اليمن وبشاعة العدوان
الإحسان رائعة من روائع الدين الإسلامي الحنيف , فلا يمكن تصور الحياة من دونه ذلكم أنه يعيد للحياة بريقها ورونقها , ويدفع في مغالاة حريصة بالمجتمع المسلم إلى أعتاب التقدم والتحضر, فتراجع الأمة حضارياً يعود إلى اختفائه وغيابه عن الحياة , ومفهوم الإحسان هنا شامل كل شيء , فهذا النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقول : “إن الله كتب الإحسان على كل شيء, فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة , وإذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة , وليحد أحدكم شفرته , وليرح ذبيحته”.
إن الإسلام يطالب الجميع بأن يتمثلوا أخلاقه من صدق وإحسان وجود وكرم وإيثار وشجاعة , فهو اليوم يؤكد على قيمة هامة ألا وهي قيمة الإحسان الذي تزدان به الحياة , فالإحسان – كما جاء في الحديث – كُتب على كل شيء , فإحسان إلى الحيوانات وذبحها بالطريقة الإسلامية التي فيها رأفة وحنية , وليحد أحدكم شفرته , وليرح ذبيحته, ومادام الإحسان يجب أن يؤدي إلى الحيوان وكل شيء فمن الواجب أن نحسن إلى الإنسان وأن نحسن إلى بعضنا البعض, فالعدوان السعوأمريكي أين هو من الإحسان .. ؟!, وأين خدام الحرمين الشريفين من هذا الحديث ومن هذا الإحسان والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ” وإذا قتلتم فاحسنوا القتلة ” ؟! , فلتحسن السعودية قتلتها في اليمن , فما تقوم به من قتل وبمختلف الأسلحة المحرمة دولياً كالقنابل العنقودية والذكية مستهدفة الأبرياء من المدنيين والعُزل يتنافى جملة وتفصيلاً مع روح ديننا الإسلامي الحنيف , ويتعارض مع خلق الإحسان الذي حث وحض عليه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
وحينما نقول إن اليمن بين عدوانين اثنين نكون صادقين , فالعدوان الأول هو العدوان الظاهر البربري الشرس من قبل الترسانة العسكرية المسلحة السعوأمريكية , والعدوان الثاني يتمثل بعدوان بني جلدتنا حينما تنبسط أساريرهم لنتاجات الطلعات الجوية الليلية والنهارية, فيفرحون كثيراً عند سقوط عدد من الشهداء من المدنيين العزل الذين لم يتمكنوا من العيش في ظل العدوان الباغي , فلمثل هؤلاء نقول: على رسلكم والله عز وجل سوف ينصرنا وسوف تحاسبون يوم القيامة على ما فرطتم في جنب الله عز وجل من الولاء والبراء.. تهتفون لسلمان بأن يضرب إخوتكم ياللعار عليكم وبأي وجه سوف تقابلون الملك الديان الذي يمقت الاعتداء ويجرم الحاقدين الانذال.
لقد ملأ الحقد أفئدتهم فتراهم يتخبطون ويتقربون إلى الجاني الذي يضرب بلدهم ويريد نهب ثرواته واحتلال أراضيه , فاللهم اننا نبرأ منهم , ونسلمهم إلى بين يديك يا أرحم الراحمين لترينا فيهم يوماً أسوداً وتطهر الأرض من حقدة ابن سلول كبير المنافقين الذي يسيرون على ضلاله , اللهم حق الحق وابطل الباطل إنك على كل شيء قدير ” وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ” صدق الله العظيم “.