لحظة يا زمن.. نص
محمد المساح
حنين في ذلك الركن القصي من الكتابة حين أفشل في تعقب فكرة هربت من الإيقاع يحدث فجأة أن تدخل إمرأة إلى المقهى وتجلس باتجاه البحر، منعكسا على المرآة كان جمالها ينحل في الصمت المحايد بيننا كمراكب منهوبة الأحزان لم تتجشم التحديق في أحد من الجلساء لم تخلظ خلو يدي من الكلمات بل فتحت كتاباً كان يغفو في حقيبتها وغامت في تضاعيف الكتاب في ذلك الركن القصي من الكتابة راح يعصف بي حنين جارف.
للقفز فوق وجودي الفاني لتمكين المجاز من التطلع نحو مصدره وتنقية الجمال من التراب متأملاً في وجهها ، في اللامبالاة التي تعلو التفاتته إلى الأشياء كدت أرى مجاراة الظلام لضوئه العاري النعاس ، كما لو أنه متنكر في هيئة امرأة ، يجرد جسمها الشفاف من جريانه تحت الثياب لكنني متأخراً أدركت أني لم أكن أرنو إلى أحد فلا امرأة هناك سوى ما يستحيل بفوة الرؤيا ملامح من نحب لذا وقد امتحنت بدون جدوى خيبة الكلمات غادرت المكان كعادتي في مثل ذاك الوقت كي تأتي القصيدة في غيابي.
” شوقي بزيغ – شاعر من لبنان”