أروى عُباد
ﺗﺪُﻕ ﻋﻘﺎﺭﺏُ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﺎﻗﻮﺱِ ﻋُﻤُﺮﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ .. ما ﺯﺍﻟﺖ أﻧﻔﺎﺳُﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔً أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻴﺶُ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪِ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ… ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻬﺎ، وﻫﻲ ﻣُﺘﺄﻛﺪﺓٌ من ذلك، ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺑﺎﻝُ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻨﻬﺮﻭﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ﺑﺨﻄﺎﺏٍ ﺫﺍ ﻧﺒﺮﺓٍ ﻗﺎﺳﻴﺔ!! ٍ، فالحقيقة أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﺮﻣﻴﺔً ﺗﺮﺗﺠﻲ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮُ أنها ﺧُﻠُﻘﺖ لهُ أﺻﻼً…ﻓﻲ كل ﻟﻴﻠﺔٍ ﺗﺘﺼﻔﺢُ ﺻﻮﺭاً ما ﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻧﺒضاً ﻳﺘﺠدﺪ كل يوم، تحدث نفسها كل صباحٍ أن ﺗﻠﮓ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ستصبح ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻗﺼﺔ ﻓﻴﻠﻢٍ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ … ﺗُﺤﺎﻭﻝُ أﻥ ﺗﺘﺤﺴﺲ ﺗﻠﮓ ﺍﻟﻄﺮﺣﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺳﺘﺮﺗﻪُ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﺧﺘﻔﺎﺋِﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ للبياض أثراً في حياتها … ﺗﻈﻞُ ﺗُﺘﻤﺘﻢُ ﺍﺳﻤﻪُ ﺑﻬﺬﻳﺎﻥٍ ﺳﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻘﻠﻬﺎ … ﻭﺣﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﻃﻔﺔٍ ﻫﻲ أﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻏُﺮﺑﺘﻪِ ﻓﻲ ﻭﻃﻦٍ ﺁﺧﺮ ﻭﻗﻠﺐٍ ﺁﺧﺮ … ﺗﻤﺎﺩﻯ ﺷﻮﻗُﻬﺎ ﻭﻋﺸﻘُﻬﺎ ﺍﻟﻤُﻨﺸﻖُ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ المتشوق ﻟـﺒﻘﺎﻳﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔِ ﻋﻄﺮﻩِ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺪﻳﻞٍ ﻣُﻤﺰﻕ ﺍﻫﺘﺮﺃ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺍﻫﺘﺮﺃ ﻗﻠﺒُﻬﺎ … ﺗُﺤﻠﻖُ عيناها ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀٍ ﺧﺎﺹٍ ﺑﻬﺎ ﻣُﻌﺎﻧﻘﺔٍ ﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔٍ ﻫﻲ أﻗﺮﺏُ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺤﺮِ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻠﻔﻆُ ﺍﺳﻤﻪُ ﻣُﻔﺮﺩﺍﺕٍ ﻟﺘﻌﻮﻳﺬﺓٍ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﺇﻥ تنطقها ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭﻩُ ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﻬﺎ ملاكاً فضياً …أﺛﺎﺭ ﺗﻤﺮُﺩ ﺣُﺒﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍر ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ﻟﻪ ﻗﻤﻌﺎً أﺷﻌﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤُﺐ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ .. ﻓﻨﺴﻔﻮﻫﺎ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎً ﺑأنها أﺻﺒﺤﺖ ﻟﻠﺠﻦ ﻣﺴﮕﻨﺎً.. أﻭ أﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻳﺘﺮﺍﻗﺺُ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ حتى يقعده التعب … ﻣﻦ ﺳـَﻴﻔﻬﻤُﻬﺎ ﻭلم ﻳﺴﺘﻨﺸﻖُ ﻋﺒﻖ ﺍﻟﻌﺸﻖ أﺣﺪٌ ﻣﻨﻬﻢ؟…
ﻇﻠﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺗُﺤﺪﺙُ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﻪ … ﺣﺘﻰ أﺩﻣﻨﺖ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ … ﺗﺼﺮُﺥ ﺑﺎﻛﻴﺔً… و ﺗُﻬﻤﻬﻢ ﻫﺎﻣﺴﺔً: ﻗﻴﻞ أﻧﻨﻲ ﻣﺴﺤﻮﺭﺓ، ﻭﻛُﻠﻤﺎ ﺭﺃﻑ ﻟﺤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺯﺍﺩﺕ إدماناً ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ، أﺻﺒﺤﺖ ﻃﺒﻄﺒﺎﺕُ ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻠﺆﺓ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﺗُﺨﺪﺭُﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻊ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ… ﻃﺎﻓﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺣﺠﺎً ﻭﻋﻤﺮﺓً ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻧُﺴﻚِ رجاء اللقاء ﺑﻤﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ماﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﺑﻴﻦ ﺍلأﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻤﻨﻲ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﻠﺘﻘﻴﻪ ﺻﺪﻓﺔ
، ﻭﺗﺮﻣﻲ ﺩﻣﻮﻉ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎﺭﺍً ﺻﻐﺮﻯ ﻭﻛُﺒﺮﻯ، ﻭﺗﺮﺗﺠﻲ أﻥ ﺗﺮﺗﻮﻱ ﻣﻨﻪ…ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻟﺤﺠﻬﺎ ﻭﺭﺟﺎﺋﻬﺎ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺸﺮك ﻣﻌﻬﺎ ﺃُﺧﺮﻯ، ﺑﻞ ﻛﻔّﺮﻫﺎ ﻭﻛﻔﺮ بوﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﺤﻤﺔً ﻣﻬﺘﺮﺋﺔً ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻟﻘﻂٍ ﺑﺮﻱ يُدعى الأسى، ﻳُﻘﻠﺐُ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓـﻳﺘﺮﻛُﻬﺎ ﻣﺘﺤﺎﺷﻴﺎ ﻟﺤﻤﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺻﺎﺩﻓﻬﺎ…
ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻳﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍُﻧﺘﺸﻠﺖ ﺭﻭﺡ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ وغادرت جسدها الذبيح بلا رجعة، ﻋﺠﺰﺕ ﺧﺒﺎﺙُ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻦ فهمها، ﻭﺩُﻓِﻦ ﺟﺴﺪُﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ أُﻗﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑاﺗﻬﺎﻣﺎﺕٍ ﺑﺎﻃﻠﺔ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ، ﻭ قيل ﻣﺎﺗﺖ بالجن. أﻣﺎ ﺍلأﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ أﻟﺼﻘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻋﻨﻮﺓً ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻔﻠﺖ ﺑﺸﻨﻘﻬﺎ ﻣُﺒﺘﺴﻤﺔ ..