صحفيو حضرموت في مرمى نيران تنظيم القاعدة

خاص
يعيش الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام وكذلك النشطاء الحقوقيون في مدن ساحل حضرموت حالة من القلق والخوف مع تواصل حملات الاعتقال والإخفاء القسري التي يتعرضون لها علي أيدي مسلحي تنظيم القاعدة الذي يفرض سيطرته على الساحل منذ مطلع ابريل العام الماضي، وما تلاه من انهيار لمؤسسات الدولة.
وزادت حدة القلق مع قيام مسلحي القاعدة خلال الأيام الماضية باختطاف عدد من الصحفيين والنشطاء الحقوقيين كان أخرها تلك التي تعرض لها المصور الصحفي عبدالله ناصر السييلي مصور صحيفة الشرق الأوسط،  والناشط الحقوقي فادي الصيعري رئيس مؤسسة مرصد حضرموت لحقوق الإنسان، والذي تم اختطافه من منزله في ساعة متأخرة من ليلة الأمس. حيث أشارت مصادر حقوقية لـ(الثورة) أن قوة مداهمة أمنية تتبع تنظيم القاعدة داهمت منزل الناشط الحقوقي فادي الصيعري، وقامت باختطافه والبدء في التحقيق معه حول النشاط الحقوقي الذي يقوم به مرصد حضرموت لحقوق الإنسان.
والصحفي السييلي والذي تم اختطافه من أحدى المقاهي الشعبية الواقعة على خور المكلا، هو الصحفي الثالث الذي يتم اختطافه من قبل مسلحي القاعدة في المكلا، في الوقت الذي اضطر فيه العديد من الصحفيين إلى ترك منازلهم والفرار صوب محافظات أخرى. أو المغادرة إلى خارج البلاد للهرب من بطش القاعدة.
وبحسب مصدر نقابي في فرع نقابة الصحفيين في حضرموت فإن الوسط الصحفي والإعلامي بالمكلا يعاني من مخاطر جمة جراء تزايد المضايقات التي يتعرضون لها من قبل مسلحي القاعدة.  وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته خشية أن يتعرض لعمل انتقامي من قبل متطرفي القاعدة أن النقابة رصدت العشرات من الانتهاكات والجرائم التي قامت بها القاعدة خلال الأشهر الماضية، ومن بينها اختطاف الصحفيين أمير باعويضان ومحمد المقري، وهو مراسل قناة اليمن اليوم في المكلا. واللذين لايزال مصيرهما مجهولاً منذ اختطفهما التنظيم عقب تغطيتهما لتظاهرة شعبية شهدتها المدينة منددة بتواجد القاعدة في منتصف شهر أكتوبر العام الماضي.
مُشيراً إلى أن بعض الصحفيين اضطروا إلى ترك الكتابة رغم أنها مصدر الدخل الوحيد لهم ولأطفالهم جراء التهديدات التي تصلهم من القاعدة.  وهو ما أكده الصحفي (س. ب) والذي أشار في حديثه مع (الثورة )  أنه اضطر إلى تعليق نشاطه والتوقف عن الكتابة بعد أن تلقى عدداً من التهديدات قائلاً ” لم أهتم بتلك التهديدات في البداية، لكني ومع تزايد التهديدات وجدت نفسي مجبراً على التوقف، خصوصاً بعد أن جاء مسلحو القاعدة إلى منزلي وهددوني والموت أن لم أتوقف”.
ودفعت هذه التهديدات والمضايقات بالعديد من وسائل الإعلام المحلية في حضرموت إلى إغلاق أبوابها، ومن بينها إذاعة المكلا الحكومية والتي لاتزال متوقفة منذ أن أقدم مسلحي القاعدة على نهبها وأحراق مكتبتها التاريخية التي يعود عمرها لنحو نصف قرن. والأمر مُشابه بالنسبة لمؤسسة 30 نوفمبر للطباعة والنشر والتي كانت تصدر عنها صحيفة 30 نوفمبر الرسمية. وكانت نقابة الصحفيين قد أدانة تلك الوقائع واصفة إياها بالسابقة الخطيرة التي تهدف إلى إسكات وتغييب صوت حضرموت العقلاني والمتزن.

قد يعجبك ايضا