العدوان .. حين يؤيد الثورة
علي احمد جاحز
من ظرائف المرحلة الراهنة ، أن تسمع من يقول أن تأييده للعدوان وتصفيقه لتدمير الوطن بهدف بقاء اليمن تحت الوصاية وقبوله بالتحالف مع داعش والقاعدة وقبوله بعودة سلطة عصابة القتل والفساد والإجرام ، سببه ما يسميه ” العمايل والكوارث ” التي صنعتها ثورة 21 سبتمبر و ممارسات ثوارها .
طيب .. دعونا نقف لنلخص تلك ” العمايل والكوارث ” في نقاط رئيسية وهي، إسقاط الوصاية التي تدمر الوطن اليوم لكي تعود، وإسقاط تحالف الوصاية وعملاءها مع داعش والقاعدة ، وإسقاط سلطة القتل والفساد والإجرام، هذا هو كل ما فعلته ثورة 21 سبتمبر، ومن يرى أن نتائجها وتداعياتها و تأثيراتها هي ” كوارث و عمايل ” إنما يعتقد أن سقوط تلك الآفات الثلاث هي بالنسبة له كارثة منذ البداية .
إسقاط هذا الثلاثي منجز كبير وكان قبل سنوات حلما يحمله كل اليمنيين الطامحين في يمن حر وقوي ومستقل و مستقر ، و كان من الطبيعي أن يكون لإسقاط هذا الثلاثي هذه النتيجة فهي ثمن كبير وباهظ للمنجز الكبير، ولم يكن ليأتي على طبق من فضة ، كما لم يكن من المنطقي أن تأتي بالاستقلال والحرية والكرامة تلك الوصاية، أو تأتي بالسلام والاستقرار سلطة متحالفة مع داعش والقاعدة ، كما لا يمكن أن تأتي النهضة والتقدم و التغيير على يد عصابة سرق وقتلة ومجرمين مستبدين بالسلطة و بالمال ، علاوة على أن من المستحيل أن تأتي ملائكة أو معجزة تحرر اليمن من تلك الآفات .
شهور العدوان التي بلغت أحد عشر شهرا برغم مرارة و بشاعة و قسوة ما فعلته بالشعب والوطن، لم تجعلنا نحن أو نترحم على الماضي، بل أثبتت لنا حقيقة الماضي و كشفت أقنعته وبينت للناس كم كان واجبا أن نثور عليه وعلى كل تلك الآفات التي كانت تحكم و تتحكم في مصير ومستقبل وحاضر الوطن .
شهور العدوان كشفت مقدار وعمق الوصاية التي كان اليمن يرضخ تحت سيطرتها ، ولو لم تكن كذلك لما كانت دول الوصاية شنت هذه الحرب الحاقدة و الظالمة على اليمن وشعبه بعد أن تم إسقاطها ، ولو لم تكن الوصاية و السلطة العميلة لها متحالفة مع داعش والقاعدة في استباحة اليمن وتعكير أمنه واستقراره لما رأينا اليوم دول الوصاية وعلى رأسها أمريكا وأدواتها في المنطقة وأدواتها في الداخل من أحزاب سياسية و شخصيات يقاتلون جنبا إلى جنب مع القاعدة و داعش في جبهة واحدة اليوم ، ولو لم يكن يحكم اليمن من يفسد فيها و ينهب ثرواتها و يعيق تقدمها لصالح الخارج لما رأينا اليوم كل هذا الإصرار والمحاولات الحثيثة على إعادة تلك العصابة إلى السلطة كبديل وحيد وخيار وحيد أمام مؤيديهم .
الأمر بدا واضحا وضوح الشمس اليوم أكثر من الأمس، وكلما حاول العدوان أن يختبئ خلف شعارات ويقنع مؤيديه أن يرفعوا لافتات تبرر له كل هذه الجرائم التي يرتكبها يوميا، اضطر إلى كشف وجهه وأهدافه من خلال تمكين القاعدة وداعش على الأرض في الجنوب الذي يسيطرون عليه ومن خلال اجترار شخصيات يفترض أنها مرفوضة بالإجماع لتصبح هي صاحبة القرار في جبهة العدوان ..
فهل نستطيع أن نقول أن البعض من الحراكيين مثلا أسقطوا قضيتهم أم اسقط في أيديهم؟ وهل نستطيع أن نقول أن بعض من يسمون أنفسهم حداثيين ويساريين وناصريين أسقطوا أهم ركائز هويتهم وقبلوا بان يقودهم من كان إسقاطه هدفا رئيسيا لشعاراتهم و عنوانا عريضا للافتاتهم التي يرفعونها ؟ إنهم أيضاً تعروا ليظهروا مجرد لاعبين في نفس الماضي الذي سقط وسقطوا معه ؟
الشهيد :
انطفاء يضيء
وجرح يداوي
ودم يشعل الدم