11فبراير ومبادرة العدوان الناعم !!
عبدالعزيز البغدادي
بعد تقاسم السلطة بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه وهما الطرفان اللذان اعتبرتهما المبادرة السعودية المسماة بالخليجية في المعادلة السياسية اليمنية يمثلا السلطة والمعارضة كما راق لرعاة تلك المبادرة اعتبارها بعد أن جرى ترويض رموز الأحزاب المشاركة في هذه المعادلة وربطها بدائرة تقاسم المصالح التي اختصتها ببعض فتات موائد منظومة الفساد الخليجي معتبرة هذه الرموز بديلا عن الشعب اليمني لأنه لا وجود للشعب في حسابات أنظمة الفساد!؛
بعد تلك القسمة التي تمت بموجب المبادرة إياها مضت السلطة التي تمخضت عنها حاملة اسم الانتقالية والتي أطلق عليها شعبياً بـ (الانتقامية) لفرط تماديها في نهب المال العام مستخدمة حالة الاستهتار بهذا المال التي أسستها سلطة ما قبل 11 /فبراير 2011م والتي صار فيها رئيس الجمهورية مطلق الصلاحيات وكانت المبادرة شديدة الحرص على بقاء تلك الصلاحيات
ليبقى رئيس الجمهورية أكثر صلاحيات من أكثر الملوك استبداداً ولكي تبدو الجمهوريات أمام شعوب الخليج أسوأ بكثير من أسوأ ملوكهم وسلاطينهم وهكذا مضت سلطة المبادرة في طريق تقسيم أوصال ما بقي من حياة في الجسد اليمني الذي أنهكه ذلك الإفساد الممنهج طوال أكثر من ثلاثة عقود ونصف ، مضت تلك السلطة حاملة اسم الوفاق والمفترض أن تكون مهامها مهام انتقالية تؤدي إلى تهيئة الساحة السياسية اليمنية للانتقال إلى التنافس الشريف على السلطة بين سلطة ومعارضة حقيقيتين ،
لقد كانت عملية الانتقال للسلطة حسب تصور المبادرة واحتواء الموقف لتجنيب البلاد كما كان يقال مغبة الانزلاق إلى مهاوي حرب أهلية لا تبق ولا تذر ، نعم كان هذا هو المعلن والمفترض لكن ما حدث هو تجسيد الانقسام على شكل توافق لأن عراب الطبخة السياسية لم يكن يهدف إلى الوفاق بل إلى النفاق الذي تحركه غالباً مطامع خاصة قائمة على شراء ذمم رموز غالبية المكونات والأحزاب السياسية المشاركة في التوقيع على المبادرة السعودية المسماة بالخليجية ،
وكنت بين من يؤكد لكل من يناقش مسألة الاختلاف بين هذه الأطراف بأنه أمر طبيعي وكذلك إعاقة مضي البلد في اتجاه بناء سلطة أي في طريق الخروج من المأزق لأن جوهر المشكلة كما أعتقد هو ذلك الخلط العجيب في أذهان بعض من كان يراهن على أن المبادرة يمكن أن تكون طريق إلى التحقيق الهادئ لأهداف الحلم بالثورة في 11 فبراير 2011م .
والغريب في الأمر أن بعض من ادعوا الثورية والذين انضموا إلى ساحة التغيير من قوى السلطة وما يسمى المعارضة كانوا في طليعة المنظرين للمبادرة وأنها الطريق الأوحد لتجنيب اليمن ويلات ما حدث في سوريا وليبيا واعتبر هؤلاء المنظرين والذين أطلق أحد الأصدقاء على أحدهم بأنه العقل الاستراتيجي الوحيد في اليمن اعتبروا أن السير خلف خط المبادرة يعد إحدى علامات الحكمة اليمانية !!!
قلت يا صديقي أنا على يقين تام بأن من وقع على المبادرة ومن اعتبرها خارطة طريق للخروج من مأساة اليمن لا يحق له بعد ذلك الحديث عن وجود ثورة أو حلم بالثورة لأننا بالمبادرة ومن خلالها صرنا أمام تسوية سياسية ولاتوجد ثورة تنتهي بمبادرة !!!؛
الأكثر إثارة للسخرية أن الذين تقاسموا السلطة مع النظام الذي خرج الشعب للمطالبة برحيله كانوا خلال السنتين الأولى من المبادرة يبررون أي إعاقة في طريق إنجاز المهام بأنها بسبب النظام السابق أي بسبب شريكهم في سلطة المبادرة هكذا كان ولا يزال يفكر من يقودهم العقل الاستراتيجي الوحيد فهل أدركتم لم كل هذا العدوان المعبر عن حسن الجوار ؟؟ !! …
قيل لي أنت جزء من الماء
تملك قلباً حنوناً
يفرق بيتي ومدرستي في الفضاء
يركب البحر شوقاً إلى الله
ويقتل أطفالنا في المساء.