خيران المحرق.. عام كامل من المعاناة والموت البطيء

غياب الدور الرسمي والمنظمات الدولية فاقم معاناة النازحين في حجة

 
حجة/ خالد مسعد

أيام قلائل ويسدل الستار على عام كاملٍ منذ بداية العدوان السعودي الغاشم على بلادنا.. تعرض فيه الشعب اليمني لأبشع انواع القتل والتنكيل والتجويع والتدمير لكل مقدراته.
محافظة حجة واحدة من المحافظات التي اكتوت بنار هذا العدوان ،وخاصة مديرياتها الحدودية التي شرد الآلاف من مواطنيها الى العراء يلتحفون السماء ،بعد أن غادروا مناطقهم قسراً إلى مناطق مستقرة نوعاً مآ.
نصف مليون نازح
ووفقاً للوحدة التنفيذية بالمحافظة ،فهناك نصف مليون نازح داخل مديريات المحافظة وخاصة في مخيمات مديريتي عبس وخيران المحرق..
يعيش هذا العدد الكبير لنازحي حجة ،وضعاً انسانياً كارثياً ،في ظل صمت مطبق من قبل المنظمات المحلية والاجنبية ،فيما السلطة المحلية بالمحافظة أكتفت بإعلان خمس مديريات هي عبس وحرض وميدي وبكيل المير وخيران المحرق كمديريات منكوبة…
هناك مديريات مثل عبس وميدي وحيران تدخلت فيها بعض المنظمات تدخلاً خجولاً،لم يستفد من هذا التدخل سوى 20 % وحتى تدخلاتهم لاتلبي متطلبات نازحي هذه المناطق المتعلقة بالمأكل والمشرب والدواء والإيواء ،حيث أقتصر تدخلها بتوزيع الحقائب الصحية المتمثلة في المنشفات والصابون ،باستثناء مايحصلون عليه من مساعدات شبه شهرية من قبل منظمة الغذاء العالمي التي تشهد آلية الصرف من قبل شريكها جمعية التكافل غياب الشفافية والوضوح وفقاً للنازحين أنفسهم.
هذا مايخص المديريات المستهدفة ،لكن هناك مديرية لم يستفد نازحوها من اي مساعدات طيلة الشهور الماضية ولم تصلها اي منظمة كماهو حال مديرية “خيران المحرق “التي لم يستفد النازحون فيها من اي مساعدات من قبل المنظمات التي تعمل في محافظة حجة.باستثناء منظمةكي التي لم تقدم شياً للنازحين في هذه المديريةً.
خيران المحرق
معاناة النازحين لاتنتهي ففي مديرية “خيران المحرق ” ،والتي تقع في الشمال الشرقي لمحافظة حجة ، ووفقاً للوحدة التنفيذية بالمحافظة يتواجد داخل هذه المديرية نحو خمسة الف أسرة نازحة ،أغلبهم قادمون من محافظة صعدة و مديرتي حرض وعبس بحجة. ويعيشون وضعاً كارثياً مؤلماً ،عوضاً عن التهميش من ،دون معرفة الأسباب..
يتحدث لـ”الثورة”: سامي الخميسي طالب جامعي في كلية المجتمع بعبس ،وأحد النازحين القادمين من مديرية حرض الى هذه المديرية قائلاً : مديرية خيران المحرق بالكاد تكون المديرية الوحيدة في محافظه حجة التي لم يستلم نازحوها إي شيئ من ماتقدمه المنظمات للنازحين منذ بداية العدوان على بلادنا ،وبرغم أن النازحين هنا يصارعون الموت من أجل البقاء في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الوطن.. بعدما عشش الجوع والمرض فيهم ،فضلاً عن الاوضاع النفسية التي يعيشونها بسبب الغارات التي شنها العدوان السعودي سوء في حرض عندما كانوا هناك قبل النزوح اوبعد النزوح هنا في مديرية المحرق.
وتابع الخميسي حديثه لـ”الثورة”: الكلمات كثيرة للتعبير عن كل نازح بحد ذاته لكن كلمة “مأساة” أظن أنها تحاكي الحالة التي يعيشها النازحون في مديرية خيران المحرق.
واشار الخميسي إلى أن ما يثير الدهشة والتساؤلات لدينا كنازحين هنا ، إن كل المديريات المجاورة أستلم أغلب نازحيها مستحقاتهم من المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات، إلا مديرية خيران المحرق ولاندري لماذا بالتحديد ولم تصل فيها اي منظمة.
مؤكداً انهم لم يجدوا أي جواباً كافياً وشافياً خلال العام منذ بداية النزوح ،، من قبل الجهات المعنيه في هذه المديريه رغم ان عدد النازحين لا يستهان به في خيران المحرق..
وأختتم الخميسي حديثه لـ ” الثورة ” مناشداً كل صناع القرار داخل المحافظة بأن يتقوا الله في النازحين في مديرية “خيران المحرق”
4700 أسرة نازحة في خيران المحرق
من جانبه أوضح لـ “الثورة” حاشد المحمري مدير مركز المعلومات في الوحدة التنفيذية بالمحافظة ،بأن مديرية خيران المحرق هي من المديريات التي لم تستهدف من قبل أي منظمة، باستثناء مبالغ نقدية مقدمة من اوكسفام استفاد منها فقط ثلاثمائة “300” أسرة نازحة من أصل 4700 أسرة نازحة وفقاً لقاعدة البيانات التي زودتنا بها السلطة المحلية في هذه المديرية.
وكشف المحمري،ان الوحدة التنفيذية قدمت دراسات خاصة عن هذه المديريات للمنظمات أوضحت فيها مدى الاحتياج الكبير والملح لنازحي هذه المديرية ،مؤكداً ان برنامج الغذاء العالمي سوف يستهدف هذه المديرية خلال الشهر القادم.
خلافات في السلطة المحلية
بدوره أرجع محمد القاضي، وكيل محافظة حجة لشؤون التخطيط ومنظمات المجتمع المدني ،سبب حرمان هذه المديرية من المساعدات ،إلى الخلافات بين المجتمع وبين السلطة المحلية بالمديرية ،والذي تسبب في عدم تجهيز قاعدة بيانات بالنازحين والمجتمع المضيف.
وقال القاضي في تصريح خاص لـ”الثورة”: نحن كقيادة سلطة محلية بالمحافظة عالجنا مشكلة الفجوة بين المجتمع والمجلس المحلي في خيران المحرق ، ومتواصلين مع جميع المنظمات العاملة في المحافظة بمافيهم الغذاء العالمي من أجل استهداف هذه المديرية وهناك تجاوب كبير وان شاء لله سيتم استهدافهم خلال هذا الشهر.
محلي خيران المحرق وتخطيط المحافظة والوحدة التنفيذية هم السبب
من جهة آخرى كشف مصدر محلي في مديرية” خيران المحرق” تحتفظ الصحيفة بأسمه بناء على طلبه،، عن الجهات المتسببه في حرمان النازحين والمجتمع المضيف من المساعدات الغدائية خلال العام كاملاً، وتتمثل في المجلس المحلي بالمديرية ومكتب التخطيط بالمحافظة وكذلك الوحدة التفيذية بالمحافظة،وذلك لعدم استطاعتهم تحديد رقم واحد كقاعدة بيانات لحصر النازحين والمجتمع المضيف ،حتى يتسنى للمنظمات التعامل مع قاعدة البيانات،مثل بقية المديريات.
واضاف ،المصدر ان قاعدة البيانات لهؤلاء النازحين لم ترفع للوحدة التنفيذية إلا في الشهور الأخيرة، وهذا ماأكدته الوحدة التنفيذية بالمحافظة.
الثورة ،حاولت الجلوس مع مدير المديرية لمعرفة السبب وراء حرمان هذه المديرية من المساعدات الانسانية ولتوضيح ذلك، لكن للاسف لم نتمكن من ذلك، ولم نتمكن أيضاً من التواصل معه هاتفياً.
عدم الإكتراث لمعاناة الغلابة الذين شردهم عدوان همجي مجرد من كل القيم الانسانية والاخلاقية أمر غير مألوف، كما هو حال نازحي مديرية “خيران المحرق” التي سبق أن اعلنت نفيرها العام ضد العدوان وأكد أبناؤها الوقوف على مسافة قريبة من الجيش واللجان ،وهاهي اليوم تحتضن المريض الذي انقطع عنه دواء الانسولين والضغط وأصبح مهدداً بالموت في اي لحظة، والطفل الذي أوقف عن دراسته بعد النزوح بسبب عدم وجود شنطة مدرسية ومسلتزمات تعليمية.
فضلاً عن الطفل الذي قتلته الانيميا بصمت و عيون والديه تراقبه عاجزة عن انقاذه في “خيران المحرق” المديرية التي تتعرض لغارات عدوانية باستمرار، يتواجد الطفل الذي يعاني من سوء التغذية الحاد “الوخيم” والملاريا تغتال العامة من دون رحمة.
و العجوز تحتاج الى رعاية واهتمام كحق من حقوق الانسانية في هذه المديرية المنسية ، يفتقد الكثيرون لمنزل يأوون أطفالهم من البرد والمطر.
في هذه المديرية التي رفدت الجبهات بالمقاتلين دفاعاً عن تراب هذا الوطن ،فيها كل الطرق تؤدي إلى إغاثة نازح… إلى أنقاذ جائع يصارع الموت من الجوع… إلى كبسولة دواء لمريض غير قادر على توفيرها..
بحق الإنسانية،،ارحموا نازحي مديرية “خيران المحرق”، فوضعهم الإنساني لا يستطيع أحد نقله بصورة كاملة توضح حجمه ،فماوصل إليه الجانب الإنساني من ترد وانحدار تجاوز الحد الكارثي..
إنها صرخة رجاء في سماء انسانيتكم هكذا هو لسان حال كل نازح في هذه المديرية المنكوبة لكل ذي عقل لبيب!

قد يعجبك ايضا