“صنعاء بعيدة”..

عبدالمجيد التركي

دائماً تأتي السخرية من رحم الألم، وليس هناك كاتب ساخر إلا وهو يعاني أكثر من غيره، حتى وإن ظنه الناس خالياً من الهمّ بسبب سخريته.. كذلك تخلِّف الحروب مئات النكات والأغاني والأناشيد.. ومن أطرف ما سمعته هذا الأسبوع وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي نكتة طريفة تقول: أنفقت الصين 270 مليون دولار لتصل إلى كوكب المريخ، والسعودية أنفقت 200 مليار دولار لتصل إلى صنعاء ولم تصل بعد، وبالتأكيد أنها لن تصل، لأن صنعاء بعيدة.. بعيدة جداً، أبعد من المريخ الذي وصلت إليه الصين بأقل تكلفة.. وكما يقول المنشد عيسى الليث: صنعاء بعيدة، قولوا له الرياض أقرب.
بالتأكيد الرياض أقرب، فرغم إمكانات السعودية وترسانتها الهائلة من الأسلحة إلا أنها لم تستطع أن تسيطر على كيلو واحد، بينما جيشنا ومجاهدونا قد بسطوا نفوذهم على مدينة الربوعة وأسقطوها منذ عدة شهور، والمفارقة الأسطورية أنهم دخلوها مشياً على أقدامهم، وأسقطوها ببنادقهم الشخصية، وحوَّلوها إلى مقبرة لدبابات الإبرامز وعربات البرادلي وأطقم الجيش السعودي، ورفعوا فوق تبابها علم الجمهورية اليمنية، ليعرف المعتدي أننا هنا، وأننا أصبحنا في عقر داره، وأننا دخلنا مشياً على أقدامنا، بعد أن فشل آل سعود في إسقاط صنعاء رغم القنابل النتروجينية والفراغية والصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، التي لم تتوقف منذ أحد عشر شهراً، ولم يحققوا سوى الخزي والعار، وملء قلوبنا بالحقد تجاههم، والإصرار اليمني على الأخذ بالثأر، لأننا لا ننسى ثاراتنا، ولا نبيع دماءنا، ولا نقبل بإعادة الإعمار والاعتذار، فقط، كما يفعل البعض.
منذ أشهر وهم يروِّجون أنهم قريبون من صنعاء، لكن صنعاء “بعيدة على أبوهم”، لأنها صنعاء المحروسة بجبالها ورجالها وحقيقتها.

Magid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا