ما وراء السيناريو السعودي لاحتلال جنوب اليمن!؟
إبراهيم حسين الحبشي
لقد كان للتدخل الروسي في منطقة الشرق الأوسط إضافة لاكتمال ملف إيران النووي أثرهما الكبير في مجريات الأحداث الجارية في المنطقة وخاصة في إفشال جزء كبير من الخطة الماسونية والتي كانت قد بدأت في تنفيذها منذ عام 2011م بربيعها العبري، وكانت تعتزم تنفيذها ضمن هذا المخطط الدامي باختلاق الصراع في المنطقة والهادف إلى ضرب قاذوراتها الإرهابية في جيوشنا لتدميرها وإضعاف قدراتها القتالية والعسكرية واستخدام هذا التنظيم الإرهابي أيضا في خلق الصراع الطائفي والمذهبي في مختلف بلداننا لتتخلص منه بدرجة أولى كونه بات يشكل خطراً على من صنعه وظل يدعمه طيلة تلك الفترات ولتعمل هذه المجاميع الإرهابية أيضا على تشويه الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي أمام شعوب العالم الأخرى ولتشكل الذريعة الرئيسية التي تبرر تواجد وتدخل من صنعوها عسكريا في منطقة الشرق الأوسط وبحجة محاربتها.
واستخدامها كذلك لصنع وإدارة ونشر الصراعات الطائفية والمذهبية الداخلية وإدخال شعوبنا العربية والإسلامية في دوامة الحروب الأهلية والتي قد تدوم طويلا وقد لا تنتهي إلا بنهاية أغلب دولنا العربية والإسلامية وكل ذلك كان من أجل الخروج للرؤية التي تسعى لفرضها على جميع دول منطقة الشرق الأوسط خاصة الدول العربية والإسلامية التي كان قد بدأت تشكل قوة لا يستهان بها وباتت تمتلك من الإمكانيات والقدرات العسكرية والبشرية الكافية التي جعلت منها خطرا كبيرا يهدد قيام دولة بني صهيون، التي تسعى منظمتها الماسونية بمخططها هذا إلى تهيئة المنطقة وتأهيل دولها العربية والإسلامية عبر إخضاعها لتصبح دولاً لا حول ولا قوة لها وعاجزة عن الوقوف أمام أي خطر يهدد شعبها وأرضها ودولاً متقبله لهذا الحدث والذي يعتبر الأهم ويجري الإعداد له وهو إعلان هذه الدولة الصهيونية الملعونة كيانا وشعبا في ظل مأمن تام وخالٍ من أي معارضة أو خطر قد يهدد أو حتى يعرقل هذا الإعلان بل وتلقى بعد ذلك تقبل وترحيباً من بلداننا باعتبارها بلداناً ضعيفة لا حول ولا قوة لها وبكل سهولة.
حقيقة لقد حقق التدخل الروسي في بعض هذه البلدان العربية كسوريا والتي تقع على أطراف منطقة الشرق الأوسط وبجوار إسرائيل وكانت تخضع لهذا المخطط الخبيث انحرافاً واضحاً في مسار هذا السيناريو لنرى بدلا من ذلك اللجوء إلى تجميع كل هذه القوى الإرهابية وسحب عناصرها وقيادتها من عدة بلدان لتحشدها كثقل في الطرف الآخر لمنطقة الشرق الأوسط لاسيما أن هذا الطرف يمثل البوابة الرئيسية للمنطقة أو بالأصح الطرف الذي يتحكم بأهم المنافذ البحرية والممرات الدولية في المنطقة برمتها مستغلة تواجد دول تحالف آل سلول الغاشم في جنوب اليمن، والتي تمثل بشكل رئيسي فيه الدولة الوحيدة التي تتحكم بهذا الطرف الجغرافي الهام والكبير جدا في معالجة هذا الانحراف الطارئ على مخططها.
ولذلك فإننا نرى بوضوح أن سبب التواجد الحقيقي لقوات حلف الشيطان في عدن ليس كما تدعيه مملكة آل سلول بل من أجل الإحاطة والمحافظة على تنظيمها الإرهابي حتى يتمكن من التثبت أكثر على الأرض كما هو مطلوب منه ولتكتمل الرؤية المرسومة له وتكتمل صورة الذريعة الكافية والتي تسمح لتدخل أجنبي كما تريده إسرائيل وأمريكا وبعض دول الغرب .فتم إعداد ووضع سيناريو وبرنامج مسبق لمشروع الاحتلال هذا ولفرض الوجود عبر مراحل مختلفة منها:
مرحلة سحب عناصر وقيادات هذه المنظمة الإرهابية من البلدان التي فقدت فيها أمريكا وإسرائيل أمل خلق تواجد لها فيها وشكل التدخل الروسي والإيراني فيها عائق وسجلت فيها حضوراً قوياً وفاعلاً .
2- إعادة تجهيز هذه العناصر وإعدادها ثم تحشيدها لجنوب اليمن لتستخدمها حسب الوضع الإجباري الذي فرضه التواجد الروسي المؤيد من أغلب دول المعسكر الشرقي العظمى والمدعوم من حلفائها ومن يقفون على حافة هذا المعسكر من دول المنطقة كسوريا وإيران وغيرها من دول المنطقة والتي أيضا أصبحت تقف لجوارها كونها حليفة لها مما شكل ثقلا كبيرا وسيطرة شبه كاملة على أطراف منطقة الشرق الأوسط.
3- تشكيل طوق أمني على هذه المجاميع الإرهابية المتزايدة مكون من قوات التحالف الشيطاني الذي شكل هذا الطوق وخلق منطقة عازلة ليحول بين قواتنا ويمنعها من الوصول لهذه المجاميع الإرهابية وتطهير البلاد منها قبل تمددها وفرض سيطرتها، فلذلك تعتبر هذه القوات الحاضن الأساسي والحضانة التي تستمد منها وفي ضلها هذه العناصر الإرهابية تمكنها وتثبتها ونموها وبسط سيطرتها في جنوب البلاد.
4- تجهيزها بما تبقى لها من إعداد ليكتمل طور هذا النمو الإرهابي تزامنا مع دخول قوات جديدة وبديل سري لهذه المنظمة التي أصبح خطر انكشافها وتجلي الداعمين لها يهدد أمريكا وإسرائيل وبعض دول الخليج بالذات مملكة آل سعود .وتحت مسمى منظمة بلاك ووتر.
5- تصفية بعض القيادات الجنوبية المعارضة لهذا المخطط الخبيث والتي أيضا تعارض في الأصل مخطط تشطير البلاد .وفي نفس الوقت اغتيال وتصفية بعض القيادات لهذا التنظيم البغيض خاصة من باتوا يشكلون خطراً على هذا المشروع الاستعماري تزامنا مع تلك التصفيات للقيادات الجنوبية ليخلقوا بهذه الأحداث المبرر لفرض هذا التنظيم تواجده وبدء توسعه وفرض سيطرته.
6- ومثل ما تم خلق تلك المبررات المسبقة سيتم بعد تثبت هذه العناصر الإرهابية وفرض سيطرتها على أغلب مدن الجنوب خلق مبررات أخرى ولكن هذه المرة سيتم اختلاق صدام وصراع صوري بين هذا التنظيم الإرهابي وبين ما تسمى بقوات التحالف العربي (الشيطاني) ليختتم بهذا الصراع سيناريو الذريعة الكاملة للتدخل الأجنبي في المنطقة حيث سيتم استبدال قوات هذا التحالف الغاشم بدفعات أكبر وأكبر من جيش المنظمة الماسونية العالمية المستظل تحت اسم شركة أمنية وهميه أطلق عليها اسم (بلاك ووتر). وقد تشترك بعض قوى الارتزاق لهذا التحالف ويتم إدراجها وضمها لهذه المنظمة لتسهم معها ومع بعض قوى أمريكا المتواجدة هناك في تشكيل الحجم الكبير من القوة العسكرية المطلوبة لتكوين قوة كبيرة ذات تواجد عسكري كبير وذات ثقل يوازي ثقل التواجد الروسي المتواجد على الطرف الآخر لمنطقة الشرق الأوسط ولتظهر أمام الجميع كقوة تستحق أن تحمل صفة الانتصار المفبرك بحقيقته على هذه المنظمة الإرهابية (داعش) والتي هي في الأصح لن تخوض معها صراعاً حقيقياً حينها بل ستقوم بعملية تبادل للأدوار بعد التخلص من بعض قياداتها وعناصرها الذين باتوا يشكلون خطر كبيراً لفضحها وكشفها ويلمون بالعديد من أسرارها لتختفي بعدها حقيقة القاعدة ومن صنعها ومن يقف وراءها بعد أن كانت شارفت على الانكشاف أمام الجميع وليكتمل بذلك المشهد الأخير لسيناريو ودراما الاحتلال والاستعمار غير المباشر ولتكتمل الصورة الكاملة والواضحة لهذا المخطط الصهيوني والماسوني الخبيث والخطير.