الوهابية صنيعة المستعمر وخنجره المسموم ” الحلقة الثالثة “

> نماذج من مجازر الوهابية وجرائمها

 

الباحث الصوفي: عبدالناصر التيمي *
سبق وإن تحدثنا سلفاً بأن النظام الوهابي وبموجب الخطة البريطانية التي حددت هوية الدولة السعودية , على أساس سلطتين , سلطة سياسية وتنحصر في بني سعود يتوارثون الملك جيلاً بعد جيل , وسلطة دينية وهابية يمسك بزمامها محمد بن عبدالوهاب وتكون قيادة تلك السلطة في أبنائه جيلاً بعد جيل ,وبهذا فإن علاقة الفكر الوهابي بالدولة السعودية ليس مجرد فكر تعتنقه قيادة الدولة , بل هو شريك أساسي في هذه الدولة , وما النظام السياسي إلا أداة سياسية لهذا الفكر الذي كان الأساس الذي قام عليه النظام السياسي السعودي , وبالتالي فعند حديثنا عن هذ الفكر أو النظام فإننا نتحدث عن رأسين في جسد واحد , فكلاهما مسؤول عن الآخر مسؤولية مباشرة ,حيث يلعب الفكر الوهابي أدواره في رسم السياسة السعودية من خلال مؤسسات الفتوى التي تعمل على استصدار فتاوى تناسب مقاسات السياسة السعودية الوهابية لإصباغها بالصفة الدينية , ولكم سمعنا من تلكم الفتاوى السياسية الداعية إلى تفرقة الأمة وتكفيرها ,مثل اعتبار العمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون في فلسطين انتحاراً محرماً شرعا , في حين يستصدرون فتاوى لتفجير مساجد المسلمين وقتل الأبرياء وتدمير شعوب وبلدان بأكملها , واصفين ذلك بأنه هو عين الجهاد , كما حصل في فتاواهم بشأن سوريا واليمن .
ولقد خصصنا هذه المبحث لنستعرض فيه لمحة موجزة من ذلك التاريخ الدموي الوهابي الذي يمتلئ بصور مرعبة ووحشية من جرائمهم التي لا تُحصى والتي لو قضينا أعمارنا في تعدادها لنفد العمر دون أن نُحصيها , ولكن ذكر بعض النماذج فيه كافية لتوضيح الأمر وبيان حقيقتهم العنفوانية الدموية, مقتصرين في ذلك على مرحلتين من مراحل هذه النظام, المرحلة الأولى مرحلة ظهور الفكر الوهابي التكفيري وتأسيس مملكة قرن الشيطان ,والمرحلة الثانية هي مرحلتنا المعاصرة , كي نربط الفرع بأصله ,والساق بجذره ,والشجرة بطينتها ,فالخبث لا يثمر إلا خبثا .
أولا : جرائم الوهابية في المرحلة الأولى :
المجازر الدموية :
مجزرة الطائف : ذكرها محمد الأمين في كتاب كشف الارتياب ( ص 18 ) وهي أنه لما هاجم الوهابيون الطائف ,وكانت تحت حكم الشريف غالب حاكم مكة ، الذي كان بينه وبين الوهابية مواثيق ، غدروا به فتمكنوا من الاستيلاء عليها ,ودخلوها عنوة في ذي القعدة 1217هـ/1802م ,فقتلوا الناس فيها بدون تمييز بين رجل وامرأة وطفل ؛ حتى أنهم كانوا يذبحون الرضيع على صدر أمه .
مجزرة تنومة :
وحدثت في سنة 1341هـ/ 1921م , والتي انقضَّ فيها الوهابيون على الحجاج اليمنيين المتجهين إلى مكة , فقتلوهم غدرا وغيلة دون أي سبب ، حيث التقت سرية من الوهابيين بحوالي ألف حاج يمني(1) , فسايروهم بعد أن أعطوهم الأمان ، فلما وصل الفريقان إلى وادي ( تنومة ) والوهابيون في الجهة العليا واليمنيون في الجهة السفلى، انقض الوهابيون عليهم بأسلحتهم فأبادوهم ولم ينج منهم إلا اثنان(2).
مجزرة تربة وحزبة :
وهما قريتان في الحجاز , وكانت في أواخر شعبان 1337هـ /1919م , وفيها قتل الوهابيون ما يقارب من ثلاثة آلاف من المدنيين العزل(3) .
مجزرة الإحساء :
وقد ذكرها المؤرخ الوهابي بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ( 1 / 106 ) حيث يقول: وإنه لما كانت سنة 1210 هـ ، أظلمت السماء وأرجفت الأرض ، وثار عج الدخان في الجو ، وأسقط كثير من الحوامل في الإحساء ، ثم نزل سعود في الرقيقة … فأقام في ذلك المنزل يقتل من أراد قتله ، ويجلي من أراد جلاءه ، ويحبس من أراد حبسه ، ويأخذ من الأموال ، ويهدم من المحال ، ويبني ثغوراً ، ويهدم دوراً ، وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم ..
ثم يقول عن القتل وذلك بعد الاستسلام .. فهذا مقتول في البلد ، وهذا يخرجونه إلى الخيام ، ويضرب عنقه عند خيمة سعود ، حتى أفناهم إلا قليلا .
– مجزرة البحرين :
وذكرها أيضا المؤرخ الوهابي بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ( 1 / 157 ) حيث قال :هاجم الوهابية البحرين مرات عديدة ، وقاموا بقتل 1400 رجل من أهل البحرين , فانتقم الله لأهل البحرين فانفجر البارود داخل السفن الوهابية المغيرة فمات الجند الوهابي حرقاً وغرقا.
مذبحة كربلاء
وفيها يقول المؤرخ الوهابي عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد : “إنه وفي عام 1801 م أخذنا كربلاء ,وذبحنا أهلها فالحمد لله رب العالمين , ولا نعتذر عن ذلك , بل ونقول … (وللكافرين أمثالها) , كما ذكر المؤرخ ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود , أنهم وفي تلكم الحادثة هدموا مساجد كربلاء وقبة الحسين عليه السلام , وبقروا بطون الحوامل , وأخذوا النساء سبايا .
مذبحة شيوخ قبيلة مطير:
حيث ألقى سعود بن عبدالعزيز القبض على شيوخ القبيلة , وعندما تقدم بعض رجال القبيلة للتوسط لديه لإطلاق سراحهم ,أمر بقطع رؤساء من لديه من شيوخ القبيلة ,وإحضار الغداء , ووضع الرؤوس على الأكل وطلب ممن جاء للوساطة الأكل من المائدة وحينما رفضوا أمر بقتلهم(4) .
ومن جرائمهم الشنيعة أيضا , ذبح المصلين في مساجد قرية ( الشعبية ) ليلة /27/ رمضان من عام 1922م لما يقارب من ( 3790 ) شخصاً , وذبح ( 513 ) مسلماً من قبيلة ( عنزة ), وعُرفت هذه المذبحة باسم ( بيضة ئيل ), و مذبحة ( أم غراميل ) شرقي حائل والتي تم فيها ذبح ( 411 ) شخصاً , و ذبح (خمسين ألفاً في منطقة عسير وتهامة ,و ذبح ( 7000 ) عربي مسلم من بني مالك في وادي بني مالك , وذبح ( 1520 ) عربياً مسلماً من قبائل ( الرث ) في جبل القهر جنوب الحجاز ,وذبح ( 7000 ) شخص من قبائل ( الحويطات وبني عطية وجهينة وبلى ) ,وذبح ( 3000 ) شخص من قبيلة ( عجمان ) ومذبحة ( السبلة ) ,ومذبحة ( أم الرضمة ) والتي ذُبح فيها ( 5000 ) شخص ينتمون إلى قبائل ( مطير وعتيبة ) (5).
ثانيا حصار الأماكن المقدسة وترويع وتجويع أهلها :
ذكر مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر النجدي في أحداث سنة 1220هـ والتي تم فيها حصار مكة المكرمة من قبلهم , أن الوهابية راحوا يقتلون الحجاج ويأسرون من يمر بهم ، فاشتدَّ الغلاء في مكة بشكل فاحش , لم تشهده من قبل , حتى باع أهل مكة أثاثهم وحلي نسائهم بعُشر القيمة ؛ليشتروا أقوات أطفالهم بأضعاف أثمانها , وقد مات الكثير من أهل مكة جوعا , وانتشرت جثث الأطفال في الأزقة ، حتى بيعت لحوم الحمير بأغلى الأثمان ، وأكلت الكلاب ، وأخذ الناس يهجرونها نتيجة الخطر الجاثم على أطرافها ،فلم يبق فيها إلا النادر من الناس .
وهو ما حدث أيضا للمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام , حيث يذكر عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد, بأنهم أجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها ، أمر عبدالعزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه ، واستوطنوه ، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم , فضيَّقوا على أهل المدينة ، وقطعوا عليهم السوابل ، وأقاموا على ذلك سنين … ولما طال الحصار على أهل المدينة وقعت المكاتبات بينهم وبين سعود من حسن قلعي وأحمد الطيار والأعيان والقضاة وبايعوا في هذه السنة .
ثالثاً سبي نساء المسلمين وأخذ أموالهم :
جاء في صفحات من تاريخ الجزيرة العربية للدكتور محمد عوض الخطيب ( ص 179 , ص 188): وقد غزا الوهابية هذيل الشام بقيادة عثمان المضايفي في حوالى سنة 1214هـ /1799م فقتلوا وسبوا النساء ، ثمَّ غزوا اللفاع حيث يقيم أشراف بني عمرو فقتلوا منهم عدداً ، ونهبوهم وسلبوا النساء حتى أنهم جردوهن من الثياب ، فطلبوا الأمان وتوهبوا .
كما ذكر بن بشر في (عنوان المجد) أنه (فى سنة 1206 هـ)كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة والبادية ، وقصد ناحية جبل شمر ، وقد ذكر له قبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم ، وهم على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر ، فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالاً عظيمة ، الإبل أكثر من ثمانية آلاف بعير ، وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم ، وأكثر من عشرين فرساً ، قتل عليهم عدة رجال ، ثم رحل سعود بجميع تلك الغنائم وأخرج خمسها !! وقسم باقيها غنيمة في المسلمين- يقصد الوهابية – للراجل سهم وللفارس سهمان .
رابعا تدمير الآثار النبوية :
لقد كانت منطقة الحجاز عامرة بالآثار الإسلامية خاصة الآثار الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام , كونها المهد الأول للإسلام , والأرض المباركة التي نبتت فيها شجرة الإسلام , وفيها تتواجد مقدسات المسلمين الكبرى متمثلة ببيت الله الحرام ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم .
لكن ما إن وصل النفوذ الوهابي السعودي إلى مدن الحجاز , حتى تعرضت الحجاز لأبشع جرائم طمس (6) الهوية الدينية والحضارية , فتم تدمير جميع القباب والأضرحة , بل وتعدى الأمر إلى سائر الآثار الإسلامية الأخرى المرتبطة بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كهدم المساجد السبعة في المدينة المنورة والتخطيط لهدم غار حراء , وإقامة مكتبة في مكان ولادته صلى الله عليه وسلم في مكة من أجل طمس ذلك المكان .
ولقد سبق وأن تحدثنا في المباحث السابقة أن من أهم التكاليف التي كلفت بها بريطانيا الوهابية هي هدم جميع الآثار الإسلامية , وذلك من أجلطمس التاريخ الإسلامي, حيث والآثار هي المصدر الأول له , ولذا فقد حرص عبدالعزيز آل سعود(7) عند دخوله مكة بعد الاستيلاء عليها عام 1924 م , على إزلة مقبرة المعلى ,حيث مقام سيدتنا خديجة رضي الله عنها, ومقام سيدنا أبي طالب رضي الله عنه(8) ,وكذلك كان الحال عندما دخل الوهابية المدينة المنورة حيث تعرضت لأوسع عملية هدم في التاريخ الإنساني, فتم هدم الآثار الخاصة بكبار أئمة آل البيت في البقيع كمقام سيدتنا فاطمة الزهراء قدس الله سرها ,وأخيها سيدنا إبراهيم قدس الله سره ,ومقام سيدنا الحسن وعلي زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق قدس الله سرهم ,وكذلك مقام سيدنا العباس رضي الله عنه ومقامات بعض زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهم (9) .
ولقد وصل بهم التمادي إلى محاولة الاعتداء على قبته صلى الله عليه وسلم ,فهاجت الشعوب الإسلامية خاصة في الهند ومصر وأفريقيا , فتحركت المظاهرات الشعبية منددة بذلك, ومتوعدة بهبة إسلامية تقتلع شجرة آل سعود من الجزيرة العربية , وهنا خافت بريطانيا حيث كانت تسيطر على تلكم البلدان من أن يتحول ذلك الأمر إلى ثورة يصعب السيطرة عليها ,فتتسبب في طرد المستعمر البريطاني من تلكم البلدان ,أو أن يتحرك ذلك الغضب الشعبي إلى الحجاز فيجتث شجرة آل سعود قبل أن تكمل مهمتها في تدمير الأمة الإسلامية من الداخل. فوجهت بريطانيا رسالة إلى آل سعود بإيقاف هذا العمل , حيث موعد ذلك لم يحن بعد , حفاظا على ملكهم من السقوط تحت أقدام الشعوب الثائرة للمقام النبوي.
ولقد ذكر المفكر ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود تفصيلاً لجرائم الوهابية بحق الآثار الإسلامية في مكة والمدينة نذكرها هنا لمزيد من الفائدة في معرفة جرائم الوهابية فيما يخص هذه الجزئية في هذا البحث وذلك على النحو التالي :
1- هدم البيت الذي ولد فيه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بشعب الهواشم بمكة.
2 هدم بيت السيدة خديجة بنت خويلد قدس الله سرها ، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ,وأول امرأة آمنت برسالته الإنسانية.
3 هدم بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويقع بمحلة المسفلة بمكة.
4 هدم البيت الذي ولدت فيه سيدتنا فاطمة قدس الله سرها ، وهو في زقاق الحجر بمكة.
5 هدم بيت حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,ويقع بيته في المسفلة بمكة.
6 هدم بيت الأرقم , أول بيت تكونت فيه الخلايا الثورية المحمدية وكان يجتمع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه سرا .
7 هدم قبور الشهداء الواقعة في المعلى بأعلى صوته مكة ,وبعثرة رفاتهم .
8 هدم قبور الشهداء في بدر ,و هدم مكان العريش “التاريخي” الذي نُصب للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم .
9 هدم آل سعود البيت الذي ولد فيه علي بن أبي طالب والحسن والحسين.
10 سرقة الذهب الموجود في القبة الخضراء ووضعه سيوفا وخناجر وأحزمة تربط في أسفلها أغطية ذهبية لفروج حريمهم، وقباقيب ذهبية وأحذية وخواتم وخلاخيل وأساور.
11 تدمير البقيع في المدينة المنورة حيث يرقد المهاجرون والأنصار
وبعثرة رفاتهم… (10)
أهدف مشروع المستعمر في هدم الآثار الإسلامية :
قد يثور هذا التساؤل بِخَلد كل قارئ , هل يا ترى هدف الوهابية من هدم الآثار الإسلامية هو إزالة المظاهر الشركية كما يدعون ؟
والجواب على ذلك هو طبعاً لا , وما تلكم الذريعة التي يتذرع بها هؤلاء من أجل هدم آثارنا الإسلامية إلا كتوحيد إبليس عندما رفض السجود لأبينا آدم عليه السلام حينما أمره الله تعالى بذلك , محتجاً بأنه مومن لا يسجد إلا لله , فكيف يسجد لمن خُلق من طين, والكلام في تفنيد حجتهم طويل وليس هذا البحث موضعه .
إذ هنا محل الكلام هو الأهداف الحقيقية لهدم الآثار الإسلامية , حيث للآثار الإسلامية من الأهمية الكبيرة في التربية الروحية التي تشكل الجانب الأساسي في بناء الشخصية الإسلامية , وفي التزود بالطاقات الإيمانية , والتي تُعرف بالذوق لا بالكلام , ولذا فسوف نقتصر هنا على إبراز أهمية الآثار الإسلامية من الناحية العقلية وذلك على النحو الآتي :
1 – من المتعارف عليه بين كافة الشعوب بأن الآثار هي المصدر الأول في كتابة التاريخ , وهي أيضا الأساس التي يتم بناءً عليه تحديد الهوية الحضارية (11) لكل شعب , فلا تاريخ لمن لا آثار له , ومن ليس له تاريخ يحكي أصالته وعراقته فما هو إلا حالة عارضة كبناء بلا أساس ,سرعان ما يتهدم ويزول وإن بلغ من المظاهر الشكلية المادية المجردة عن روح الحضارة الإنسانية الحقيقية ما بلغ , وبالتالي هم يريدون طمس تاريخنا لكي نتحول إلى أمة بلا تاريخ , ولا هوية ,فيرسم لنا المستعمر هوية حضارية جديده , تتناسب مع مخططاته, وتعود بنا إلى الوراء ألف وخمسمائة عام , لنعود إلى قبائل لا تتقن سوى الاقتتال فيما بينها .
2 – تغييب الحبيب الأعظم وآل بيته الكرام وأولياء الله وصالحي الأمة عن أنظار أبناء الأمة والتي تعد تلكم الآثار إحدى وسائل تعريف الأمة بهم وبحياتهم , كونهم كتاب مرئي يتجلى منه تاريخ هذا الدين الذي هو تاريخ رجاله .
3 – إن تلكم الآثار هي تذكير بالله وبالاستقامة على منهج الله وحث على سلوك طريقهم ,حيث لم ينالوا ذلك الشرف إلا لحبهم الله الذي أحبهم نتيجة إخلاصهم وصدقهم في تعاملاتهم فحببهم إلى الناس , وجعل أفئدة الناس تهوي إليهم تلتمس البركات التي أودعها فيهم .
4 – التمهيد لتغييب موضع القدوة الصالحة المتمثلة بأهل الصلاح والولاية ,واستبدالها بشخصيات أخرى , يتم تسويقها وفرضها على الأمة , لا صلة لها بالنهج المحمدي , وإن لبست جلباب الإسلام وأدت طقوسه , حيث لا يعدو ارتباطهم بالدين سوى ارتباط شكلي صوري فيتم تسخيرها كأدوات لتنفيذ المشاريع الاستعمارية في الحرب على الدين باسمه , وتفتيت الأمة من الداخل , بعد أن أعياهم تفتيتها بالتدخل المباشر .

المراجع والهوامش :
1 – ذكر الدكتور ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود أن عدد الحجاج كان ألفاً ومائتين ص 324
2 – صفحات من تاريخ الجزيرة العربية ، الدكتور محمد عوض الخطيب , دار المعراج للطباعة والنشر ، ( ص 198- 199 ) )
3 – صفحات من تاريخ الجزيرة العربية للدكتور محمد عوض الخطيب ( ص 179 , ص 188)
4 – تاريخ آل سعود , د/ ناصر الخطيب , ص 18
5 – تاريخ آل سعود , د/ ناصر السعيد ص 332 – 334 بتصرف
6 – بحث بعنوان محو الآثار الإسلامية في السعودية بين السياسة والدين, للدكتور سعيد الشهابي .
7 – لم تكن المطالب البريطانية بهدم الآثار الإسلامية هي الدافع الوحيد لبني سعود بل كان حقدهم الدفين أكبر دافع بسبب أصلهم اليهودي كما تشير إلى ذلك بعض الروايات التاريخية ,من عودة نسبهم إلى قبيلة بني قينقاع ,وأن والد محمد بن سعود اسمه مردخاي , وهو الاسم الحقيقي لعائلتهم , وقد ذكر ذلك الكاتب ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود ص 310 , و من أهم الأدلة التي تثبت صحة كلامنا هذا هو أنهم عندما دخلوا المدينة المنورة هدموا جميع الآثار الإسلامية وأبقوا على الآثار اليهودية في خيبر والتي لا تزال موجودة حتى اليوم لم يمسسها منهم سوء.
8 – بحث بعنوان محو الآثار الإسلامية في السعودية بين السياسة والدين للباحث الدكتور سعيد الشهابي .
9 – هذا وقد سبق لهم عندما دخلوا العراق عام 1816م هدم مقام سيدنا الحسين عليه السلام .
10 – تاريخ آل سعود ناصر السعيد ص118
11 – و لنا في هذا الكلام الذي سردناه أعلاه أدلة وبراهين , توضح أهداف الوهابية في تدمير هويتننا الدنية والحضارية والعلمية ,منها أنهم يعمدون حيثما تحل كتائبهم الإرهابية إلى إحراق المكتبات العامة , فهل يا ترى هي أصنام أخرى تعبد من دون الله ؟ أم الهدف هو تهيئة الأمة لمرحلة التجهيل بالقضاء على إمكانياتها العلمية ؟
ففي مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث كانت أعظم المكتبات التي تضم نفائس الكتب والمخطوطات ,فقد عمد الوهابية عند دخولهم إلى تلكم المدن العلمية إلى إحراق تلكم المكاتب ، بل اتجهوا لتدمير كل ما هو ورق… وكلما هو كتب، وكل ما هو وثائق وصور، وكل ما هو تاريخي… ففي المكتبة العربية التاريخية العلمية بمكة تم إحراق ما يقارب من ( 60.000 ) من الكتب النادرة الوجود الجامعة لمختلف المناهل العلمية والتاريخية. و ( 40.000 ) مخطوطة نادرة (تاريخ آل سعود ,تأليف : المناضل ناصر السعيد ) بتصرف ,ص123
* ملتقى التصوف الإسلامي

قد يعجبك ايضا