الاتحاد الدولي يتأهب لانتخابات الرئاسة وإجراء إصلاحات لمواجهة الفساد

 

> 69 % مــــن الــجمــاهـــير لا تثـــق فــــي الفيفا

سيكون العالم بعد غداً الجمعة على موعد مع انتخاب رئيس جديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي تعقد انتخاباته في مدينة زيوريخ السويسرية.
وللمرة الثانية خلال تسعة أشهر، تتجه أنظار العالم نحو انتخاب الرئيس الجديد للفيفا خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا)، الذي يشهد أيضا التصديق على حزمة إصلاحات بهدف استعادة مصداقية الفيفا.
ولن يتمكن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا المنتهية ولايته، من حضور الكونجرس بسبب تلقيه عقوبة الإيقاف ثمانية أعوام عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، بقرار من لجنة القيم بالفيفا فيما يتعلق بـ”مبلغ مثير للشبهة” حوله إلى الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، والموقوف أيضا.
وتمثل الانتخابات صفحة النهاية لـ”عصر” بلاتر الذي عمل طوال أربعة عقود في الفيفا، منها 18 عامًا قضاها في منصب الرئيس.
وسيرأس الكاميروني عيسى حياتو، القائم بأعمال رئيس الفيفا باعتباره النائب الأول للرئيس، الكونجرس الذي ينعقد في مجمع “هالنستاديون” الذي احتضن أيضا الانتخابات الماضية في 29 مايو الماضي حين انتخب بلاتر رئيسا لولاية خامسة، قبل أن يعلن بعدها بأربعة أيام إجراء انتخابات رئاسية خلال كونجرس استثنائي.
كذلك يرأس حياتو اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا المقرر اليوم الأربعاء بمقر الفيفا، والذي يشكل بداية أيام حاسمة في إدارة كرة القدم.
وفي العام الماضي، ألقي القبض على سبعة مسؤولين في أحد الفنادق بمدينة زيوريخ قبل يومين فقط من الكونجرس الذي شهد انتخاب بلاتر لولاية خامسة في 29 مايو، كما ألقي القبض على مسؤولين اثنين آخرين في الفندق نفسه في ديسمبر قبل اجتماع للجنة التنفيذية ناقش تحقيقات فساد تجريها الولايات المتحدة الأمريكية شملت 41 شخصًا وكيانًا حتى الآن.
وتجري هيئة الإدعاء السويسرية تحقيقات ضمن القضية التي أطاحت ببلاتر من الفيفا، وكذلك ميشيل بلاتيني من رئاسة الاتحاد الأوروبي (يويفا)، حيث عوقب بلاتيني كذلك بالإيقاف ثمانية أعوام بعد تلقيه مبلغ المليوني دولار “المثير للشبهة” في عام 2011، بدعوى أنه نظير عمل أنجزه للفيفا قبلها بعشرة أعوام، لتقطع العقوبة الطريق أمام بلاتيني للمنافسة على رئاسة الفيفا، ليتقدم الأمين العام جياني إنفانتينو إلى الانتخابات ممثلا لليويفا في الصراع على الرئاسة.
وتصب الترشيحات بشكل كبير لصالح إنفانتينو، وكذلك البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة.
وتضم قائمة المرشحين أيضا الأردني علي بن الحسين، الذي خسر انتخابات 2015 أمام بلاتر، والفرنسي جيروم شامبين الأمين العام المساعد سابقا بالفيفا، ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، وتجرى الانتخابات بنظام التصويت السري من قبل الاتحادات الـ209 الأعضاء بالفيفا.
ولا يتوقع أن يحصل أحد المرشحين على أغبية الثلثين (140 صوتًا) المطلوبة للفوز في الجولة الأولى، بينما يشترط حصول مرشح على 105 صوتًا على الأقل في الجولة الثانية للفوز بمقعد الرئاسة.
من جهة أخرى كشف استطلاع للرأي نشر بصورة متزامنة في لندن وبرلين، أن 69% من عشاق كرة القدم لا يثقون في الاتحاد الدولي المسير للعبة (فيفا).
وأشار كوبوس دي سواترد، أحد المسئولين بمنظمة الشفافية الدولية التي أجرت الاستفتاء، “كجماهير، تربطنا علاقة حب بكرة القدم”.
وأوضح: “ولكن عندما لا تتسم النتائج سواء الخاصة بالمنافسات أو منح الأحداث الهامة أو الانتخابات بالنزاهة، حينها، نشعر بأننا تعرضنا للاحتيال”.
وأضاف أن الرياضة ينبغي أن تكون قوة تدفع القيم الايجابية في المجتمع، ولكن الفضائح الأخيرة، التي لا تقتصر على كرة القدم وإنما تمتد لتشمل ألعاب القوى والتنس، تعكس كونها فريسة سهلة المنال أمام الفساد.
وأشار جاريث سويني، الذي أعد تقريرًا للمنظمة عن الفساد في الرياضة، إلى أن الثقة في منظمات مثل (فيفا) أو الاتحاد الدولي لألعاب القوى ستعود فقط من خلال إصلاحات كبرى ينبغي إجراؤها بصورة شفافة.
وقال: “أتمنى أن تحدث تغييرات حقيقية ولا يمكن الرجوع عنها في 2016”.
وفي الوقت الحالي، أبدى 50% ممن شملهم الاستطلاع قناعتهم بأن (فيفا) بمقدوره استعادة الثقة، بينما يرى 43% أن الفضائح قللت من المتعة التي يشعرون بها بمتابعة مباريات كرة القدم، فيما قال 60% إن أي من المرشحين لرئاسة (فيفا) يصلح لشغل هذا المنصب في وجهة نظرهم.
ويرى 69% ممن شملهم الاستطلاع أن الجماهير لابد وأن يكون لها حق التصويت في انتخابات رئاسة (فيفا).
وأجري الاستطلاع بمشاركة 25 ألف شخص من مشجعي كرة القدم في 28 دولة، وكانت تشيلي على رأس قائمة الدول التي تقول جماهيرها بأنها لا تثق في (فيفا) بنسبة (88%)، تليها الأرجنتين وأيرلندا وكوريا الجنوبية (80% لكل منها)، تليها إسبانيا (76%).
وفي المقابل جاءت روسيا على قائمة الدول التي ترى جماهيرها أن استعادة الثقة في (فيفا) ممكن (77%)، تليها تايلاند (72%) والسعودية (64%) وجنوب أفريقيا (63%) وفرنسا (62%).
وأبدى 57% ممن شاركوا في الاستطلاع اعتقادهم بأن كرة القدم هي الأعلى فسادًا مقارنة برياضات أخرى.

قد يعجبك ايضا