العدو السعودي
حمدي دوبلة
مع الاحترام الكبير لتلك الآراء والتحليلات التي ترى بأن العدوان الغاشم والمتواصل على اليمن منذ نحو عام كامل إنما هو امريكي القرار والأهداف والتوجهات وان دول تحالف العدوان بقيادة السعودية ليس سوى أدوات رخيصة وشيكات دفع ليس أكثر.
قد يكون أصحاب هذا الرأي من السياسيين والمحللين والأكاديميين على صواب غير ان السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني المكلوم لا يبصر بعينيه الشاخصتين إلاً عدوا بارزا وقد يكون الأوحد في هذا المسلسل الاجرامي المستمر على أرض وفي سماء هذا البلد المثخن بالجراح.
ومن غير النظام السعودي قد يكون ذلك العدو المبين وقد فتح خزائن أمواله لتأليب المشرق والمغرب على اليمن واليمنيين لقتلهم وتدمير مقومات حياتهم وضرب حاضرهم ومستقبل أطفالهم؟
أليس هذا النظام من جمع أوباش الناس ومرتزقة الدنيا وجاء بهم إلى ديارنا للعبث فيها وممارسة القتل وكل أنواع البطش والتنكيل بأبنائها من النساء والأطفال والرجال والشيوخ واستهداف البشر والشجر والحجر وكل شئ جميل في بلادنا؟
من سواها جارة السوء والفحشاء من تنًكر للجوار وراح يقطع كل أواصر القربى والنسب ليصب أحقاد وضغائن السنين على جيرانه المسالمين الفقراء ..ومن غير هذه الفاحشة الثراء من سلًطت علماء ومشائخ الريال والدولار لاصدار الفتاوى الشرعية بتكفيرنا و”تمجيسنا” وإخراجنا من الملة المحمدية من أجل إشباع نزعاتها الشريرة في استباحة دماء وأموال جيرانها ومصادرة حقهم في الحياة.
السعودية وليس غيرها من يقتلنا اليوم مرتين تارة بقنابل وقذائف أحقادها وتارة بحصارها الجائر وتضييق الخناق على معيشتنا وحياتنا وهي دون سواها مَن تحتل أراضينا وهي من جعلت من أراضيها مُنطَلقا لكل قاتل مأجور وكل قزم متطاول في المنطقة والعالم لقتل وتشريد ابناء اليمن والعبث بوسائل ومقومات عيشهم.
وحده نظام أسرة سعود من أوغر صدور أبناء نجد والحجاز والمترفين من شعوب دويلات النفط في شبه جزيرة العرب وملأوها حقدا وبغضاً على أشقائهم في بلاد الايمان والحكمة.
نعم لقد اشترك العالم كله عربه وعجمه إلاَّ ما رحم ربي في جريمة إبادة الشعب اليمني ولكن مرًدُ ذلك إلى المال السعودي وبريقه الأخًاذ الذي أعمى الأبصار وأخرس الألسن عن رؤية أو نقد هذه الجريمة المستمرة والمتفاقمة بحق هذا الشعب الذي لا يستطيع بطبيعة الحال أن يخوض حربا ضد الدنيا أو أن يقتص منفردا من هذا العالم لكنه على يقين تام بعدوِهِ الأول وغريمه اللدود.
ستبقى هذه الحقيقة الساطعة وهذا اليقين المبين راسخا في عقول وقلوب اليمنيين جيلا بعد جيل وسيظل “رد الدين” بأحسن منه أمانة في أعناق شعبٍ عرف عبر العصور بأنه ذو قوة وبأس شديد.. وسيبقى “النظام السعودي” بما اقترفته يداه الآثمتان من جرائم ومجازر مروعة بحق الأبرياء والمستضعفين في بلادنا العدو الأزلي إلى أن يشاء الله وحتى “يحكم الله بيننا وبينهم بالحق وهو خير الحاكمين”.