لم أعد أدري …
ن …………والقلم
لا تطلبوا مني ما هو أكبر من قدرتي , فإن تفتح عينيك صباحا على أشلاء البشر , فيلزمك رأس من حديد , وقلب من غبار !!! , فإن بكيت فإن دموع الدنيا كلها لن تكفيك , وأن استحضرت الحزن , فلا يكفيك مشاعر كل الثكالى والأمهات في هذا الكون كله . يلزمنا في هذه اللحظة جديد من التدبر والتفكر والتأمل , ولكن إلى لا شيء , لأن لا شيء سوى العدم يستولي على لحظتك , لأن بشرا فقدوا عقولهم , وصرت لا تدري ماذا يريدون , وإلى أي أفق يشيرون !!! , وحتى الأفق اكتشفت صبح أمس إنه غادر الجهات الأربع , فقد قرر أن الراهن أكبر من أن يتحمله , وأن العقل هو الآخر غادر , فلم يعد أمامه إلا أن يغادر وإلى غير رجعه . نحن نتألم , نحن نتوجع حتى وصل الوجع إلى نهايات المدى , لنجد أن المدى صار هلاميا إلى درجة انك لا تدري ماذا تفعل حيال ذلك الذي يسمونه عقلا , تدبرا , تأملا , كلام غير مفهوم , حتى لتتمنى أن تغادر إلى مرابع الجنون المطلوب في هذه اللحظة أكثر من أي أمر آخر !!! , فالجنون في النهاية خروج عن المألوف , ولأن المألوف لم يعد كذلك , فقد صار مطلب جميع العقلاء الجنون !! . وانظر إلى عيني صاحبي لعل وعسى أجد فيهما ثمة بقية من ألم , لنستحضر منه الأمل الذي نتوخاه ملجأ ننفذ منه إلى استعادة أنفسنا , لنصطدم بمن لا يريده , ولا يتمناه , بل يصر على أن تظل اللحظة الفارقة هي العنوان , لأن ثمة مصلحة في استمرارها اما بداعي المظلومية أو بداعي مصلحة شخصيه أمامها يهون كل أمر وأن كان متعلقا بوجود الناس بل ومستقبلهم , وهو ما لم نعد نركن أنه سيأتي , لأنك حين تُحضر التاريخ قسرا وتجره من أذنيه , فعن أي مستقبل تتحدث !!! , وعن أي إنسان تقول !!! . تُصيب روحك الكربة التي أمامها تسود الدنيا ولا تعد ترى إلا جثثاً , وظلاماً , وسراباً , ولا أفق حتى وأن كان بلون أحمر تتمناه بلون الحياة , لكن هناك من يريده لون خاص به , ادعاء بأن كل الممكنات في يديه , يذهب بها , ويعيدها , ويستحضرها , ولكن إلى عدم !!! . هنا نستحضر كل دمائنا , دماء الشباب التي كنا نستمد منها حمية للبناء , فإذا بها تسفك هكذا بدعوى لا ادعاء , تتمنى أن تستحضرها , علها تصنع لك لحظة ترنو إلى أفق معتم , وليل بهيم , حاضر جامد , ومستقبل , كلما دنوت منه ,هرب منك , لإدراكه أن الربى لم تعد تزرع سوى (( العِرصِم )) , كنت تريد زراعتها ذرة وشعير , فأبى من أبى إلا أن يزرعها عِرصِم . لله الأمر من قبل ومن بعد .