(الأسد) مواقف وطنية وقومية لا تنسى

علي محمد البيضاني

خلال زيارته والوفد المرافق له رفيع المستوى إلى العاصمة الروسية ( موسكو ) قبيل نهاية سبعينيات القرن المنصرم ( القرن العشرين ) التقى الرئيس السوري الراحل / حافظ الأسد/ آنذاك الرئيس السوفيتي / ليونيد بريجنيف/ ورئيس وزرائه حينها / الكسي كو سيجني/ وعدد آخر من كبار  قيادات  ومسؤولي الاتحاد السوفيتي السابق ..  وعلى هامش المباحثات الرسمية المهمة التي جرت بين  السوري والسوفيتي بقيادة الرئيس حافظ الأسد وليونيد بريجنيف جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والتي كانت تتميز بالخصوصية والروابط الاستراتجية العميقة والقوية فضلاً عن مناقشة تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط عموماً والصراع العربي – الاسرائيلي بصفة خاصة..  وانطلاقاً من مواقف سوريا العروبية والقومية الثابتة والأصيلة وما تتميز به قياداتها التاريخية والسياسية الحكيمة ممثلة بشخص الرئيس حافظ الاسد ، ذكر حينها ان الزعيم السوفيتي  حينها/ ليونيدبريجنيف / خاطب نظيره السوري قائلاً ومتمتماً لهبعبارات  هادئة (( إن  هناك نظاماً تقدمياً في أديس ابابا ( اثيوبيا )ويقصد هنا بالطبع نظام الحكم السيوعي الماركسي بزعامة الكولونيل منجستوا  هيلا ماريام -وعليكم ان تتخلوا عن  القضية الأرتيرية .. وطبعاً كان معروفاً حينها  المواقف المشرفة للقيادة السورية ودعمها القوي واللامحدود للقضايا العربية وحركات التحرروالقضايا الانسانية على صعيد المنطقة والعالم أجمع ..  وازاء هذه الواقعة الحوارية السريعة التي دارت وراء كواليس اللقاءات الخاصة وداخل الغرف المغلقة .. وقياساً الى طبيعة الحنكة والنباهة والعقلية السياسية ةالاستراتيجية المتميزة التي كان  يتمتع بها الزعيم السوري الراحل / حافظ الأسد / فقد علم ايضاً ان الأخير ( الرئيس الأسد ) قد رد على مضيفه السوفيتي ( بريجنيف )  ببديهيه لاذعة قائلاً له : (( نخشى ذات يوم ان تقولوا لنا ان هناك نظاماً تقدمياً في تل أبيب(اسرائيل) وعليكم ان تتخلوا عن القضية الفلسطينية ، قضية العرب الأولى  والمركزية ..   قيل أيضا – والعهدة على الراوي – ان كلمات  الرئيس السوري حافظ الأسد ورده السريع والمفاجئ قد أصاب الزعيم السوفيتي بريجنيف بالذهول والدهشة لكنه بالمقابل ايضا كسب تقدير واحترام الاصدقاء السوفييت  للزعيم السوري حافظ الأسد  الذيكان  يتميز عن غيره من القادة والزعماء العرب بالنظرة الثاقبة والرؤية الحصيفة للأمور والقضايا بعقلية ( استراتجية فذة وغير مسبوقة ، كيف لا وهو الزعيم العربي الوحيد الذي كان كذلك يتحدث مع زواره ومضيقيه بهدوء ورصانة وعبارات قليلة ومحدودة فيما كان ينصت كثيراًويستمع طويلاً للآخرين دون كللأو مللوبايحية نادرة وغير مسبوقة ..  وهذه المناظرة الحوارية الخاطفة والمقتضبة تماثلت أمامنا في الآونة الأخيرة بوضوح وقوة لا سيما ونحن نتابع مستجدات الاحداث وتطوراتها المتسارعة في سوريا الشقيقة والتي تجسدت بشكل أكبر من خلال المؤامرة الحقيرة والقذرة التي يتعرض لها  هذا البلد العربي العزيز  من قبل قوى الاستكبار العالمية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها الاوروبين وأذيالهم  الصهاينة ، ولا شك ان الاستهداف الدنيئ لسوريا الصمود والعروبة قد تجلى في أبشع صوره واشكاله وذلك من خلال جحافل القاعديونوالدواعش الارهابية التي انتشرت في ربوع سوريا ومناطقها كافة كانتشار النار في الهشيم وفي غفلة من الزمن والتاريخ ليبين لنا حجم هذه المؤامرة السوداء والخبيثة على الاشقاء في سوريا البطلة والصامدة في وجه العدوان والقوى الامبريالية المتحالفة  وامعروفة بمواقفها العدائية السافرة للقضايا والحقوق العربية العادلة والمشروعة وانحيازها الواضح الى جانب الدويلة العبرية التي تحتل الاراضي العربية الفلسطينية وتمارس أبشع الجرائم والانتهاكاتبحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح وذلك بسبب تمسكه بأرضه ودفاعه  عن حقوقه الثابتة والمتمثلة بالحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . ان التآمر  الحقير والاستهداف الرخيص ضد  سوريا المشار اليه آنفاً ليس غريباً وقدبات أمراً واقعياً وملموساً وبخاصة منذ وصول الرئيس بشار الأسد ( الأبن ) خلفاً لوالده الزعيم الراحل حافظ الأسد الذي توفي في العام نفسه .. وعلى الرغم من التطور المشهودوالنماء الواضح والنهضة الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي شهدتها سوريا في عهد الرئيس  الراحل حافظ الأسدثم حالة الاستقرار والسلام والتنمية التي عاشتها هذه الدولة الشقيقة خلال  الاعوام الخمسة الأولى من حكم نجله الرئيس بشار الأسد إلا ان الاعداء والحاقدون لم  يمهلوه كثيراً حتى شرعوا في حياكة مخططاتهم التآمرية وقيادة تحالفهم العدواني الفج ضد سوريا بين عشية وضحاها وتحت مبررات واهية ومرفوضة ومزاعم وأكاذيب لفقة ولا أساس لها من الصحة  ومع مرور  الوقت والزمن تكشفت هذه المزاعم والأكاذيب الهزيلة للجميع لتقود في المحصلة الأخيرة إلى تحريك ضمائر الأمة العربية وكل  القوى الخيرة المحبة للسلام والحرية لتقف الى جانب الشعب السوري الشقيق وقيادته السياسية والتاريخية بقيادة الرئيس بشار الأسد ولا ننسى هنا الى المواقف المشرفة تحديداً للزعيم الؤوسي فلاديمير بوتين الذي بادر الى مساندة ودعم نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم كل الدعم العسكري واللوجستي القوي والمناصر لدمشق في وجه الهجمة العدوانية البربرية للتحالف الأورو- امريكي الاطلسي والقضاء على جماعات وعناصر تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش )  التي تحاول الاستيلاء على السلطة بالقوة وهو ميمثل تهديداً حقيقياً للأمن  الاقليمي والسلم العالمي .. اننا على ثقة مطلقة بان حل الازمة في سوريا الشقيقة لن يكون – وكما يتوهم البعض – باسقاط الشرعية السياسية والمؤسسات الحكومية والهيئات الدستورية والتشريعية المعروفة وانما من خلال الابقاء على النظام السياسي الشرعي القائم في الرلاد وافساح المجال أو بالأحرى  اطلاق مفاوضات الحوار بين النظام والمعارضة برعاية دولية واقليمية حقيقية   ومسؤولة تعيد الأمور ألى نصابها الصحيح وبما يحافظ على وحدة الأراضي  السورية والانتصار لسيادتها واستقلالها التام والناجز وعلى قاعدة الوفاق والتوافق بين كل الفرقاء والأطراف المتنازعة والعمل على وقف الحرب والعدوان الجائر ضد سوريا وشعبها وقيادتها السياسية والمستمرة  منذ العام 2011م خاصة بعد اندلاع ثورات الربيع العربي المزعومة في ذلك الوقت والتي عادت بانعكاساتها السلبية المدمرة على الكثير من الدول والاقطار العربية وهي تلكم الثورات المفتعلة والمختلقة التي نسجت خيوطها في الخارج وجرى تصديرها الى هذه الدول في محاولة لتغيير أنظمتها السياسية  وزعاماتها التاريخية بالعنف والقوة في سابقة خطيرة تجاوزت كل الأعراف والقيم والمواثيق الدولية المعروفة .

قد يعجبك ايضا