الخليج والمقاومة والصمت العربي الرسمي ..؟!!
طه العامري
أن تتخذ دول ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي قراراً ضد (حزب الله) واعتباره ” منظمة إرهابية ” فهذا فعل ليس غريبا على هذه الأنظمة التي تؤدي دوراً عضوياً في خدمة ” الكيان الصهيوني ” منذ نشأت هذه الأنظمة , الغريب في الأمر هو أن تحذوا بعض الأنظمة العربية حذو دول الخليج حرصا على ما تجود به هذه الأنظمة من فتات المساعدات لهذه الأنظمة التي تختلف في رؤيتها وقناعتها مع أنظمة الخليج حول الكثير من القضايا ومنها الموقف من حزب الله ومن العدوان على اليمن ومن دور دول الخليج في سورية والتآمر على الأمة وقدراتها كدور دول الخليج فيما يسمى ب ( الربيع العربي) وهو دور قذر ومستهجن لأنظمة ثيوقراطية متخلفة تمول ” ثورات للحرية والديمقراطية ” فيما هي تعيش في كنف أنظمة مستبدة كهنوتية ومتخلفة رغم بهرجة المال الذي جادت به حقول النفط المنهوب من شعوب هذه الأنظمة التي تمارس كل صنوف القهر والاستبداد بحق شعوبها وبحق المقيمين فيها كنظام آل سعود الوهابي المتخلف والديكتاتوري المستبد, هذا النظام الذي سخر أموال نجد والحجاز لتدمير الأمة وقدراتها منذ تم اكتشاف النفط في نجد والحجاز , وكانت فلسطين أول الضحايا بأرضها وإنسانها , التي تنازل بها آل سعود لبريطانيا تمنحها بحسب الوثيقة ” لإخواننا اليهود أو من تراه بريطانيا , متعهد أن لا يخرج آل سعود عن طاعة بريطانيا حتى تصبح الساعة ” كما جاءا في الوثيقة التي منحها آل سعود ” للسير كوكس” وهو مسئول بريطاني رفيع يومها , ثم جاءت مصر عبدالناصر بمشروعها القومي الوحدوي الثوري التحرري فتم ضرب هذا المشروع العام 1967م عن طريق الصهاينة وبتمويل ” النظام السعودي” الذي تعهد يومها للرئيس الأمريكي بدفع تكاليف عدوان 67م على مصر وسوريا وفلسطين , النظام الوهابي في نجد والحجاز وجوقة ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي جاء قرارهم الأخير ضد حزب الله بعد زيارة للرياض قام بها وفد صهيوني رفيع مؤخرا فكان القرار والموقف الخليجي تلبية للرغبة الصهيونية وخدمة لهذا الكيان الغاصب الذي يرى في حزب الله القدرة والقوة والنهاية الحتمية التي يتوقعها الصهاينة لكيانهم على يد هذا الحزب العربي المقاوم الذي شكل بوجوده الظاهرة الإيجابية النبيلة الوحيدة في خارطة الأمة والذي بدد بمقاومته وثقافة المقاومة وقدرته التأثيرية على الوعي الجمعي العربي قتامة الليل العربي وهزائمه وأنار للأمة طريقا للكرامة والعزة والسيادة.. حزب الله هو الحقيقة الوحيدة في مسارنا الحضاري القومي , وهو ليس حزبا ” للشيعة ” بل حزبا عربيا مقاوما, وأن افترضنا جدلا إنه حزب ” الشيعة ” كما يزعم آل سعود وأسيادهم , فكل عربي حر يفتخر ويتفاخر بهذا الحزب , وأن كان حزبا للشيعة فلنكن كلنا شيعة طالما وهذا الحزب يوجه بندقيته نحو الكيان الصهيوني وهو عدونا التاريخي , أن حزبا شيعيا كحزب الله هو أشرف وأطهر وأنبل من كل أنظمة الانبطاح ” السنية ” وفي مقدمتها كل أنظمة الخليج التي ما انتصرت يوما للقضايا العربية لكنها تنتصر دائما للصهاينة وللمحاور الاستعمارية ..!!