الأغبياء حين يدَّعون الذكاء ” الجبير ” نموذجا ..؟!
طه العامري
عادل الجبير .. أبرز الشخصيات العربية الناجحة في تقديم “الخدمات الخاصة “عين الرجل وزيراً لخارجية نظام ” آل سعود ” كيف لا والرجل هو “غلام بندر بن سلطان ” وتربى تربية أمريكية وتحت إشراف دهاقنة ” إيباك” يقول “الجبير” “على الأسد أن يرحل عاجلا وليس أجلا”؟!! غلام “آل سعود” سبق له أن هدد وتوعد وسبق لدولته أن أرسلت طائرات إلى قاعدة ” أنجر ليك التركية” وتحدث عن إرسال “150 ألف مقاتل من جيش آل سعود” لغزو سورية وإسقاط النظام والرئيس تحت يافطة محاربة داعش المنتج السعودي الأبرز في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين!! بيد أن ثمة تطورات درامية على المسرح السياسي العربي والدولي تظهر ” الجبير” وكأنه مجرد مهرج فيما نظامه يدار من قبل شلة أغبياء يشترون بالمال الذمم لكن المال لا يأتي بكل شيء فثمة أشياء لا يمكن للمال أن يجلبها!! في جنيف يلتقي الكبار فيقرروا مصير المنطقة بعيدا عن الصغار , وأصغر الصغار كانت ” الرياض” التي أربكها أتفاق جنيف بين “لافروف وكيري” القاضي بوقف القتال في سورية , ولم تكن “الرياض ” حاضرة الاتفاق ومثلها أنقرة والدوحة , بل كل الصغار غابوا عن لحظة اتخاذ القرار المتعلق بمصير المنطقة؟!! إذاً تهديدات ووعيد ” الجبير” هي جعجعة من غير طحين , لتأتي الصفعة التالية من “أنقرة” حليفة الرياض في المؤامرة على سورية , حيث ولى رئيس وزرائها وجهه شطر “طهران” ليؤدي فريضة الحج السياسي فيما العمرة للرياض تأجلت إلى أمد غير معلوم؟!! ومن “طهران” قالت الأنباء أن تركيا وإيران يلعبان دوراً في أمن المنطقة واستقرارها, طبعاً بمعزل عن الرياض التي أطاحت بها المصالح الاستراتيجية للكبار ..؟!! فماذا بقي والحال كذلك للمدعو “الجبير” من فرص تعطيه شرعية إطلاق التهديدات وضد من؟ ضد أقوى رئيس في المنطقة هو الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعطى لحلفائه شرعية امتلاك القوة وليس العكس ..إن تغطية الفراغ السياسي في المنطقة لم يعد متاحا لا لتركيا ولا للرياض فكلاهما خسرا الرهان ومعهما الوصيفة الثالثة لهما ” قطر “!! في ” جنيف ” حيث التقى وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي ليقررا وقف الأعمال القتالية في سورية ونفذ قرارهما منذ اللحظة التي حددا فيها بداية سريان القرار أو الاتفاق , حدث هذا اللقاء بمعزل عن أي طرف من الأطراف التي خاضت في الشأن العربي السوري ونسجوا المؤامرة تلوا المؤامرة , فلا كان هناك “أردوجان” ولا “تميم” ولا “سلمان” ولا أي طرف من أطراف المؤامرة ضد سورية الشعب والدولة والنظام والقدرات وطيلة خمس سنوات أشبعونا تهديدا ووعيدا وأخافونا بجعجعتهم التي لم تثمر في النهاية طحينا حتى بما يشبع جوع أطراف هذه التهديدات ..؟ للتأمل في هذا حكمة يجب أن نتوقف أمامها وهي الدالة على أن ما جرى ويجري في المنطقة منذ أوائل العام 2011م هو فعل معد له سلفا ومن قبل هذا التوقيت بسنوات والغاية خدمة الكيان الصهيوني وتنفيذا لمخططاته ومشاريعه الاستعمارية إلا أن هذه المخططات والمشاريع سقطت ومعها سقط أدواتها .. الرياض تجني وستجني غدا ثمن مغامرات خيانية قامت بها استجابة لرغبات العدو , وقد يكون العدوان على اليمن هي الجريمة الكبرى التي ارتكبتها “الرياض” بحق نفسها وبحق أمنها وبحق حاضرها ومستقبلها .. إذ أن الذي تخوض من أجله الرياض عدوانا ضد اليمن صار اليوم وبقرار دولي هو اللاعب الأول في المنطقة هذا اللاعب سياسيا واستراتيجيا يكون عدو يكون صديق الأمر لا يهم ففي السياسة لا توجد عواطف ولا تمنيات بل هناك أصحاب قرار ومشاريع إستراتيجية يعرفون كيف ينتصرون لمصالحهم ويتقدمون على الأخر .. بعكس غباء رعاة الإبل وهمج الجزيرة الذين لا يملكون غير عائد النفط ويسعون لتحقيق أمجادهم بشراء ذمم الناس وكسب مودتهم فالمال يعمر نعم ولكنه لا يصنع حضارات ولا يبني أمجاداً .. فقارون لا يذكر إلا بلعنات جازت على كل متغطرس ومثله هم حكام بعض المحميات الخليجية , التي هي بالأساس مجرد مستعمرات استهلاكية ومرا في ترسوا على شواطئها أساطيل الغزاة والمستعمرين.