اليمن وجهة التحالف
عبدالوهاب شمهان
نعم, اليمن وجهة التحالف فلا يخدعنكم مكر الماكرين يا أمة اليمن التي تواجه تحالفاً غادراً ماكراً لئيماً، الحقد والخبث سكن قلوبهم، ولم يعد لهم هدفا إلا الانتصار على أهل اليمن فلا ينبغي على هذه الأمة الحضارية الإسلامية اليمانية أن تستكين ولو لحظة فتركن إلى السكينة والهدوء, وما تصريحاتهم التي سخر منها المحللون العسكريون إلا جزء من تدبير جديد ،يوهمون العالم أنهم متجهون إلى سوريا ووجهتهم اليمن ، بل أن الإعلان عن الإعداد والتجهيز للقتال في سوريا ، على اليمن أن تعده أكثر من إنذار لأخذ الحيطة والحذر وإعداد العدد والعدة ولم الصفوف ومنع كل تصرف يسيء ويشق الصفوف من أجل مكاسب دونية حقيرة ويعطي صورة معاكسة لما هم عليه رجال القوات المسلحة والأمن وأنصار الله واللجان الشعبية ورجال القبائل.
إن الأخطاء الطفيفة والسلوك الإداري البعيد عن مكنون وكيان أنصار الله يجب الانتباه إليه فالمرحلة الآن بعيدة عن المقاسمة والحصص ، والإقصاء، المرحلة الآن مرحلة صحوة جهادية للدفاع عن الأرض والإنسان مرحلة إعداد وجمع للرجال وتوحيد للجبهة الداخلية، فالاستهانة والاستفزاز للبشر ليست من صفات الرجال الحكماء الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل اليمن ، ويجرهم البعض إلى سفاسف الأمور بالنسبة للأهداف المرجوة والغاية المطلوبة ، أن مهمة اللجان الثورية في جميع الجهات ينبغي أن تكون مهمة وطنية خالصة لا وقت فيها للتفرغ في اتجاه الحصص والتقاسم والاستغناء ، إن توحيد الصفوف ولم الشمل والابتعاد عن حالة التقوقع والبعد عن الناس في إطار منظومة العمل قصور يجب تجنبه ومخاطبتهم من علو ليس منهج من يبتغي الإصلاح الشامل وجمع الأمة لغاية سامية ، والابتعاد عن كل خطوة تثير القلق وتحرض على الطائفية بقصد أو بدون قصد مسألة حتمية بكل ما يعنيه لفظ الحتمية، فالانشغال في التفكير في حالة الإقصاء والسيطرة وهم لا يجب الوقوع فيه مهما كانت الحجج فهو أقرب الطرق لفقد الثقة وتحجيم الغاية وتصغير الهدف وإشعال الشرارة بحجج ما أنزل الله بها من سلطان ، وليست الدنيا فرصة واحدة واجب اقتناصها في وقت معركة هي الأسمى معركة تبذل فيها الأرواح والدماء الغالية لانتصار كبير يشرق على اليمن واليمانيين ، فكما تحتاج الجبهة الداخلية للعين الحارسة تحتاج للفكر والعقل المستنير والقلب الواسع ، اما حالة السباق المحموم على المناصب الإدارية وليس السيادية فوالله أنها الكارثة وبداية ضرب المعول في جدار التلاحم ، مهما أكد ويؤكد أن الدافع من باب الاصلاح الإداري لأن اختيار الأسلوب والمنهج والوقت لايشير إلا إلى حالة من الاستئثار الفردي والتصرف المحدود لمجموعة أو جماعة أو لجنة أو بضع لجان ولمصالح آنية هم أعلى منها ، إن القهر بالقوة قد تصمت الناس خوفا وترعبهم لأن فيهم مايكفي من غارات العدوان وعملائه ، لكنها تنفر وتدفع بأعداد جديدة إلى صف العدوان ، فقهر الإنسان كان رجلا أو امرأة يشعل فتيل الخطر على لحمة الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية فالناس جميعا كأسنان المشط متساوون في الحقوق والواجبات فلا يدفع الناس في حالة ابتهاج واستقواء إلى ما يكره, اليمن اليوم والغد أكثر حاجة لكل أبنائه فلا يمكن الاستغناء بولد عن ولد فجميعهم أبناء أن هذا النداء صادر عن خشية من المجهول وغدر الأعداء والجماعات النائمة ، وما يعده تحالف العدوان وما يقوم به من مناورات يدفع إلى رفع الصوت مهما كانت النتائج ليسمع الأوفياء, فالجميع في سفينة واحدة فإما نضع أيدينا في أيدي بعض ونتوقع الأسوأ من عدو متغطرس يسعى في إعداده لعدوان أكبر يحقق منه بهرجة إعلامية واستعلاء يفرض فيه مآربه ، إنه يعد لعدوان يرتكز على الاحتلال والسيطرة ولا يقوم على أجهاد واستنزاف القوة وقضم الأرض شبرا شبرا ليصل إلى مراكز الضغط وإنما يعد لاكتساح شامل علينا جميعا حساب نتائجه وكيف ينبغي مواجهته، وقولوا ما شئتم وصنفوا كيف ما تشاؤون ، ولكن خففوا من حدة التصرفات المؤذية واجمعوا الصفوف ولا تفرقوا. المال يعبث بالأنفس فلا تضعفوها وزيدوا من قوتها وتماسكها واحذروا الاتجاه نحو المكسب والخسارة في ميدان الحياة ولازالت المعارك حامية الوطيس ، اليمن وجهة ما يسمى بالتحالف وليست سوريا فلا يمكن التوجه لمواجهة الدب الروسي المشمر ذراعيه والمعد العدة لأي طارئ دفاعا عن وجوده وحدوده ولا يمكن لأمريكا أن تقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة ، لن يكون فيها منتصر ، والله من وراء القصد, وتحيا الجمهورية اليمنية.