إرهابيون بزي عسكري يقتلون 12 مسناًو4 طبيبات

*دار المسنين في عدن.. مسرح جديد لدموية مليشيات الرياض وهادي
تقرير / محمد الفائق

جريمة جديدة يندى لها الجبين .. أبطالها أدوات العدوان ومرتزقته من الجماعات التخريبية والإرهابية.. لم يكن مسرح الجريمة في جبهات القتال فكانت وجهة تلك العناصر هي دار المسنين والعجزة الواقع في حي الشهيد عبدالقوي بمنطقة الشيخ عثمان محافظة عدن.
ارتدت تلك العناصر الإرهابية الزي العسكري مدججين بأسلحة خفيفة ومتوسطة.. وانتشر بعضهم في باحة الدار فيما أربعة آخرون توجهوا إلى الباب الرئيسي للمبنى فطرقوا الباب وباشروا الحارس على الفور بإطلاق الرصاص وفقاً لعاملة النظافة في دار المسنين وإحدى الناجين من الجريمة، والتي تضيف أيضاً أنها سمعت إطلاق رصاص بشكل كثيف داخل الدار، ثم رأت عدداً من الموظفين بالدار يخرجون إلى الباحة وهم مكتوفو الأيدي إلى الخلف إلى جانب الموظفات الهنديات وخلفهم مسلحان وقاما على الفور بإطلاق الرصاص عليهم دون رحمة وهم ممددون على الأرض.
غادر المسلحون المبنى بعد ارتكابهم الجريمة وقاموا بإغلاق الأبواب وراءهم، كما تقول فطوم عاملة النظافة وهي تراقب المشهد من إحدى زوايا باحة الدار، فيما الحاج عبدالرحمن، وهو أحد النزلاء في الدار (80سنة) أنهى صلاة الجمعة في المسجد المجاور للدار.. وتوجه إلى الدار كما هي عادته، دخل إلى الباحة ورأى الموظفين قتلى، وعددهم 8 ، ودخل مسرعاً إلى المبنى ووجد آخرين أزهقت أرواحهم والدماء تسيل على الغرف وصالات المبنى.
ويقول الحاج عبدالرحمن أن الموظفين التابعين للدار والذين يعملون في الفترتين المسائية والصباحية قتلوا جميعاً بما فيهم العاملات الهنديات .. مشيراً إلى أن عدداً من زملائه النزلاء قتلوا أيضاً، وأن نحو 120 آخرين نجوا من هذه الجريمة بأعجوبة وهو واحد من الناجين.
وحسب المصادر الطبية فإن 16 شخصاً بينهم أربع ممرضات هنديات الجنسية قتلوا وأن العدد مرشح للزيادة، نظراً للإصابات الخطيرة التي تعرض لها النزلاء في الدار.
وتعد هذه الجريمة المؤلمة امتداداً لحال الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه محافظة عدن بعد سيطرة الجماعات الإرهابية على مناطق عدة في المحافظة، إلى جانب فتاوى التحريض والعنف والتكفير التي تشنها هذه الجماعات وعناصرها سواءً على منابر المساجد أو على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ضمنها حملة التحريض على دار المسنين في عدن والذي يحوي -حسب قولهم- ومنشوراتهم في صفحات الفيسبوك راهبات يقمن بالتنصير أو التبشير ويقمن بمنع النزلاء من الصلاة وهو ما نفاه نفياً قاطعا الناشط الحقوقي عمر فاشاش، مؤكداً أنه قام وعدد من الناشطين وممثلي المنظمات المدنية قبل شهر بزيارة الدار للتأكد من صحة هذه الشائعات مشيراً إلى أنه وجد عكس تلك الأقاويل وأن النزلاء يتمتعون بكافة حقوقهم ويقيمون الصلاة بل ويذهبون إلى المسجد المجاور للدار وتسمح لهم مديرة الدار بالخروج كل خميس لشراء القات، لافتاً إلى أنه خرج بانطباع جيد عن الدار وكادره وموظفيه وأن تلك الشائعات ليست سوى أدوات ووسائل تحريضية في محاولة لسيطرة جماعات الإخوان على الدار واستثماره لصالحهم ولكن الكارثة أن ينتج هذا التحريض لمثل هذه الجريمة المؤلمة والتي تؤكد بشاعة الفاعل وتجرده من كل القيم الإنسانية.
دار المسنين والعجزة شيّد في العام 1906م ويعتبر ثمرة جهود الهيئة الشعبية لرعاية المسنين, والتي تأسست في العام نفسه, ويحتضن نحو 150 نزيلاً إلى جانب 25 كادراً وظيفياً وأربع مربيات هنديات, ويشرف عليه مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة عدن, ويعد المركز أو الدار الوحيد في المحافظة, وله بصمات إنسانية جسدت على الواقع وحظيت بإشادة الكثير من المسؤولين والمواطنين, إلى جانب إشادة المواطنين القاطنين بجوار الدار, والذين يؤكدون وجود معاملة حسنة داخل الدار وخدمات جيدة تقدم للنزلاء، وفقاً للنزلاء أنفسهم, الذين يلتقون بين الحين والآخر بالساكنين إلى جوارهم.
وليس بغريب أن تقوم تلك الجماعات الإرهابية بمثل هذه الأعمال الجبانة بحق العجزة والمسنين, فقد سبق وأن استهدفوا المساجد والقباب, وسبق أيضاً أن استهدف راعيهم الأول مركز المكفوفين في العاصمة صنعاء بغارات وحشية
ومساء أمس قال مسؤول هندي أن بلاده ستحقق في مقتل الممرضات الهنديات الأربع في الهجوم البشع الذي تعرض له دار المسنين في عدن.
ونقلت جريدة ديكان كرونيكل الهندية عن المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية فيكاس سوارب قوله ” لقد رأينا التقارير ونحاول التأكد من التفاصيل.

قد يعجبك ايضا