العالم والسعودية

نبض
 ضرار الطيب
نقترب من مرور عام كامل, والمجتمع الدولي بمنظماته ومجلس أمنه مازالوا يفكرون ويعيدون النظر في مظلومية الشعب اليمني, وكلما ساورهم “القلق”، برزت أمامهم خزائن آل سعود, لتتغير وجهات النظر تماماً.
لنقلها بصراحة : المجتمع الدولي مراوغ, وهذه المراوغة لا يعود سببها إلى الوقوف بين دم الضحية ونفط القاتل, لأن المجتمع الدولي لم يكن محايداً في أي وقت وأي بلد.
هو فقط يفكر كيف يحافظ على تدفق الأموال السعودية إليه باستمرار, وكل القرارات والإدانات بل وحتى التأييدات والتبريرات التي يصدرها أي طرف دولي بشأن اليمن, ليس لها – في الحقيقة – أي علاقة باليمن, وكل ما ترمي إليه هو العائد الذي سيأتي من السعودية سواء للتشجيع أو للإسكات.
السعودية تدفع, وعندما تدفع السعودية فالأرقام تكون ثقيلة, والأطراف الدولية بسياساتها المعاصرة لا يمكنها أن تهتم للدماء في الوقت الذي يمكنها أن تهتم بالمال.
كان هذا واضحاً منذ بداية العدوان حيث سكتت كل الأصوات الدولية عما تفعله السعودية ومن تكلم منهم كان يغازل فقط.
ومع مرور الوقت بدأت المنظمات الدولية تتكلم ثم كان هناك مشاريع حقوقية ومطالبات بالتحقيق واجتماعات، غير أن هذا كله كان طلباً للمزيد من المال لا أكثر, فما المانع من كسب المليارات إذا كان المقابل هو بضع كلمات في تقرير تصدره منظمة دولية أو جهة حقوقية عالمية أو حتى دولة؟ خاصة وأن هذا سيجعلها تبدو في نظر المتابعين اليمنيين جهة منصفة.
إذن, فليعقد البرلمان الأوروبي اجتماعاً يجرم فيه تمويل السعودية بالسلاح ولتصدر المنظمة الفلانية تقريراً عن الأسلحة المحرمة التي استخدمتها السعودية ولتكتب الصحف ويصرح المسؤولون, وفي النهاية ستدفع السعودية لإسكاتهم كما دفعت لهم ليؤيدوها في البداية, وبالمقابل : لن يتوقف بيع السلاح للسعودية . لن تمنع الأسلحة المحرمة, لن تتوقف الحرب على اليمنيين.
هذه هي الصفقة, والعالم يتعامل مع السعودية فقط وإنما يستخدمنا لتحسين طبيعة ابتزازه لها. ولا أحد يتوقع من العالم التنازل عمن يدفع, لنصرة من لا يدفع.
يجب ألا نعول على المجتمع الدولي في حل مشكلتنا مع السعودية, لأنه مازال يقدم نفسه كشريك لها حتى هذه اللحظة.
حلولنا نحن سيصنعها أبطالنا في الجبهات, وكل ما عدا ذلك على المستوى الدولي هو مجرد تعامل مالي بين السعودية وبين العالم, لا أكثر.

قد يعجبك ايضا