استشهد اثنان من أطفاله والثالث مفقود
خالد مسعد
ترك زوجته في بوابة مخيم المزرق للنازحين وتوجه إلى السوق بغرض اقتناء بعض الأغراض للانتقال إلى عبس.. وبينما هو يبايع ويشتري ويتنقل في متاجر السوق، كانت طائرة العدوان السعودي قد شنت غارة جوية هستيرية على المخيم الذي كان أطفال علي الإبي ينتطرون والدهم الذي سمع دوي انفجار مع رؤية عينيه أعمدة الدخان المتصاعدة من جهة المخيم.
هرع تاركا خلفه السوق وأدواته ومقتنياته.. ليجد أشلاء طفليه منتشرة على بوابة المخيم، وفي أصعب لحظة مر بها في حياته، كان يبحث عن زوجته وطفلها الثالث، وبصعوبة ووسط هلع وهروب الآخرين وجد زوجته مستلقية في مكان ما، لا يبعد كثيرا عن بوابة المخيم.. بينما الطفل الثالث لم يتمكن من ايجاده، فاعتقد انه مفقود، وربما كانت اشلاؤه قد توزعت بالمكان نتيجة القصف الهستيري للعدوان.
جرائم العدوان السعودي التي ارتكبها في شمال اليمن ليل نهار ومن دون رحمة أو وازع من ضمير او دين ،ستبقى وصمة عار في جبين الأجيال .
عشرة أشهر متواصلة والعدوان السعودي يزداد وحشية لا نظير لها في هذا العالم الحديث .
مجزرة مخيم النازحين في المزرق واحدة من أبشع المجازر التي شهدتها بلادنا وخلفت نحو خمسين شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين جلهم من الاطفال والنساء.
علي عبده الإبي ،واحد من ضحايا هذه المجزرة ،استشهد اثنان من أطفاله والثالث مفقود ،إلى الآن ،عوضاً عن الوضع النفسي المؤلم الذي تعيشه زوجته والتي لا تعي ما يدور حولها حرقة وألماً على فقدانها أطفالها في هذه المجزرة ..
يتحدث لـ” الثورة ” علي الإبي سارداً قصته :
وصلت من الملاحيظ وضعت أسرتي في بوابة مخيم النازحين رقم واحد بالمزرق وخرجت أشل أغراض عشان انتقل لعبس،وما إن وصلت السوق ،سمعت دوي انفجار عنيف هز المخيم ،هرعت نحو المخيم مباشرة ، كان الدخان يسيطر على المكان ،بعد دقائق وجدت اثنين منهم أشلاء ، الأول ابراهيم وعمره 14والثاني يحيى وعمره 8 وطفل ثالث عمره ستة أشهر مفقود ،،بينما الرابع عثرت عليه في طرف المخيم مع أمه في وضع لا استطيع وصفه .
عقب ذلك والحديث مكلوم عند علي الإبي “نقلت زوجتي وطفلها الى المستشفى بحرض وبصعوبة تمت عملية النقل نظراً لعدم وجود إسعافات، وصلت المستشفى ،مع الظهر، الحمدلله أفاقت زوجتي ،كانت تعرضت لجروح ولصدمة نفسية ،وزادت صدمتها عندما أخبرها طفلي الرابع ان اخوانه ماتوا ..حينها فقدت النطق والسمع ..
معاناة علي الإبي تتفاقم وتزداد يوماً بعد آخر وهو يشاهد زوجته في هذا الوضع الصحي السيئ ،لا تستطيع الكلام ولا السمع .
لم يعد من يواسي هذه الأسرة وسط الكوخ الذي تقطنه ،سوى طفلة عمرها 4 اشهر كانت في بطن أمها أثناء المجزرة((هذه الطفلة كانت في بطن امها يوم المجزرة والحمدلله ربي حفظها وهي اليوم قرة عيني ))يناشد علي الإبي جميع المنظمات ورجال الخير النظر بعين الإنسانية إلى معاناة أسرته ومساعدته في علاج زوجته من الوضع النفسي الذي تعانيه ،وتقديم الإيواء والغذاء والدواء لهم..
آلاف الأسر اليمنية التي طالها العدوان حالها لا يختلف كثيراً عن أسرة علي الإبي ،فقد تجاوز النظام السعودي كل حدود الأرض والسماء وضرب بكل القوانين والنصوص الإنسانية عرض الحائط.