اختراع المهندس صالح عصبة
وائل شرحة
* من رحم المعاناة ومن تحت ركام وأنقاض القصف والغارات, ومن صميم المأساة والألم, يخرج الإبداع ويولد الابتكار, وكما يقال فالحاجة أم الاختراع.. ولكل أزمة ومصيبة حسنات.
المهندس صالح عصبة انتصر لليمنيين بعد جهود كبيرة بذلها وتجارب عديدة أجراها, من اختراع أطلق عليه “العدسة المائية” التي تمكننا من استغلال الطاقة الشمسية وتغطية احتياجاتنا كطهو الطعام, وتسخين الماء, وكذا خلق طاقة نظيفة.
* غياب التيار الكهربائي الرسمي وانقطاع “الغاز المنزلي” من فترة إلى أخرى, وارتفاع أسعارها, جعلت اليمنيين يعانون كثيراً في قضاء حاجاتهم الضرورية, لا سيما في تجهيز وطهو الطعام.. وهو الأمر الذي دفع بمهندسيها وعباقرتها إلى البحث عن بدائل وعبر الطبيعة, كالطاقة الشمسية.
“الثورة” خلال زيارتها للمعرض الأول للطاقة الشمسية الذي أقيم الأسبوع الماضي بجامعة صنعاء, كان هناك جمع من زائري المعرض يتأملون في ابتكارات عديدة, للمهندس صالح عصبة, أبرزها “العدسة المائية” التي نستعرض معه في هذه الحلقة مكوناتها وتكلفتها وتفاصيل عديدة عنها.
يؤكد المهندس عصبة أنه يعمل في مجال الطاقة الخضراء ولديه أكثر من اختراع, كنموذج السخانات الشمسية والعدسة المائية.. ويشير إلى أن “معرض الطاقة الشمسية كان فرصة لتنصيب هذه العدسة وإظهارها للمجتمع من خلال زوار المعرض”.
يوضح عصبه أن ” إيصال رسالة للجميع, ومن خلال (العدسة المائية) بأنه بإمكاننا استغلال الطاقة الشمس بأشياء بسيطة وخلق طاقة نظيفة يمكن أن يستغلها الإنسان ويستعملها في عدة مجالات في حياته اليومية كالطباخة وتسخين المياه.. وكلاً حسب قدرته الإبداعية التي تقوده لخلق أفكار جديدة”.
وعن فكرة العدسة المائية يقول المهندس عصبة: “فكرة العدسة المائية موجودة في الدول المتقدمة علمياً ولم تدخل إلى الدول المتأخرة علمياً كالدول العربية, وهذه أول مرة يتم فيها تصميم وبناء مثل هذه الابتكار العلمي الحديث كون هيكل حامل العدسة المائية فريد من نوعه ولا يوجد تصميم في العالم مشابه له وكنت موفقاً من الله بتصميمه، وأتمنى من الجهات المعنية بتسجيل هيكل حامل هذه العدسة المائية كبراءة اختراع للحفاظ على حقوقي الفكرية “.
تتكون العدسة المائية من مكونات بسيطة تنحصر في “بلاستيك شفاف سماكة 30 ماكرو وبرواز لتثبيت البلاستيك وحامل مكون من أربعة أركان يوضع العدسة عليه وماء نظيف غير راكد”.
كيفية تعمل العدسة المائية يقول المخترع عصبة ” تعمل العدسة المائية على جمع وتركيز ضوء الشمس في بؤرة العدسة مما يحدث توهج كبير وحرارة شديدة تشع من البؤرة وتسقط إلى الأسفل, حيث يتواجد الشيء الذي تريد أنت تسخينه”.
وعن دور الجهات المعنية في تبني هذا العمل أو الابتكار, يعتقد المهندس صالح عصبة أن “أغلب الجهات المعنية كانت حاضرة في المعرض وعندها فكرة كاملة عن هذه العمل العلمي الكبير وأتمنى منهم التفاعل بجديه واستغلالهم الطاقة الموجودة في هذه العدسة المائية وعمل خطط لتطويرها كونها تمثل مصدر طاقة”.
يصف عصبة تفاعل الجمهور مع العدسة المائية بـ “كبير جداً” حتى أنهم كانوا يطلقون عليه جوهرة معرض الطاقة, وهم في غاية السرور حد قوله.
يمكنا استخدام هذه العدسة في عدة مجالات كـالطباخة وتسخين المياه وكلاً حسب قدرته الإبداعية التي تقوده لخلق أفكار جديدة باستغلال هذه العدسة, وفي مجالات عدة لاستخدامها.. وتتراوح تكاليفها من ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف ريال.
هؤلاء المبتكرون والمخترعون هم الشعلة المضيئة لهذا الوطن ومستقبله.. وهم الطريق والخط الذي يقودنا نحو العالم المتقدم والحديث, ما يتطلب من الجهات الرسمية الاهتمام بهم, وتبني اختراعاتهم وتسجيلها بأسماء مبتكريها حفاظاً على استنساخها أو سرقتها.