نقابة الصحفيين .. انحراف وتضليل
يأسف الإنسان على الوضع الذي وصلت إليه نقابة الصحفيين اليمنيين والإنحدار في قيم ومبادئ القائمين عليها حالياً وتعاملهم بانتقائية شديدة مع كل الأحداث التي يشهدها الوطن اليمني بل ووصولهم إلى مستوى من التضليل على الآخرين لم تصل إليه أي نقابة أو منظمة مجتمع مدني في اليمن.
نقابة الصحفيين وفقاً لنظامها الأساسي تعتبر المظلة لكل الصحفيين اليمنيين دون استثناء وليس لفئة دون أخرى فنحن نعرف أن الصحفيين لا ينتمون إلى جهة واحدة ولا إلى حزب واحد أو طرف سياسي أو اجتماعي واحد، بل إنهم يمثلون كافة أطياف المجتمع وهذا التنوع جيد ويمثل نقطة قوة لهذا القطاع الهام وحين نقول إن النقابة هي المظلة لجميع هؤلاء فإنه يعني أن النقابة يجب أن تلتزم بهذا المعيار في كل أنشطتها وبرامجها وبياناتها وكل شيء وحين تتحول النقابة عن هذا المسار فإنها حكمت على نفسها بالوفاة والموت، وحين يستغل من اختطفوا مجلس النقابة حتى بعد انتهاء فترة ولايته مواقعهم لإصدار بيانات وتضليل المجتمع الدولي بأمور غير صحيحة فإنه من اللازم علينا كأعضاء في النقابة أن نقف في وجه أولئك النفر الذين يستغلون النقابة لتحقيق أهداف أحزابهم وجعلوها بوقاً من أبواقهم ومنبراً لخداع الناس على حساب فئة كبيرة من الناس الذين هم أعضاء أساسيون في النقابة.
مما لاشك فيه أن ما يجري الآن من هؤلاء الذين ينتحلون صفة لم تعد قائمة ينطبق عليهم ما ينطبق على هادي وبحاح الذين انتهت ولايتهم وفروا إلى خارج البلاد يبيحون قتل المواطن اليمني ويدمرون مقدراته بحجة الشرعية التي لم تعد قائمة ويفترض على هؤلاء إذا كانوا يتمتعون بأخلاق الفرسان الشجعان أن ينسحبوا من المشهد ويغلقوا النقابة حتى يتم انعقاد المؤتمر العام لانتخاب مجلس جديد يمثل الجميع ولا يحتكر النقابة ويختطفها لمصلحة حزب أو طرف ومن ثم يستغلها استغلالاً سيئاً كما هو الحاصل من قبل نفر قليل ضاعوا وأضاعوا الطريق وجروا النقابة بعيداً عن أهدافها النبيلة وفقاً لأهواء ومطامع ومواقف أحزابهم وانتماءاتهم ورموا بوعودهم بأن يكونوا شوكة الميزان يمثلون جميع أعضاء النقابة بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم خلف الحائط بل وتنكروا لكل تلك الأيمان والوعود من أجل حفنة من المال أو خدمة مصالح أحزابهم ومن يلاحظ بياناتهم عن ما يتعرض له بعض الصحفيين يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا المجلس غير منصف ويعمل وفق أهواء سياسية معينة فمن بيانات تكتب على عجل وخجل عن الصحفيين والإعلاميين الذين راحوا ضحية قصف طيران العدوان السعودي والاغتيالات وكذا بيانات لا تليق عن تدمير العدوان وإغلاقه للقنوات والوسائل الإعلامية اليمنية إلى بيانات صارخة مناقضة في قضايا أخرى يعرفها الجميع وهذا يؤكد أن النقابة مختطفة من قبل أفراد خانوا شرف مهنتهم.
بالتأكيد إن نقابة الصحفيين غائبة تماماً عن أداء رسالتها الحقيقية التي أنشئت من أجلها ولم تقم بواجبها في أي مرحلة من المراحل وخاصة مجلس النقابة الأخير الذي ساهم وبشكل كبير في قتل النقابة ومهنيتها وكان ومازال جل همهم الوصول إلى المناصب وجني الأرباح وتسخير النقابة وتحويلها إلى ملكية خاصة تتبع حزباً سياسياً معيناً يتحكم في كل بياناتها وقراراتها وفق ما يريد وتحول ختم النقابة إلى لعبة بأيديهم فيما غاب العمل الحقيقي لإصلاح النقابة ونظامها وتطويره وتحسين الأداء الإعلامي والصحفي الذي تدهور إلى حد كبير وأصبحنا نعيش مشهداً إعلامياً سوداوياً وغياباً كبيراً لمواثيق العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة وعدم وجود بنية تشريعية للعمل الإعلامي بسبب غياب دور النقابة ومجلسها الحالي وتحوله إلى بوق من الأبواق التي تعمل لخدمة مصالح أحزاب وأطراف معينة.
من المفروض على أعضاء نقابة الصحفيين اتخاذ مواقف جادة وحاسمة في حق هذا المجلس الذي حول النقابة إلى إقطاعية خاصة وملكية تتبع أطراف معينة ولا تخدم العمل الصحفي وخرج هذا المجلس عن مواثيق الشرف التي التزم بها حين تم انتخابه، وأيضاً على اعتبار أن هذا المجلس انتهت فترة ولايته قبل ثلاث سنوات وظل يماطل حتى لا ينعقد المؤتمر العام للنقابة لانتخاب مجلس جديد وعلينا كصحفيين مخاطبة الاتحاد الدولي للصحفيين بعدم مواصلة إعطاء الشرعية لهذا المجلس المنتهي بحكم القانون والنظام الأساسي، وبحكم تصرفات أعضائه الذين تحول معظمهم إلى قتلة يساهمون في قتل الشعب اليمني وتدميره واحترفوا الدجل على أصوله وزوروا الحقائق .