لحظة يا زمن.. عناوين قصيرة
محمد المساح
يقين الجسد
سمحت لجسدي أن يختار الطريق الذي يشاء، ولقد سرتني فكرة أنه هو الذي يقودني، وليس أنا الذي أقوده, لا يكون الجسد مادة عمياء صماء حين يستحم بالنور اليوناني، إنه يمتلئ بروح هائلة تجعله فوسفورياً فإذا ترك لحريته يستطيع أن يتوصل إلى قراراته, وأن يجد الطريق الصحيح دون تدخل من قبل العقل.
وعلى العكس من ذلك ليست الروح شبحاً هوائياً غير مرئي, إنها تستخدم بعضاً من يقين الجسد ودفئه بطريقتها الخاصة وتتذوق العالم باستمتاع شهواني، وكأنما لها فم ومنخران ويدان تداعب بهما العالم.
“نيكوس كازنتزاكيس”
حافة القلب
الشهور زهور, على حافة القلب تنمو, وتحرقها الشمس ذات العيون الشتائية المطفأة.
“أمل دنقل”
إبحار
لا تبحر عكس الأقدار، وأسقط مختاراً في التكرار.
“صلاح عبدالصبور”
عجب
عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة.
“ميخائيل نعيمة”
هولاكو
كان أعمى..
وكانت تقرأ له تاريخاً،
يراوغها في إغفاءة يفضحها شخيره
لكزته ـ سألته:
منذ متى وأنت نائم..!؟
متمطياً.. متثائباً.. أجاب:
منذ أن استباح هولاكو بغداد.
“جهان المشعان ـ سوريا”
النحل
كانوا ثلاثة ورابعهم النحل، تحدثوا عن البحر عن الهجرة، وعن الصمت، قطرات صغيرة تلتقي في الليل، لأن الربيع مات، ولأن الأزهار ماتت.
جاء النحل إلى دخان المقاهي إلى طاولات الموت، إلى عنق الزجاجة.. يحدق فيها بيأس, وينتحر.
“سعيد بوكرامي ـ المغرب”