أمريكا تقتل الشعب اليمني؟؟
لعل من أشد وأعظم ما تواجهة الشعوب حتى الآن هي العصبية والتعصب التي تقضي على الأخوة والصداقة ووشائج القربى وكذلك العدوان والتكافل والتعايش السلمي بين الشعوب ولولا هذه العصبية لما تجرأ آل سعود للقيام بالعدوان الهمجي ضد جراتها اليمن ولا قام خطباؤها ومفتيهم بعمل سيل من الفتاوى ضد أبناء اليمن ووصفهم بالكفرة وبأفضع النعوت التكفيرية ويستحقون الموت بالصواريخ ونلاحظ العصبية التي تنشأ في الإنسان والتي تتسرب إلى النفوس ومصدرها حب الأثرة والنفاسة والحسد والبغضاء وما إلى ذلك ونرى أنها دخلت في الملل والنحل والمذاهب والمعتقدات “وكل حزب بما لديهم فرحون” وقد جرت هذه الخلافات والصراعات العصبية إلى الويل والمحن على الإسلام والمسلمين وكان الصراع من عوامل تقهقر الإسلام وتأخر المسلمين في ميادين الحياة إلى حالة مزرية ويرثى لها وقد اشترك في توسيع شقة الخلاف في ذلك الساسة لينعموا في ظل هذا الانقسام واقحموا السياسة في الدين مما هو عنها برأ.
وكانت هذه الحرب المفروضة على اليمن من أسباب هذه العصبية التي عززها العدوان الأمريكي السعودي وقتل الشعب اليمني ومن أمثال العصبية يقول المرحوم أحمد المعلمي أنه مما حفظناه أن ذماريا وجد أحد أصدقائه يتخاصم مع رجل فهب بعصبية مضطرمة وحمية متعقدة معينا لصديقه وكانت النتيجة أن قتل الرجل ولما خر صريعاً مضرجاً بدمه قام ذلك الصديق ليسأل صاحبه هكذا “عليش عليش قتلناه ” فأجاب صديقه “وأيش دراني” إلا أنه برغم هذه العصبية الممقوتة فإن اليمن كانت سابقة في حضارتها العريقة وتمدنها الغابر لملائمة أجوائها وما هيأ الله لها من أسباب الخير والرخاء وتوفير البركات وأدرار الضرع والزرع لإقامة حضارة سامقة وإنشاء أسس ثابتة للرقي والازدهار فتمكنت اليمن من إرساء دعائم الملك وتوطيد المجد فقهرت بأسباب ذلك شبه الجزيرة العربية وامتد سرادق عزها على اكناف الجزيرة وصارت في قبضة اليمن كمستعمرة طوال دهر طوير لا تصدر ولا ترد إلا عن إرادتها بينما كان شبه الجزيرة كالبادية والبدو واضمحلال مواردها وانحسار الخصب والريف عنها قاحلة أرضها قليلة انتاجها وخيراتها ذات صحارى محرقة وأرض جرداء مترامية الأطراف شاسعة الاصقاع لا ضرع فيها ولا زرع أكثر ما كانوا يملكونه هي الإبل غلاظ الأكباد سفينة الصحراء كما يقال، فالبداوة غالب في طباعها كما هو معروف حتى اليوم..
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم حارب دعاوى الجاهلية ونعى على العصبية أيما نعي فقال عليه السلام “الناس كأسنان المشط وإنما يتقاضون بالعافية” وقال: لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى أن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية أي ذهب عنكم نخوة الجاهلية والمناداة بالعصبية ولعل أكبر دليل على ذلك قولة تعالى”
“يا أيها الناس انا خلقانكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم أن الله عليم خبير”
أنظر أيها القارئ كيف عمم جنس كل البشر وكل الإنسان ولم يفرق لا بين أسود ولا أبيض ولا أحمر وإنما يتفاضلون بالتقوى فقط.
شعر:
للشاعر العزي مصوعي.. هذه حجة؟
أحجة هذى أم خيال مجسم
رأيت بها ذات العماد تدور
فقال أجل هذى الذي قلت أنفا
ومن حولها للواردين قبور
فاي قبور قد رايت وإنما
مقال رواه مرجف موتور
ولم يكن فيها ما أشيع بأنها
ظلام كسجين الباستيل خطير
وماهي إلا ربوهة فوق ربوة
تطل على ما تشتهي وتشير
مسورة بالشامخات من العدى
وعنها يعود المكر وهو حسير.