بصورةٍ زئبقية.. يعني باختصار: ليس دائمًا علينا أن نكذب ـ عفوًا أن نكتب ـ لنعيش!