د.عبدالإله الطلوع –
وصلت إلى قناعة تامة¡ بأننا لن نحقق ما نصبو إليه¡ ولن ننجح في استثمار طاقاتنا وثرواتنا إذا لم نع تماما◌ٍ بأننا كنا على خطأ في التعامل مع مفاهيم الوطنية والمواطنة والشفافية والإخلاص والمال العام والوساطة والثواب والعقاب والمساءلة وسواها من المصطلحات الإدارية¡ التي تمر علينا مرور السحاب ولا تترسخ في سياق العمل الإداري اليومي بشكل مؤثر¡ بل يبدو أن الالتزام بها هو الصحيح والتخلي عنها هو الكارثة.
فالمليارات التي تصرف على البنى التحتية¡ أقولها بصراحة أنها تكفي وزيادة¡ إذا تم استثمارها بالشكل الصحيح وأعني باستثمارها آليا◌ٍ وصرفها على المشاريع بدءا◌ٍ من النوعية والجودة إلى المنافسة والتكاليف المنطقية.
أما إذا ترك الوضع على ما هو عليه¡ فإننا سوف نكتشف كل يوم حالة تلبس لتجاوزات لم تكن بعيدة عن العين¡ ولكن لم نفكر مرة في مراقبتها¡ فالموظف هو الموظف حتى يصل أحد الأجلين..
وأخيرا◌ٍ لا أظن أن الأمر يعتمد على وجود أنظمة أو عدم وجودها¡ فلدينا من الأنظمة ما يكفي لو طبق نصفها فإننا سنكون بخير¡ ولكن المشكلة هي كيف نطبقها ولمصلحة من¿
أتمنى أن لا يكون هذا الكلام الذي يقال هنا وهناك مجرد صراخ¡ ولكن مراجعة للنفس وللسلوك وللمفاهيم النائمة في العقول¡ والأدراج¡ وأرشيف الإدارات والمؤسسات.