لحظة يا زمن..أشعار
محمد المساح
فن الممكن
إفراط في الكذب الناعم والتدليس.. إفراط في حكمة إبليس.. إفراط في القوة والموت وتأسيس الأحكام، ونقض التأسيس، إفراط يا أخوة يوسف، والذئب شريك الساسة في الشرك، وفي الإفك وفن التلبيس.
يحدث دائماً
دائماً، كان ثمة من يفتح الباب للغرباء دائماً كان ثمة في الحرس الموكلين بها خاملون ينامون أو بلهاء, دائماً كان من ينتقيهم يباهى بهم, حين يسأله عنهم الحذرون ويزجره الأتقياء, دائماً كان في القصر من يتملق أو يفتري أو يخون من الأمراء, دائماً تسقط المدن المطمئنة حين تسفه أبناءها الحكماء, دائماً يتساءل، بعد السقوط الملوك: هل اقترفوا خطأ.. عاقبتهم عليه السماء؟
ليل داج
شجر محترق في أقصى الشارع.. أشتات دخان وروائح شتى.. بيت مهجور مصباح في أعلى شرفته لم يطفأ ورذاذ من ضوء يتناثر من مقلتيه.
صمت.. خطوات واهنة تشهق فوق الاسفلت، وتخنق شهقتها شبح يتسلل في الظلمة يتعثر بالموت امرأة تتطلع في فرجة نافذة تحبس أو تحبس دمعتها.. جثث ساخنة وكلاب تتهبب من أن تقربها وأنين وتخبط أرواح تائهة في ليل داج.
كل هذا الغناء
كل هذا الحنين, كل هذا الغناء المخضب بالحب والموت.. لا يستعين لسني ولا يكتري نفحة من هواء البلاد .. ولا جرعة يتغلغل من مائها في الفؤاد.. وصدى الأغنيات لا يرمم قلباً كسيراً ولا يشترى وطناً في المزاد.. وإن يقيت ذكريات فهي فاكهة يتسلى بها من يريد.
متى عزت الأمنيات وهي ملح يذريه فوق الجراح إذا ما استبد به الغضب المرُّ في طرقات الشتات وظن به حارس في الحدود الظنون.
وها نحن، يا صاحبي، غيمة من دخان وساقية من دماء ..ها نحن نجتث عوداً فعوداً.. ولكننا سوف نورق ثانيةً شاء أم لم يشأ منجل الغرباء – هنا نحن ننسج أحلامنا، ونطرزها بنجوم السماء .فلا بد من حلم بشري ومن حالمين لنرتق أشلاءنا ونطهر هذا الهواء.
“سامي مهدي ـ شاهر العراق”