ألًمتني …مرتين !!
ن ……….والقلم
(( من وسط اليمن …من محافظة تعز )) وهذه من عدن , وهنا أسكن وأعيش صنعاء, ردت : والله ما كنت متوقعة اليمن جميلة لهذا الحد , كانت الشاعرة السورية صديقتي , قد أخبرتني أنها كانت بالأمس وهو يوم الجمعة وإجازة : ما كنت بالبيت أمس , كان الجو حلو , طلعنا , الشام جميلة جدا , حدثت نفسي : أعرف أن الشام سماءها والبحر , وعيونها أجمل من لآلئ البحر , أعرف , ربما تملكتني الغيرة , قلت : لم لا أرسل لها لقطة من بلادي لعل وعسى نكسر حدة هذا الهجير, أو على الأقل نخفف من وطأة الأخبار التي تنقل فقط أعداد الجثث !!! , فأرسلت فكان الرد مفاجئا جدا : اليمن في أذهاننا مجرد صحراء , قلت بعد أن أرسلت المزيد من اللقطات : أرجو أن تعمميها على أصدقائك ومعارفك , ردت وكنا نطل على بعض من الفيسبوك : أكيد تستحق التعميم , والله , لأنها جد رائعة وكررت : من خلال الأعلام تنقل الصورة كأنها صحراء !!! , لا ادري لم قفز إلى مقدمة رأسي صديقي المرحوم عبدالرزاق فرفور ومجلة أضواء اليمن ؟؟!!! , ألحقت الرسائل برسالة تجمل المشهد على تعليق أخير : تجنن , معقول , كثير حلو , قلت تعليقا على ثلاثة مشاهد للطريق الملتوي كالثعبان في هيجه العبد مقاطره : (( ….أيضا في اليمن اللي تدمره الحرب )) , أحسست بالألم الذي أجتاح كياني , تذكرت إننا لم نعد نستطيع الخروج إلى قحازه !! , أما الوادي , وضلاع , فصار الأمر حلما !!! , ما ليس حلما هو أن البلد دُمر , ونحن نتفرج لا حول لنا ولا قوة , وكلما مر يوم هرب الأفق منا أكثر !! . لا أدري كيف ورد إلى ذهني صديقي وزميلي محمد المكي احد مراسلي جريدة (( الحياة )) في الدوحة , وقد جاء مستغربا : الزول السوداني اللي بيشتغل معانا في المطابع بعث له أهله برسالة , لكن يا زول هنا ما جعلني استغرب , فقد كتب المرسل على الظرف : من جمهورية السودان إلى المملكة المتوكلية اليمنية !! , قلت : هذا معذور فلا يعلم أين اليمن , ولا على الخارطة أين يكون !! , تحدثنا كثيرا عن إعلام خارجي ينقل هذا البلد إلى العالم , الآن هو موجود وبكثافة ينقل اليمن المدمر !!! , وتخيل ما هي الصورة المركبة التي تترسخ في ذهن المتلقي خارج البلاد , والبلاد لم تعد بلادا , بل ماكنة تحريض على بعضها , كم هو الألم يعتصر روحي مرتين وهذه السورية بدماثة السوريين تعبر عن إعجابها , وألمها أن اليمن في أذهانهم مجرد (( صحراء )) وأي صحراء , والأسف كل الأسف أن مئات الحزبيين كانوا في دمشق تحديدا لم ينقلوا عن اليمن إلا أن بها ((حزب بعث)) , أما اليمن البكر , اليمن الإنسان , اليمن كجمال فلم ينقله أحد , وحتى طلبتنا وهم بالمئات درسوا في معظم مدن سوريا التي نحب ونعشق فلم ينقلوا شيئا عن هذا البلد المظلوم مرتين !! وعليه أحس بالوجع في أعماقي مرتين , لله الأمر من قبل ومن بعد .