عبد السلام فارع
كثيرون هم أولئك النجوم الذين سطروا بعطاءاتهم الخالدة عديد الإبداعات في ملاعبنا المستطيلة وهي إبداعات راقية ومتميزة ستظل ولا شك محفورة في وجدان الوطن وفي ذاكرته الرياضية ومن أولئك النجوم النجم الأسبق في صقر تعز عادل الثور والذي يعد امتداداً في دماثة الأخلاق لوالده الخبير الزراعي الدكتور علي لطف الثور.
وقد شاءت الظروف الدراسية وربما المعيشية والأسرية إلا أن تتوقف تلك العطاءات وهي في أوج مجدها كما هو الحال بالنسبة للمهاجم الصقراوي الفذ عادل الثور, والذي طالما أتحف الجماهير الصقراوية بألعابه المذهلة وأهدافه المدروسة فعادل الثور الذي برز في تسعينيات القرن المنصرم كمهاجم لا يشق له غبار لم يكن فقط مهاجماً بل كان هدافاً وقناصاً من العيار الثقيل .وبالإضافة إلى ذلك كان صانعاً للألعاب حيث تميز بتهيئة الكرات المقشرة داخل صندوق العمليات لزملائه الذين كان يدرك بحسه وثقافته التهديفية بأن تمركزهم في مربعات خاصة داخل الملعب أكثر مواءمة من تمركزه شخصياً.
وعادل الثور الذي تدرب على أيدي نخبة من المدربين الوطنيين كان يتمتع بحس جميل داخل الملعب وكان يتخذ قراراته بسرعة فائقة ، إما التمرير لزملائه أو سرعة التصويب وهذا ما كان يفتقر إليه الكثير من المهاجمين . ولهذا كله ستظل أهدافه الجميلة بالقدمين والرأس معاً خالدة ومنقوشة في كل القلوب التي أحبته كغزال لا تمت ابداعاته للقب الذي يحمله بأي صلة ولو أن عادل الثور الذي تألق في ناديه الصقر وفي بطولة جامعة تعز الرمضانية الأكثر شهرة وإثارة استمر طويلاً في ملاعبنا المستطيلة لكانت شهرته عبرت كل الآفاق وربما كان سيكون بديلاً للمهاجم الأسطوري الصقراوي خالد محمد علي والذي وصفه حارس أهلي صنعاء الأسبق السوداني السربدوي ذات يوم بالقول: لم أشهد في حياتي مهاجما بقرون عطفاً على أهدافه الراسية القوية, وهكذا كان عادل الثور عند ما يلدغ الحراس بأهدافه الرأسية القوية.
ولم يكن وحده عادل الثور من ترك الصقور وهو في عز مجده وتألقه بل كان هنالك أكثر من لاعب واعد ممن تركوا الغواصة الصفراء وهم في عز العطاء والنجومية مثل الفران والدابسي وحافظ أمين والرائع جداً عبده علي محمد ولاعب خط الوسط رضوان كواني وصخرة الدفاع عصام عبده عبدالله, ومعظم هؤلاء مع الهداف بلابل استطاع الأروع والمتيم بحب الصقور الأستاذ زيد النهاري حينما كان رئيساً وقائداً للقلعة الصفراء أن يوظف إمكاناتهم وقدراتهم خير توظيف حينما عبر بهم ومن خلالهم إلى دوري الأضواء في العام 98م ليجسد عشقه للصقور بأروع منجز لهم منذ التأسيس وحتى العام نفسه.
سألني أحدهم قائلاً: ماذا صنعت الحرب برياضة تعز؟.. قلت له: دمرتها تماماً.
قال: يقال بأن الصقر دمر كلياً!! قلت له: نعم كمقر ومنشأة لكنه كتاريخ سيظل خالداً, وأردف: من هم أبرز النازحين في صنعاء من رياضيي تعز؟ قلت له: هم أكثر من أن تحصيهم, قال: وهل هناك من جهة ترعاهم؟ قلت: يقال بأن جمعان له بعض البصمات وبعدين لا تقلق عليهم ففيهم كثير من الشطار ممن يلعب بالبيضة والحجر, قال: معنى ذلك أن هنالك الكثير من البؤساء والتعساء؟ قلت: نعم لكن ليس مثلي ومثل فارس الإدارة الصقراوية الأسبق عبدالله محمد ناجي.