يحيى دبوق*
كيف يمكن لإسرائيل أن تساعد السعودية في حربها على اليمن بالتزامن مع إخفاقات الرياض؟ سؤال لا يثير الدهشة في إسرائيل، مع تنامي العلاقات بين الجانبين، وفقاً لما كشفته التقارير العبرية المنشورة أخيراً، وفي ظل الدعوة الصادرة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى ضرورة إخراج العلاقات مع دول «الاعتدال العربي» من الغرف المغلقة إلى العلن.
بالأمس القريب، كشفت وسائل الإعلام العبرية عن التطور المتنامي للعلاقات مع السعودية وعن زيارة وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى الرياض. الكشف الذي جاء بعد مصادقة الرقابة العسكرية عليه من دون نشر التفاصيل، ليس مستبعداً أنه استكمال لزيارات سابقة، بحسب ما أشارت إليه القناة العاشرة العبرية، لدفع العلاقات قدماً بين الجانبين، والبحث في «المصالح المشتركة» والعمل البينيّ ضد «الأعداء المشتركين».
اليمن والحرب السعودية على اليمنيين، هما إحدى القضايا المشتركة التي يمكن لإسرائيل أن تساعد السعودية فيها، خصوصاً في ظل إخفاقاتها وتعذر تحقيقها نتائج في الميدان اليمني. هذه هي خلاصة المقاربة الصادرة عن الباحث الاسرائيلي في معهد واشنطن، نداف بوليك، كما وردت أمس الأول في صحيفة «يديعوت أحرونوت». بوليك أكد أن مجال المساعدة «قائم بالفعل»، «على خلفية الخبرة الإسرائيلية الواسعة في حربها ضد حزب الله وحركة حماس». وبحسب بوليك، ترمي هذه المساعدة إلى «تمكين السعودية من الدفاع عن حدودها في وجه الحوثيين، وبإمكانها الاستعانة بإسرائيل».
ويشير الباحث إلى أن التدخل العسكري السعودي في اليمن الذي أُنفقت عليه أموال طائلة، «تسبب بخسائر فادحة جداً في صفوف السعوديين، رغم أن هذه الخسائر لا تحظى بتغطية إعلامية بارزة». وقال: إن «معظم هذه الخسائر لحقت بالسعوديين على الحدود مع اليمن، وهي تحدّيات غير مسبوقة على هذه الجبهة، إلا أن إسرائيل تحديداً، الشريكة غير التقليدية، يمكن لها أن تمد يد العون في مواجهة هذه التحديات».
بإمكان إسرائيل، بحسب الباحث الإسرائيلي، أن تزوّد الجيش بخبراتها المتراكمة عبر السنين في حربها المتواصلة مع حركة حماس وحزب الله: تكتيكات التصدي لعمليات التسلل عبر الحدود؛ مواجهة الكمائن المضادة للدروع؛ وسائل تكنولوجية وخبرات مواجهة التهديد الصاروخي على أنواعه، وهي خبرات يمكن أن تتشاركها مع السعوديين.
ويرى الباحث أن المساعدة الإسرائيلية للسعودية في حربها على اليمن من شأنها أن تعود بفائدة كبيرة على إسرائيل؛ فـ«التعاون بين إسرائيل والسعودية في مجال القتال البري، والحماية الفعالة ضد الهجمات، سيعززان مستوى التعاون بين الجانبين، ويشكلان منصة لتعاون مستقبلي في مجالات أخرى، أحدها العمل المشترك على إحباط عمليات تهريب أسلحة إيرانية عبر البحر الأحمر إلى حزب الله، أو التعاون الاستخباري لمواجهة نشاطات فيلق القدس وحزب الله في المنطقة عموماً».
أما في المجال الاستراتيجي، فيؤكد الباحث أن للتعاون العسكري في اليمن فائدة أخرى ترتد إيجاباً على المصلحة الإسرائيلية في الساحة السورية، خصوصاً مع تزايد التدخل السعودي في سوريا، مشدداً على أن «إسرائيل التي تملك تأثيراً محدوداً على طاولة المفاوضات إزاء سوريا الجديدة، بإمكانها أن تستغل علاقات أفضل مع السعودية، كي تكون شريكة في صوغ المستقبل السوري».
إلا أن الباحث يضع في مقابل ذلك شرطاً لازماً لتحقيق المصلحة الإسرائيلية. ويشير إلى أن من الأفضل ألا تتدخل إسرائيل في الحرب اليمنية إلى جانب السعودية، بشكل علني، ذلك أن «الانتقاد الدولي للرياض حول الحرب في اليمن آخذ في الازدياد، ويفضّل ألا تضع إسرائيل نفسها في ركب السعودية في هذا المجال».
نقلاً عن “الأخبار اللبنانية”
Next Post